مُشكلة المياه في عجلون ،، هل اقتربت الحلول ؟!
منذر محمد الزغول
=
يبدو أن مشكلة المياه في عجلون التي عانينا منها سنوات طوال ، حتى بتنا نظن أن الحلول لن تأتي في أي يوم من الأيام لأن المشكلة تجاوزت كل الحدود والخطوط ، حيث أصبحت محافظة عجلون الأكثر تساقطا للأمطار على مستوى الأردن هي الأفقر مائيا ، لكن بحمد الله تعالى بدأت الأمور تتحسن قليلا مع وجود مشاريع مائية عملاقة تُنفذ حاليا في المحافظة سواء كانت من موازنات مجلس المحافظة أو من خلال موازنات وزارة المياه والري و من المنح الدولية .
من المشاريع المائية العملاقة التي تُنفذ حاليا في محافظة عجلون ، مشروع الخط الناقل للمياه من ما بعد سد كفرنجة الى منطقة القاعدة في عنجرة و الذي سيزود المنطقة ب 350 منر مكعب في الساعة حسب مصادر في إدارة مياه عجلون ، وتبلغ تكلفة المشروع الذي يأتي بمنحة دولية حوالي ال 9 مليون دولار ، وبالطبع العمل في المشروع قطع أشواطا كبيرة ومن المتوقع أن ينتهي العمل في المشروع مع نهاية العام القادم ،حيث تُشير المؤشرات الأولية الى أن المشروع سيحقق نجاحات كبيرة خاصة إذا علمنا أن البئر الذي تم حفره في المنطقة الواقعة ما بعد سد كفرنجة من الآبار الناجحة جدا ، وسيغذي الخط الناقل بكميات مناسبة من المياه .
بالطبع المشروع كما هو مخطط له سيغذي منطقة عنجرة وعين البستان والعامرية ومناطق الصفا وعين جنا وعجلون ومناطق أخرى في المحافظة ، وخاصة تلك التي تتغذى من آبار إشتفينا ، ما يعني أن هذه المناطق ستتغذى من الخط الناقل الجديد ، وستتوجه كميات المياه المتوفرة في آبار اشتفينا الى مناطق أخرى في المحافظة كمناطق الجنيد والروابي وأجزاء من عين جنا وعجلون ومناطق أخرى في مناطق خيط اللبن ، وهذا يعني أيضا أن الوضع المائي في منطقة الجنيد ومناطق أخرى في المحافظة سيتحسن كثيرا ، لأن كميات المياه المتوفرة في آبار اشتفينا ستخصص فقط للمناطق التي لن تتغذى من الخط الناقل الذي سيخصص بالكامل لعنجرة والمناطق الأخرى التي تم ذكرها في المقال .
على كل أظن أننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من إيجاد الحلول المناسبة لأخطر وأهم مشكلة واجهتنا في محافظة عجلون على مدار عدة عقود مضت ، كنا نعاني أشد المعاناة دون أن نجد من يسمع صوتنا أو حتى يلتفت لنا ، عقدنا عشرات المحاضرات والندوات والمؤتمرات لعلنا نجد فيها الحلول المناسبة ، لكن كنا نخرج من جميع هذه النشاطات والبرامج كما كنا ندخلها ونحن ندور بحلقة مفرغة من المقترحات التي لم تكن تجد أي آذان صاغية.
فكل الشكر لكل من فكر وساهم وقدم أي شىء في هذا المشروع العملاق الذي سيرى النور قريبا ، متأملا أن لا يتوقف التفكير في المشاريع الإبداعية المائية ، فإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل المائية في عجلون لم يكن صعبا ولا مستحيلا ، وإنما كان التقصير واضحا عند غالبية أصحاب القرار المعنيين بالشأن المائي في أردننا الغالي ، وهنا أيضا أقترح التفكير جديا بحفر آبار جديدة في مناطق ينابيع وشلالات المياه وخاصة في راجب والصفا ووادي الطواحين واشتفينا والعيون وغيرها من مناطق المحافظة .
والله من وراء القصد
بقلم: منذر محمد الزغول
ناشر ومدير وكالة عجلون الإخبارية
عضو مجلس محافظة عجلون