العقبة.. الحركة التجارية في أدنى مستوياتها لضعف الطلب على احتياجات الشتاء
العقبة- رغم أن أسواق مدينة العقبة تعد الملاذ الآمن لأبناء العديد من المحافظات، لا سيما في الجنوب، لشراء احتياجات موسم الشتاء وتحديدا الملابس الشتوية، بعد سلسلة التنزيلات والعروض التي أعلن عنها أصحاب المحال التجارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الأسواق، وعلى غير العادة، تعاني من ركود غير مسبوق ومختلف عن أي موسم سابق.
وفي جولة لـ”الغد”، على أسواق المدينة التجارية لاستطلاع حركة المتسوقين في أغلب القطاعات، لا سيما الملابس ومستلزمات فصل الشتاء، أكد العديد من التجار “أن الحركة ضعيفة ولم ترقَ إلى مستوى الموسم السابق”، مشيرين إلى “أن الأوضاع التجارية في الأسواق التجارية بالعقبة في أسوأ حالاتها وغير مطمئنة”.
وبين التجار، أن أغلبهم استورد بضائع وملابس من خارج الأردن والأسواق المجاورة على أمل أن تدبّ الحركة الشرائية خلال هذا الموسم الذي بدأ متأخرا إلا أن آمالهم قد خابت، مؤكدين أن بعض التجار عمد إلى تسويق وترويج السلع والملابس من المواسم السابقة وبتنزيلات أقل من التكلفة ولم يجد ذلك نفعا.
ووفق تجار، فإنه بالمقارنة مع العام الماضي، فإنه رغم الحرب على غزة والأحداث الجيوسياسية، إلا أنه كانت هناك حركة تجارية من مختلف محافظات المملكة لشراء احتياجات الأسرة من محال العقبة التي عادةً ما تعمل عروضا مختلفة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وتكتسب العقبة ميزة انخفاض أسعار الملابس وتنوع الخيارات للأسر في الجنوب، إلى جانب اعتدال طقسها المميز هذه الأيام، ما جعلها تفرض نفسها في الموسم الشتوي، في الوقت الذي يأمل فيه التجار خلال الأيام المقبلة بزيادة مبيعاتهم وتحسن الموسم لتعويض ما لحق بهم من أضرار نتيجة الركود، خصوصا خلال موسم الصيف السابق.
وكانت أسواق العقبة، شهدت خلال الأشهر الماضية حالة ركود وصفت بـ”القاسية”، بحسب تجار في المدينة، ولم يشفع موسم العودة إلى المدارس باعتباره أحد أهم المواسم التجارية بتنشيط الحركة التجارية، خاصة على الملابس، مؤكدين أن التنزيلات الحالية أدت إلى نشاط تجاري لكنه غير كافٍ، وازدياد المنافسة بين التجار لجذب المستهلكين، ما ينعكس على ارتفاع نسب التخفيضات المتاحة في قطاع الألبسة والأحذية.
وطالب تجار وأصحاب مصالح في العقبة بإرجاع كرنفال أو موسم التخفيضات في العقبة، والذي يفتح بارقة أمل على كافة القطاعات، مما يعزز سهولة الوصول إلى العقبة من خلال المعابر المختلفة وبأسعار مدعومة، بالإضافة إلى تخفيض مبيعات الغرف الفندقية في المنشآت بتصنيفاتها المختلفة.
ويقول تجار، إن مبيعاتهم في منتصف كل موسم تتراجع أكثر من 50 % في ظل ارتفاع الكلف الجمركية وارتفاع إيجارات المحلات التجارية، والتي أصبحت تؤرق تجار العقبة، مؤكدين أن كرنفال أو موسم التخفيضات العقبة، والذي يقام في الموسم الشتوي من كل عام، ينعش جميع القطاعات السياحية والفندقية والاقتصادية والتجارية.
وأشار التاجر محمد الخولي، إلى أن المواطنين ينتظرون فترة التنزيلات والتخفيضات، وأن جميع البضائع موجودة وبجودة عالية وفي متناول جميع أفراد الأسر، لافتا إلى أن التنزيلات ستستمر في محله الواقع وسط السوق التجاري حتى آخر قطعة، وأن الطلب يكثر على “الجاكيت” الشتوي، والذي يناسب المناطق الباردة في المحافظات الأخرى.
وقال تاجر الألبسة منصور شعث، إن هناك ضعفا في الحركة التجارية طيلة أيام السنة، مشيرا إلى أن تجار العقبة باتوا يعتمدون على عطلة نهاية الأسبوع والمهرجانات التي تقيمها سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة من أجل تنشيط الحركة التجارية.
وأكد شعث، أنه رغم ذلك، فإن مبيعات التجار ما تزال منخفضة بالمقارنة مع الأعوام الماضية، وسببها ارتفاع كلف الاستيراد والرسوم الجمركية، بالإضافة إلى ضعف ترويج العقبة داخليا وخارجيا.
ولفت المواطن معن الخوالدة، إلى أهمية إيجاد عوامل داخلية لجذب الزائر المحلي إلى مدينة العقبة، مضيفا أن محافظة العقبة تحظى بالعديد من المميزات التي تؤهلها لأن تكون وجهة للسياحة بمختلف أنواعها، لا سيما تكاملية المثلث الذهبي (وادي رم، البترا والعقبة).
من جهته، قال نائب رئيس غرفة تجارة العقبة أحمد الكسواني، إن موسم التخفيضات في العام الماضي أنعش الأسواق التجارية، مؤكدا أن الموسم سيعود وبقوة هذا العام بالتعاون مع سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة إلى جانب شركات النقل ومكاتب السياحة والجمعيات السياحية المختلفة وهيئة تنشيط السياحة وبرنامج “أردننا جنة”.
كما أكد الكسواني، أن ذلك سيرفع نسب إشغال فندقية تنعكس أيضا على نشاط حركة الأسواق التجارية، مشيرا إلى أن السلطة وبالتعاون مع شركائها تعمل على تسويق المنتج السياحي في المحافظات لجذب أكبر عدد من الزوار لزيارة العقبة ووادي رم والبترا وتعويض الفاقد من السياحة الخارجية التي توقفت بسبب الأوضاع الأمنية في المنطقة.