الغور الشمالي: الحمضيات عطشى والمزارعون يحصون الخسائر
الاستياء عنوان يطبع ملامح مزارعي الحمضيات في لواء الغور الشمالي هذه الأيام، جراء ما يقولون من ضعف كميات مياه الري المسالة لمزارعهم، ما تسبَّب بتراجع عوائد موسمهم، فيما يرجح الغالبية تكبدهم خسائر مادية كبيرة بسبب جفاف مزروعاتهم، والتي تضاف إلى سلسلة خسائرهم السابقة، الناجمة عن الكوارث الطبيعية والحرائق الإسرائيلية الأخيرة التي أجهزت على آلاف الدونمات، في حين لم تصرف لهم أي تعويضات عنها حتى الآن.
ويقول هؤلاء المزارعون إنَّ تفاقم المشكلة وتزايد أضرارها دفَعَ بهم إلى مراجعة سلطة وادي الأردن لإيجاد حلول لهم، غير أنَّ دورَها “اقتصَرَ على الوعود والمماطلة”، بحسبهم، بحجَّة أنَّ عمليَّة إسالة المياه تجري “وفق الكميات المتوفرة، وهي كافية لمزارعهم”.
وتأتي مطالبات المزارعين في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ما أثر سلبا على جودة منتجاتهم من الحمضيات، لافتين إلى أنَّ الخطوط الزراعية الأخرى التي توجد عليها وحدات زراعية تعودُ ملكيَّتها لمن أسموهم “متنفذين”، تروى جيدا، مطالبين سلطة وادي الأردن بزيادة سعة الضخ لمزارعهم لإنقاذ المزروعات من التلف والحيلولة دون تكبدهم خسائر جديدة.
ويوضح هذه التخوفات رئيس جمعية مستخدمي مياه مضخة وادي الريان مثقال الزيناتي، الذي يؤكد أن الشح المائي الحالي يشكل “خطرا كبيرا على القطاع الزراعي”، موضحا أن سلطة وادي الأردن تعمد إلى “تقليص كميات المياه المتفق عليها”، مشيرا إلى أن الكمية المتفق عليها تبلغ 18 ساعة ضخ، وبمعدل 3 أيام في الأسبوع، حيث تتم إسالة دورتين من سد الملك طلال، ودورة من قناة الملك عبدالله، غير أن السلطة “لا تلتزم بذلك، بل تقوم بضخ 4 ساعات بمعدل 3 أيام في الأسبوع، وهذا غير كاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز ذروتها 50 درجة مئوية”.
ويشكَّكَ الزيناتي بصلاحية مياه سد الملك طلال المسالة لمزارع وادي الأردن، نظرا لارتفاع ملوحتها، لافتا إلى عدم وجود مختبر محايد يظهر مدى صلاحية تلك المياه لغايات الزراعة، مؤكَّدَا أنَّ الضرر يظهر بوضوح في مزارع الحمضيات، حيثُ تلفت جميع أشجار الحمضيات لدى بعض المزارعين، ناهيك عن تراجع جودة المنتج مقارنة بالأعوام السابقة.
وينوه الى ان موسم الحمضيات يشكل العمود الرئيس لمزارعي اللواء، خصوصا أنهم يعتمدون على ذلك الموسم في سد احتياجاتهم الموسمية واليومية، ناهيك عن تسديد الأقساط الجامعية وغيرها.
بدوره، يطالب المزارع علي البشتاوي سلطة وادي الأردن بالالتزام بإسالة المياه المتفق عليها، تخوفا من تراجع القطاع الزراعي في الوادي، خصوصا خلال موسم الحمضيات، مشيرا إلى أن هناك المئات من العائلات تعتمد في مصدر رزقها على هذا المحصول، فإذا تراجع الموسم لن تتمكن من تسديد التزاماتها، فضلا عن أن الإجراءت المتخذة لمواجهة فيروس كورونا أثرت سلبا على المزارعين، وعلى عمليات التصدير والاستيراد.
من جهته يؤكد المزارع خالد الدلكي أن جميع أشجار الحمضيات في حالة من “العطش الشديد، وأن أوراق الأشجار أصبحت في حالة اصفرار، فضلا عن تساقط الثمار وتكسر الأغصان”، معتبرا أن من شأن استمرار هذا الوضع أن يجهز على القطاع الزراعي، خصوصا في مجال الحمضيات، لا سيما مع ارتفاع الحرارة.
من جانبه، ينفي مصدر من سلطة وادي الأردن “وجود أي نقص في كميات المياه المسالة للأراضي الزراعية”، مشيرا إلى أن المزارعين “يحصلون على سائر مستحقاتهم المائية بنسبة 50 %”.
أما بخصوص المياه المسالة من سد الملك طلال، فأكد أن نسبة الملوحة فيها “مناسبة جدا لمزارع الحمضيات”، مشيرا إلى أنه “يتم إجراء فحوصات شهريا لها للتأكد من ملاءمتها للمزروعات الخضرية والحمضيات”، كما أكد أن السلطة تقوم بمتابعة شكاوى المزارعين من خلال النزول إلى الميدان وسماع الملاحظات، وفي حال الحاجة الى المياه ستقوم بإسالة كميات حسب الحاجة، وبناء على طلب يقدم من المزارع”.
علا عبد اللطيف/ الغد
في عجلون المواطنون عطشى