استئناف عمل “مركز جابر” ينعش حركة الشاحنات ومركبات السفريات

مركز حدود جابر- يشهد مركز حدود جابر، حركة نشطة لعبور الشاحنات الأردنية المحملة بالبضائع إلى الأراضي السورية، فيما تكثفت حركة مركبات السفريات المحملة بالركاب السوريين المغادرين إلى بلادهم، بعد السماح لهم بالدخول بين الحدين لنقلهم بعدها بواسطة سيارات سورية إلى بلادهم.
وقال عدد من سائقي الشاحنات، “إن إعادة فتح مركز حدود جابر أمام حركة الشاحنات بعد أن توقفت خلال الأيام الماضية، سينعش قطاع الشاحنات في ظل حالة الركود التي شهدها القطاع خلال السنوات الماضية”.
وأشاروا، إلى “أن هناك عددا كبيرا من الشاحنات كانت متوقفة عن العمل حتى قبل الأحداث الأخيرة في سورية التي أعقبت الإطاحة بالنظام، وأن عدد الشاحنات التي كانت تدخل إلى سورية في السابق كان متواضعا مقارنة بعدد الشاحنات التي كانت تعمل على نقل البضائع قبل الأزمة السورية التي بدأت في عام 2011”.
وأكد محمد ذيابات، وهو سائق شاحنة، “أن العمل على نقل البضائع إلى سورية في الأيام الماضية كان محفوفا بالمخاطر جراء وجود مخاطر أمنية وكانت الطرق غير آمنة”، لافتا في الوقت ذاته إلى “أنه اضطر إلى التوقف عن العمل في نقل البضائع إلى سورية خلال الفترة الماضية وكان يعمل على نقل البضائع بين المحافظات الأردنية”.
وأشار ذيابات إلى “أنه ومع فتح المعبر وبكامل طاقته الاستيعابية ووجود تطمينات من الجانب السوري بأن الوضع على الطرقات آمن، استأنف عمله في نقل البضائع الأردنية إلى داخل سورية مباشرة إلى التاجر”، متأملا “أن تعود الأوضاع كما كانت عليه في السابق قبل الأحداث التي شهدتها سورية في 2011”.
وبين سائق آخر، وهو سالم محمد، “أنه قام بتحميل شاحنة بالخضار والفواكه إلى أحد التجار في حمص، بعد أن تم عمل الأوراق الرسمية من داخل حدود جابر”، مؤكدا، أن “الإجراءات التي تمت في الحدود سهلة وسلسة ولا توجد هناك أي تعقيدات في عملية التصدير إلى سورية”.
وقال محمد، “إن الجميع في مركز الحدود من أجهزة أمنية وجمارك كانوا متعاونين في تسهيل الإجراءات والحصول على الأوراق والأختام المناسبة للمضي في اتجاه معبر نصيب السوري”، مبديا تفاؤله “بأن يزداد التبادل التجاري بين البلدين خلال الأيام المقبلة من خلال زيادة التصدير والاستيراد وعمل اتفاقيات بين تجار البلدين”.
بدوره، رئيس غرفة تجارة الأردن العين خليل الحاج توفيق، أكد “أنه تم دخول ما يقارب 500 شاحنة أردنية خلال اليومين الماضيين إلى الأراضي السورية منها 104 (ترانزيت) قادمة من ميناء العقبة وأخرى عبر المنطقة المشتركة الأردنية السورية”.
وأشار إلى “جاهزية العاملين في المركز على التعامل مع جميع الشاحنات الداخلة إلى الأراضي السورية”، لافتا إلى “أنه يتم الترتيب لزيارة وفد تجاري من القطاع الخاص إلى سورية لتعزيز التعاون التجاري بين البلدين”.
كما لفت الحاج توفيق إلى “أن هناك حاجة كبيرة في السوق السوري للمواد، حيث تم تصدير بضائع خضار وفواكه ومواد بناء وبلاستيك ومواد غذائية وغيرها من المواد الأخرى التي يحتاجها الشعب السوري”.
إلى ذلك، قال وزير الصناعة والتجارة والتموين المهندس يعرب القضاة، “إن الحكومة تعمل وبتوجيهات من جلالة الملك لتقديم الدعم الممكن للأشقاء السوريين وتلبية احتياجاتهم من السلع واتخاذ العديد من الإجراءات لتسريع وصول السلع إلى سورية بما فيها البضائع الواردة من بلدان أخرى”.
وأوضح، أن “أكثر من 210 شاحنات دخلت من الأردن إلى سورية أمس، والعدد في ارتفاع يومي، كما دخلت 500 شاحنة من الأردن إلى سورية خلال الأيام الثلاثة الماضية”.
وأضاف القضاة خلال تفقده سير العمل في مركز حدود جابر والمنطقة الحرة الأردنية السورية المشتركة، “أن عددا كبيرا من الشاحنات دخلت من الأردن عبر سورية إلى لبنان لتلبية احتياجات الأشقاء اللبنانيين من السلع”.
وأكد، “أنه تم الإيعاز لكافة الجهات باتخاذ ما يلزم من إجراءات لسرعة إدخال الشاحنات والبضائع إلى سورية والسماح بدخول البضائع السورية من خلال الأردن إلى بلدان أخرى ضمن ترتيبات تتعلق بالتصدير إلى تلك الدول”.
وأشار القضاة، إلى “أنه سيتم دراسة ومعالجة أوضاع كافة الشاحنات والبضائع التي تعذر تبادلها خلال فترة إغلاق الحدود، وأن هناك ارتياحا كبيرا للإجراءات المتخذة على الحدود والمنطقة الحرة بشأن عملية التبادل التجاري وحركة الشاحنات”.
وقال، “إنه وبتوجيهات من جلالة الملك، أرسلت الهيئة الخيرية الهاشمية عددا كبيرا من شاحنات المساعدات إلى الأشقاء السوريين”.
ورافق الوزير في الجولة رئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية النائب خالد أبو حسان ورئيس غرفة صناعة الأردن المهندس فتحي الجغبير وممثلون من قطاعات اقتصادية وتجارية.
وقال نقيب أصحاب الشاحنات الأردنية محمد خير الداود، “إن عودة التبادل التجاري بين الأردن وسورية عبر معبر جابر سيتيح عودة 1500 شاحنة كانت شبه متوقفة عن العمل، إلى البدء بنقل حمولتها مباشرة إلى الداخل السوري بهدف منع تلف محتوياتها”.
وقدر الداود في حديثه إلى “الغد”، عدد الشاحنات التي كانت تدخل الأراضي السورية قبل إغلاق المعبر بين دخول وخروج ومبادلة البضائع عبر معبر جابر الحدودي بـ200 شاحنة يوميا.
وتوقع ارتفاع حجم عدد الشاحنات خلال الفترة المقبلة في ظل تحسن الأوضاع الأمنية في سورية، مؤكدا استعداد سائقي تلك الشاحنات للدخول إلى جميع مناطق سورية مثل حلب وحمص واللاذقية.
وناشد الداود الجهات المعنية في البلدين بضرورة تخفيض جميع أنواع الضرائب، وهو ما من شأنه زيادة حركة الشحن إلى سورية وانخفاض التكلفة وتشغيل قطاع النقل بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة وتقليص مدة وصول البضائع.
وأضاف الداود، أن الدخول مباشرة إلى سورية ولبنان له نتائج إيجابية على جميع حلقات الإنتاج ويسهل الوصول إلى البحر المتوسط من خلال الموانئ السورية.
وأشار إلى أن تحميل البضائع من الموانئ السورية إلى الأردن وبالعكس سيؤدي إلى سرعة وصولها خلال أقل من 72 ساعة من جهة، وسيؤدي إلى الحفاظ على تلك البضائع من التلف وخصوصا الأغذية.
وقال الداود، إن مجموع الشاحنات التي كانت تعمل على خطي لبنان وسورية قبل اندلاع الأزمة في سورية قبل 14 عاما، 1500 شاحنة، وإنها تقلصت بعد توقف حركة الشحن إلى تلك الدول بسبب الأحداث التي شهدتها المنطقة.
وأكد، أن عودة حركة الشاحنات ستعمل على تنشيط الواقع الاقتصادي وتحريك نشاط المهن الأخرى المرتبطة بقطاع الشاحنات.
يُذكر أن صادرات الأردن إلى سورية كانت في السابق نحو 100 شاحنة يوميا من الخضار في الموسم الشتوي وبضائع مختلفة بنحو 50 شاحنة، أي بمعدل 150 شاحنة يوميا، وإلى لبنان 15 شاحنة يوميا.

 أحمد التميمي/الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة