“أفكار” تحتفي بالمواقع السياحية والاكتشافات الأثرية

احتفى العدد الجديد من مجلة أفكار، التي تصدرها وزارة الثقافة الأردنية، بالمواقع السياحية والاكتشافات الأثرية في الأردن. وقد تناول ملف العدد أيضًا المجتمعات الإنسانية الأولى في المملكة ودورها في تشكيل الحضارات، إضافة إلى إبراز الإرث الحضاري الأردني وأبعاده العالمية.

كتب الافتتاحية في عدد “431” للمجلة، الأكاديمي والناقد الأردني، عضو هيئة تحرير مجلة أفكار، الدكتور إبراهيم خليل، تحت عنوان: “عربية العقل والقلب هي عربيتنا”.

يقول الدكتور خليل: “إن اللغة العربية تتميز عن غيرها من اللغات بما توفره من خيارات متعددة للناظم والناثر، وللقاص والشاعر، والمسرحي، والصحفي، ولمن يهتم بالكتابة، مع توخي الإجادة والدقة”.
ويرى أنه لا توجد لغة أخرى تسمح بما تسمح به العربية من تقديم وتأخير، وتأنيث وتذكير، وجمع وإفراد، وحذف وذكر، ونقص وزيادة، وتأكيد وتشكيك، ومقاربة وشروع. وقد أدرك القدماء والمتأخرون ذلك، ونبهوا إليه في الكثير من مباحث فقه اللغة والنحو والصرف، وعلم الأصوات والبلاغة. كما تم التركيز على ما تتمتع به اللغة العربية من تفريق بين الحقيقة والمجاز، والنفي والاستفهام، والاستعارة والتجنيس، والتصريح والترصيع. وهذا كله يدخل في علم المعاني، وأنواع الخبر والإنشاء، حيث يخرج كل منهما عن مقتضى الظاهر ليؤدي معنى آخر، يعرفه القارئ والمتلقي من خلال السياق والتداول”.
ويقول خليل: “إن اللغة العربية، بقوانينها الداخلية التي يعرفها المتكلم سليقة وفطرة وطبعا، تسمح للشاعر بتقديم المجرور (منا) على الفعل (خلا)، وهو فعل يسمى فعل شرط، من المفترض أن يأتي بعد “إذا”. ولكن الشاعر، وفقًا لما رسخ في ذهنه من قوانين أخرى، قدمه على نية التأخير، وكأنما قال: “إذا خلا سيد هنا، قام سيد”. إضافة إلى ذلك، قدم الفاعل (سيد) على الفعل “خلا”، وهذا أيضًا مما تسمح به القواعد الاختيارية في العربية. وهكذا، جاءت العبارة في الشطر الأول من البيت المنظوم سائغة في اللسان، ومقبولة في الأذهان والأذان”.
وأشار خليل إلى أن مزايا اللغة العربية التي يندر أن نجد مثلها في اللغات الأخرى. فالعربية لا تهتم فقط بالإبانة عن المدلول، بل تعنى بكيفية التعبير عن المدلول، شرط أن يكون التعبير جميلا وأنيقا، يراعي في الخطاب كلا من العقل والقلب. فالعقل يتطلب دقة المفاهيم، بينما يتطلب القلب سمو الأسلوب وتألق الأداء.
وخلص خليل إلى أن الكتابة الأدبية التي تخلو من هذين المطلبين، وإن لمع صاحبها وشاع ذكره وكسب الحظوة لدى هذه الأوساط أو تلك، فإن ما يكتبه وينشره لا قيمة له ولا وزن. فالأديب، سواء أكان شاعرا أم ناثرا، ينبغي أن يكون حجة على من يجهلون أسرار العربية، مثلما كان المتنبي لغويا وكذلك البحتري وأبو تمام والمعري وابن المقفع وبديع الزمان الهمذاني وغيرهم. لم يلمع منهم أحد لضعفهم في اللغة، بل لأنهم كانوا قابضين بأصابعهم على ناصية اللغة وصولجان البيان، ولهم أساليبهم الخاصة التي يتميزون بها عن غيرهم من جهابذة الآداب ونحارير البلاغة واللسان.
وتضمن العدد ملفا بعنوان: “تاريخية الأماكن السياحية والاكتشافات الأثرية في الأردن”، وهو من إعداد وتقديم الدكتور سلطان المعاني، وتضمن المواد الآتية: تقديم: “المجتمعات الإنسانية الأولى في الأردن ودورها في تشكيل الحضارات”، د. سلطان المعاني، “تاريخية الأماكن السياحية والاكتشافات الأثرية في الأردن”، د. محمد أبو حجيلة، “اكتشافات أثرية مهمة في الأردن في ربع قرن (2024-1999)”، د. فوزي أبو دنة، “الإرث الحضاري الأردني في الخارج”، د. علي المناصير، “العمارة التقليدية في الأردن وأهميتها في السياحة التراثية والثقافية”، د. عبد العزيز محمود، “عالمية الإرث الحضاري الأردني”، د. محمد وهيب، “الأماكن السياحية في الأردن”، د. إسماعيل أبو عامود.
وفي زاوية دراسات ومقالات نشر ما يأتي: “أفضل الطرق لكتابة “الحبكة” وأكثرها سُوءاً/ تشيلسي إنين، ترجمة: يحيى القيسي. “روايةُ “النباتيّة” للكوريّة “هان كانغ”: ثلاثُ خطواتٍ نحو الشجرة”، ربيع محمود ربيع. “في رحيل “إلياس خوري”؛ حياةٌ واحدةٌ لا تكفي لـ”باب الشمس”، هيثم حسّان. “تجلياتُ الفعلِ المقاوم في رواية (أزواد) لأحمد أبو سليم”، د. علي هصيص. “جدليّةُ الحياةِ والموت في شعر محمود درويش”، د. عاطف العيايدة. “جمالياتُ الروايةِ التسجيليّةِ في رواية (ناس واو) لإياد حماد”، د. عباس عبد الحليم عباس. “في عصرٍ تُولد وتموت فيه ملايينُ النصوص: أيُّ جدوى للكتابة اليوم؟!”، عاصف الخالدي. “القدسُ العربيّةُ في الفنِّ الاستشراقي”، عرفة عبده علي. “خفايا “فيلم أوبنهايمر” غير المحكية، الدالة والتنويريّة، مهند النابلسي. (غرناطة؛ آخر الأيام) مسلسلُ “وليد سيف” المُنتَظر!!، زياد أحمد سلامة. “لقاء البحر” لمحمود السلمان؛ “مأساةُ الرحيل والاغترابُ الفلسطيني!”، د. زياد أبو لبن.
أمَّا في زاوية “إبداع”، فنقرأ القصيدتين: “تَشي عيناكِ”، كريم معتوق. “ارتجال”، محمد دلكي. ونقرأ في العدد القصص: “العشبةُ الشيطانيّةُ، مصطفى القرنة. “غَيابةُ الجُبِّ”، صقر الحمايدة. “ثلاثُ قصصٍ قصيرة جداً”، علي القيسي. و”انكسارٌ “، فداء الحديدي.
وحول أهم الإصدارات والمستجدات على الساحتين المحلية والعالمية كتب محمد سلام جميعان في باب “نوافذ ثقافية”، فيما كتبت القاصة مجدولين أبو الرب عن تجربتها الإبداعية في باب “مدارات البوح”.
ويذكر أن الروائية سميحة خريس تترأس تحرير مجلة أفكار، بينما يشغل الدكتور مخلد بركات منصب مدير التحرير، وسكرتيرة التحرير منال حمدي، وتتكون هيئة التحرير من: الدكتور إبراهيم بدران، الدكتور إبراهيم خليل، الشاعر أكرم الزعبي، الدكتور راشد عيسى، الدكتور هاشم مناع، أما الإخراج الفني فهو لحنان الطوس.

عزيزة علي/الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة