إربد.. الكسارات تخنق “صمد” والسكان يحاولون التصدي لترخيص واحدة جديدة

إربد- يعيش سكان بلدة صمد بلواء المزار الشمالي في محافظة إربد، حالة من الاستياء الشديد، خشية إقامة كسارة جديدة بعد أن وافق 7 من أصل يمثلون جهات رسمية عدة على إقامتها، حيث نفذ عدد من السكان وقفة احتجاجية طالبوا خلالها برفض ترخيص الكسارة الجديدة، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن هناك الكسارات تحاصر البلدة من جميع الجهات وألحقت بهم الكثير من الأضرار.

ويشدد السكان على ضرورة منع ترخيص أي منشأة جديدة سواء كانت كسارة أو مقلعا أو خلاط إسفلت، لافتين في الوقت ذاته إلى أنهم عانوا على مدى سنوات طويلة من وجود ما يقارب 7 كسارات وخلاط إسمنتي، الأمر الذي تسبب في معاناتهم جراء التفجيرات العشوائية من جهة والغبار المتطاير من تلك الكسارات وعدم التزام أصحابها بأوقات عمل محددة أو مناسبة، ناهيك عن تصدع منازل المواطنين جراء التفجيرات.

ووفق سكان البلدة، فإن عشرات المواطنين اضطروا لبيع منازلهم وأراضيهم والانتقال إلى مواقع أخرى بعيدة عن الكسارات، فيما لم يتبق إلا عدد قليل من السكان والذين باتوا يفكرون بهجر بلدتهم جراء الكسارات وما تسببه من معاناة للمواطنين.
وأشاروا إلى أن شوارع البلدة أصبحت تشهد تشققات بسبب مرور القلابات الكبيرة المحملة بالحصى والرمال، ناهيك عن قرب المدارس على الكسارات وما تسببه من تطاير الغبار، مشيرين إلى أن مزارعي الزيتون هجروا قطاف الثمار بسبب الانتشار الكبير للغبار على أغصان الزيتون.
وقال الدكتور مالك البدور من سكان البلدة، إن سكان صمد عبروا قبل أيام من خلال يافطات رفعوها أمام لجنة الكشف على المنطقة البديلة للكسارات عن رفضهم لإنشاء أي كسارة جديدة.
وأضاف، أن اللجنة المشكلة قامت بناء على طلب هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن لاتخاذ قرار بخصوص طلب إحدى الشركات التي تم الموافقة لها على إقامة مقلع حجر بناء على القطعة المذكورة، وكانت اللجنة بمشاركة تسع جهات رسمية وافق مندوبو سبعة منها، في حين لم يوافق منهم اثنان على الطلب.
ولفت البدور، إلى أن أهالي المنطقة قاموا بمراجعة هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن لعدم الموافقة على الطلبات المقدمة من المستثمرين المحليين لإقامة أي مقلع أو خلاط إسفلت أو كسارة جديدة للآثار السلبية لهذه الاستثمارات التي لحقت بالإنسان والشجر والحجر في بلدة صمد.
وأشار إلى أن أعمال التفجيرات ألحقت الأضرار في المباني السكنية للمواطنين وأحدثت فيها التشققات وألحقت الأضرار بمباني قرية صمد التراثية القريبة منها ولا يصل بعدها عن 900 متر، ناهيك عن أن الكسارات لا تبعد عن حدود التنظيم إلا عشرات الأمتار.
كما لفت البدور، إلى الآثار السلبية على المواطنين في بلدة صمد والمتمثلة بالمشاكل الصحية كالربو وأزمات التنفس وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي الناجمة عن غبار الكسارات والمقالع والفِلر المتصاعد من مداخن خلاطات الإسفلت، مؤكدا أنه تم الطلب من الجهات المختصة والمعنية بالوقوف على عدد الإصابات بهذه المشاكل الصحية التي يراجع أصحابها المستشفيات والمراكز الصحية للحصول على البخاخات والعلاجات اللازمة بهذه الحالات للتأكد منها.
وقال البدور، إن الكسارات والمقالع والخلاطات قد أضرت بالبنية التحتية في المنطقة، خصوصا مدخل قرية صمد الشرقي الذي يربط القرية التراثية بشارع إربد – عجلون السياحي، وكذلك الطرق الزراعية التي تصل المواطنين إلى أراضيهم ومزارع الزيتون الخاصة بهم نتيجة لاعتداء أصحاب الكسارات عليها وتصدعها نتيجة لاستعمالها من قبل اللودرات والقلابات وغيرها من الآليات الثقيلة بحمولاتها، فأصبحت غير صالحة للسير بها بالسيارات العادية مما حرم أصحاب الأراضي وأصحاب مزارع الزيتون من الوصول بسياراتهم إلى أملاكهم، ناهيك عن أشجار الزيتون التي تراجع إنتاجها بسبب الغبار والأتربة المتطايرة من الكسارات.
ووفق المواطن أحمد أبو دلو، فإنه خلال العامين الأخيرين تم الاعتداء على عشرات الأشجار الحرجية المعمرة التي كانت متنفسا لأهل المنطقة ولكل من يقصدها وارتكبت بحقها مجازر التقطيع، لأنها كانت تشكل عائقا أمام أصحاب الاستثمارات في الحصول على تراخيص جديدة.
وأكد أبو دلو، أن المئات من السكان اضطروا إلى هجر المنطقة بسبب وجود الكسارات بالرغم من أن المنطقة جميلة وكانت مقصدا للمتنزهين من جميع مناطق المملكة بسبب وجود المباني التراثية، مؤكدا أنه وبدلا من استغلال المنطقة سياحيا بإقامة الأنشطة، يتم السماح بترخيص كسارات جديدة في المنطقة.
من جهته، قال المدير التنفيذي في بلدية المزار الشمالي المهندس إياد الجراح، إنه كان الأجدى إشراك البلدية في لجنة الكشف كون المنطقة تقع ضمن حدودها، مؤكدا أن شكاوى ترد للبلدية يوميا من سكان البلدة للأضرار الناجمة عن وجود الكسارات وما تحدثه من أضرار بيئية وصحية.
وأشار إلى أن البنية التحتية بالشوارع سواء كانت شوارع داخل التنظيم أم شوارع زراعية قد تضررت وتعرضت لهبوطات بسبب مسير الآليات الثقيلة عليها، مما دعا البلدية في وقت سابق إلى عمل حواجز إسمنتية من أجل منع دخول تلك الآليات إلى الأحياء السكنية.
وأوضح الجراح، أن ترخيص أي كسارة جديدة هو بمثابة معاناة جديدة لسكان المنطقة، لافتا إلى أن الكسارات والمقالع باتت تلف جميع الاتجاهات لبلدة صمد، ناهيك عن الأضرار البيئية الناجمة عن الغبار المتطاير وتصدع منازل المواطنين.
وبالرغم من محاولات “الغد” للاتصال بهيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن للحصول على ردود وتوضيحات، إلا أنه لم يتسن لها ذلك.
وبحسب مصدر في محافظة إربد، فإن لجان السلامة العامة تقوم بشكل دوري بالكشف على جميع الكسارات والمقالع المنتشرة في المحافظة للتأكد من التزامها بالشروط، مؤكدا أن صاحبة الولاية في ترخيص هذه الكسارات هي هيئة تنظيم الطاقة والمعادن.
وأضاف المصدر، أن قرار إقامة كسارات صمد صادر عن رئاسة الوزراء عام 1995، مبينا أن اللجنة تتابع مع أصحاب الكسارات وخلاطات الإسفلت شكوى المواطنين المجاورين لتلك المنشآت من أجل الالتزام بالمواصفات في مجال البيئة وتصويب المخالفات.

أحمد التميمي/الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة