اعدام المصاحف والكتب …. في حاويات النفايات// د.رياض خليف الشديفات


اعدام المصاحف والكتب …. في حاويات النفايات
منظر مستفز …ذلك المنظر …شاهد أحد الفضلاء أكياس مملوءة بالكتب ترمى في أحدى الحاويات …دفعه الفضول إلى الذهاب إلى حاوية النفايات، قام بفتح الأكياس …كانت المفاجأة.. مصاحف جديدة، كتب جديدة، كتب دينية، كتب ثقافية إلخ …قام الفاضل بجمعها …احضرها إلى المسجد …قال لي: أنظر طريقة اعدام المصاحف في حاويات النفايات …تعدم المصاحف بنفس الطريقة التي تعدم بها بقية مخلفات الطعام ومستهلكات البيوت والمحلات.
كم هو مستفز في بلادنا اعدام القيم في وضح النهار، قيمة المصحف ، قيمة الكتاب ، قيمة العلم والمعلم ، قيمة الأدب والأخلاق ، قيمة الصدق والأمانة ، قيمة المحافظة على المال العام ، قيمة الإنسانية التي ذبحت على يد قتلة الأنبياء ونحن لا نحرك ساكناً سوى كلمات خجولة ، قيمة الرجولة التي سقطت عندما تزاحمت بنات الأمة في مهرجات الرقص والطرب سفوراً ورقصاً ، قيمة الغيرة حين سمحنا لبناتنا بالحرية المنفلتة تحت عنوان تمكين الشباب والمرأة ….قيمة التكريم لمن يستحق عندما يكرم العراة ويترك أصحاب الإنجاز الحقيقي في بناء منظومة القيم والإنسان .
ربما يقول قائل: اعدام المصاحف بالطريقة التي وصفت حالة فردية؛ لكنها تتكرر في مدراسنا وبيوتنا وجامعاتنا، نعيب حاقد إذا أحرق المصحف في ساحة عامة!! ولا نعيب بعضنا عندما أعدم المصحف في نفوسنا ليرمى بهذه الطريقة المستفزة.
يا سادة: إذا كنت لا ترغب بالصحف والكتاب يمكنك أعطاه لآخر يستفيد منه، ويمكنك أن ترسله إلى جمعيات ترميم الكتاب واصلاحها، يمكنك أن تضعه في مدفأة الحطب التي عادت إلى بيوت الأردنيين بسبب غلاء المحروقات وضغط الحياة، يمكنك أن تتلفه بطريقة إكرام الميت دفنه في مكان يليق به.
كثيرة هي المستفزات في بلادنا بيدنا من أبناء جلدتنا، وبيد عدونا ومن يتربص بنا، والمطلوب منا ألا نسمح للماء أن يجري من تحتنا ونحن نتفرج، ومن هنا أدعو إلى مبادرات حفظ الكتاب والمصحف في كل قرية وحي على غرار مبادرات حفظ النعمة، ومبادرات حفظ التراث وغيرها، فمن أهان المصحف فقد أهان مستقبله، ومن أهان الكتاب فلا تنتظر منه علماً أو نفعاً لنفسه أو لغيره، مصاحفنا تحفظ قيمنا وحياتنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة