السياحة الدينية، ” وطنطنة ” زيارات الاضرحة، بين المطلوب والمحذور // نايف المصاروه
السِّياحةُ: س ي ح، مصدر ساحَ.
اسم فاعل من ساحَ في الأَرض، يَسِيح سِياحةً وسُيُوحاً وسَيْحاً وسَيَحاناً.
والسياحة :- تعني الذهاب والتَّنَقُّلَ مِنْ مكان او بَلَدٍ إلى آخَرَ بقَصْدَ الرَّاحَةِ والتَّنَزُّهِ وَحُبِّ الاسْتِطْلاعِ والإكتشاف.
وأما السياحة الدينيّة على وجه الخصوص، فهي إحدى أنواع المسميات السياحية ، وتعني زيارة الأماكن والمناطق الدينيّة؛ من أجل التعرف على تاريخها وقيمها الروحيّة ومعتقداتها.
وأما الضَّرِيحُ ،مفرد والجمع: ضرائح وأضرحة، فهي مُشيَّدة معمارية، أو بناء على قبر لأحد الأشخاص، نبي او صحابي او ولي صالح تخليداً لذكراه.
هناك فرق بين الضريح والمقام، فالضريح مسمى يستخدم للدلالة على مكان دفنت فيه فعليا شخصية مباركة مثل نبي أو صحابي، بينما المقام يعني الإشارة إلى مكان أقامت أو مرت به تلك الشخصية المباركة فقط، ولم يدفن فيه.
اشير الى أن هناك اختلاف بين اهل العلم فى مساله حكم بناء وزياره الاضرحه ،فانقسموا الى قسمين :
القسم الاول :القائل بالمنع و بتحريم بناء الاضرحه والمقامات ، ومن اهم القائلين به الامام ابن القيم الذى ينقل ادله المنع فى قوله( ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد ، وإيقاد السرج عليها ، واشتد نهيه في ذلك حتى لعن فاعليه ، لأن ذلك من فعل اليهود، كما في الحديث،، لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد “[متفق عليه].
كما نهى عن الصلاة إلى القبور ، ونهى أمته أن يتخذوا قبره عيداً .
ومن هديه عليه السلام، بأن لا تهان القبور وتوطأ ، وأن لا يجلس عليها ، ولا تعظم بحيث تتخذ مساجد فيصلى عندها وإليها ، وتتخذ أعيادا وأوثانا ) ( زاد المعاد 1/524).
وبناءا على هذا وغيره، تقرر عند بعض اهل العلم، ان بناء الاضرحه بدعه وان سنته صلى الله عليه سلم تسويتها( ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تعلية القبور ولا بناؤها بآجر ، ولا بحجر ولبن ، ولا تشييدها ، ولا تطيينها ، ولا بناء القباب عليها ، فكل هذا بدعة مكروهة ، مخالفة لهديه صلى الله عليه وسلم.
وقد بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى اليمن ، ألا يدع تمثالاً إلا طمسه ، ولا قبراً مشرفاً إلا سواه” رواه مسلم.
وهذا استدلال صحيح، وعليه إجماع أكثر أهل العلم الثقات، لما فيه من الفضائل وسد الذرائع، ولموافقته للهدي النبوي الكريم، وانا اتفق معه واميل إليه.
القسم الثانى : والذي يقول بجواز بناء الاضرحه واتخاذ المساجد على قبور النبيين والصحابة والصالحين ، وزيارتها استنادا إلى العديد من الادله منها: قوله تعالى { قال الذين غلبوا على أمرهم لنتَّخذن عليهم مسجداً }[الكهف:21].
قلت.. وهذا استدلال لا يصح، لأنه شرع ما قبلنا، واما القول بتقرير الرسول (صلى الله عليه وسلم) صاحبه أبا جندل (رضي الله تعالى عنه)على بناء مسجد على قبر أبي بصير (رضي الله تعالى عنه) فيما يرويه عبد الرزَّاق في المصنف وغيره ،فهو ضعيف لا يحتج به.
وما روى من أن جماعة من المرسلين والأنبياء عليهم السلام مدفونون في المسجد الحرام، ما بين زمزم والمقام ، حيث ينقل الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن قول ابن عباس( في المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما: قبر إسماعيل، وقبر شعيب عليهما السلام)، قلت… والقبرين إن كانا في الخبر، لكنهما غير ظاهرين او معلمين كقبرين .
واما القول باتخاذ المسجد على قبر الرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بعلمه وندبه إليه؛ لما ثبت في الصحاح قوله: { ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنَّة }،ودفن أبو بكر الصديق وعمر بين الخطاب (رضي الله عنهما) مع الرسول (صلى الله عليه وسلم).
وهذا ايضا استدلال خاطئ ومردود ، لان قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ابا بكر وعمر رضي الله عنهما، كانت جميعها في حجرة عائشة رضي الله عنها، وكانت خارج المسجد، ويفصل بينها وبين المسجد بسور، ولكن تم اضافة القبور الى المسجد لاحقا، وهو امر فيه مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ويقولون ان النهي عن رفع القبور، نحو خبر” لا تدع قبراً مشرفاً إلا سويته “[مسلم وغيره]، مقصود به لا تدع قبراً مشرفاً من قبور المشركين ومن في معناهم.
وهذا قول منكر أيضا ، وقائم على الخطأ، ولا يصح، لأن من اقيمت على قبورهم القباب والاضرحة والمقامات في ديار المسلمين ، هم الانبياء والرسل ، والصحابة وبعض التابعين والصالحين.
تعد الأردن بوابة الفتح الاسلامي لبلاد الشام وما وراءها، وهي من أهم بلدان الشرق الأوسط في مجال السياحة الدينية والتاريخية والثقافية ، لوجود الكثير من الأضرحة والمقامات لبعض النبيين والمرسلين عليهم الصلاة والسلام اجمعين، والصحابة الكرام رضي الله عنهم، والتابعین والصالحین رحمهم الله ومنها :- مقام النبي نوح، وضريح النبي هارون، ومقام النبي أيوب، وضريح النبي جاد، وضريح النبي شعيب، وضريح النبي يوشع، عليهم الصلاة والسلام جميعا، وعلى نبينا محمد ازكى الصلاة والسلام.
بالإضافة إلى اضرحة الصحابة الكرام كضريح الحارث بن عمير الأزدي، وهو رسول النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلى أمير بصرى الشام حيث اعترضه في طريقه شرحبيل بن عمرو الغساني وقتله ، وهذا أدى لوقوع غزوة مؤتة، واضرحة قادة معركة مؤتة زيد بن حارثة ، وضريح جعفر بن أبي طالب ،وضريح عبد الله بن رواحه.
وضريح أبي عبيدة بن الجراح أمين الأمة، وضريح عامر بن أبي وقاص، وضريح شرحبيل بن حسنة، ومقام بلال بن رباح رضي الله عنه، مؤذن الرسول صلى الله علية وسلم، وتذكر بعض كتب التاريخ أن وفاة بلال كانت في دمشق ولهذا يعد مقام وليس ضريح ولم يدفن فيه ،وضريح معاذ بن جبل ، وضريح آخر لولده عبد الرحمن بن معاذ بن جبل،
ومقام ميسرة بن مسروق العبسي، ومقام الصحابي أبي الدرداء رضي الله عنه،احد قادة الجند المسلمين في فتوحات الشام، ويقع في بلدة سوم على بعد 15 كم من مدينة إربد شمال الأردن ، وذكرت كتب التاريخ أن وفاته كانت في دمشق ولهذا يعد مقام .
ومقام أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، أحد اشهر رواة الحديث وحفظته عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مقام وليس ضريح، أقام وتعبد فيه عند عودته من الشام عدة سنوات ولم يدفن فيه ، ويقع في قرية الشقيق في لواء ذيبان جنوب محافظة مادبا، وسط الأردن المطلة على وادي الموجب .
ومقام عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه وعنهم أجمعين، ويقع في بلدة الوهادنة بالقرب من مثلث دير الصمادية على ربوة مرتفعة بمحافظة عجلون في شمال الأردن.
ولمعرفة حكم زيارة القبور والأضرحة في الإسلام؟
أجاب على ذلك أحد ابرز العلماء والدعاة في العالم الإسلامي، سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز، الرئيس لهئية كبار العلماء، والمفتي العام للسعودية سابقا رحمه الله، فقال الزيارة فيها تفصيل: وهي نوعان: شرعية، وممنوعة بدعية.
فالشرعية أن تزار القبور التي للمسلمين، للدعاء لهم وتذكر الآخرة والموت والاستغفار للموتى فقط، لقول النبي ﷺ: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ، وكان النبي ﷺ يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية.
حتى وإن كانوا كفان (الميتين) كفارا، ومر المسلم بقبورهم ، فإن ذلك يكون للذكرى فقط ولا يدعو لهم ولا يسلم عليهم ، كما زار النبي ﷺ أمه، وكانت ماتت في الجاهلية، واستأذن ربه أن يستغفر لها فلم يؤذن له، فزارها فقط مجرد اعتبار.
أما النوع الثاني من الزيارة: فهي بدعية منكرة وغير جائزة، وهي أن يزورهم لدعائهم والاستغاثة بهم والنذر لهم وطلبهم المدد والعون والغوث، أو التمسح بقبورهم وأحجارهم، أو الطواف بها، فهذا كله لا يجوز ، كما يقع هذا في بعض الأحيان من بعض الجهلة، عند البدوي أو عند الحسين أو عند الجيلاني أو غيره ، فهذا لا يجوز.
هذا هو الرأي الشرعي النقلي والعقلي في هذا الباب ، وهنا أسأل، كيف لعاقل ان يذهب الى شجرة او قبر او ضريح او مقام، لإنسان أنى كانت درجته من الصلاح والتقوى، ولكنه مات وافضى إلى ما امضى، ثم يطلب منه العون والغوث والمدد؟
هل يستقيم هذا مع العقل؟
إذا كان سيد ولد آدم، واحب الخلق إلى الله، واقربهم منه سبحانه منزلة وقدرا، قد أمرنا أن ندعو له بالمنزلة الرفيعة، بقوله عليه الصلاة والسلام ” إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً، ثُمَّ سَلُوا الله لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ الله، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفَاعَةُ”. رواه مسلم.
وأضيف للتأكيد ، أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وسيد ولد آدم أجمعين، وصاحب المقام المحمود، والحوض المورود, وأول من تفتح له أبواب الجنة، وأول من ينال أعلى منازلَها، وهو صاحب الشفاعة العظمى، وهو نبي الله تعالى للناس كافة، وأن طاعته واتباع امره ونهيه، واجبة على كل مسلم، وأنه صلى الله عليه وسلم، بلغ دين الله تعالى الى أصحابه والى كل أمته، وتركها على المحجة البيضاء والدين الواضح.
إلى غير ذلك من فضائله وخصائصه وشمائله، ومع ذلك فهو بأبي وأمي صلوات الله وسلامه عليه ـ محمد بن عبد الله،عبدالله ورسوله وخاتم النبيين والمرسلين، البشير النذير والسراج المنير، وحجة الله تعالى على الناس جميعا، لا يتجاوز هذه المنزلة، كما قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}.
وأن اصل الاصول في المحبة، هي الطاعة بالإتباع وعدم الإبتداع، وذلك ثابت في نصوص القرآن والسنة.
والصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم، كانوا أقرب الناس الى النبي عليه الصلاة والسلام، وأكثرهم حبا له واتباعا اليه، وكانوا يوقروه ويعظموه ولكنهم لم يؤلهوه، كما يفعل بعض الجهلة سابقا ولاحقا ، لأنه عليه السلام، نهى عن ذلك.. فقال ” لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله” اخرجه البخاري.
والمعنى أي لا تمدحوني بالباطل ولا تجاوزوا الحد في مدحي كما فعلت اليهود والنصارى الذين غلوا في أنبيائهم، فقالت اليهود أن عزير عليه السلام ابن الله، وقالت النصارى عن عيسى عليه السلام هو الله، وبعضهم قال: هو ابن الله، وبعضهم قال: هو ثالث ثلاثة، فقال الله تعالى مكذبا لهم، {وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (التوبة:30).
وسدا لذرائع الشرك جاء النهي الرباني والنبوي عن الغلو في مدحه وتعظيمه ،كأن يمدح او يعظم بما هو من خصائص الله تعالى، وكأن يرفع إلى مقام الألوهية، لنهيه عن ذلك ، فقد جاء رجلٌ إليه صلى الله عليه وسلم، فراجعه في بعض الكلام فقال الرجل : ما شاء اللهُ وشئتَ، فقال له صلى الله عليه وسلم: أجعَلْتني مع الله عِدلًا (وفي لفظ: ندًّا)، لا، بل ما شاءَ اللهُ وحدَه) رواه أحمد .
و أن ناساً قالوا: يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال: يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل) رواه أحمد .
وقالت امرأة وهي تمدحه” وفينا نبي يعلم ما في غد ” فنهاها صلى الله عليه وسلم، وذلك’ لأن علم الغيب من خصائص وصفات الله، وقد أمر الله رسوله أن يقول: [وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ، وما مسني السوء] (لأعراف: 188).
فهو صلى الله عليه وسلم، لا يعلم من الغيب إلا ما علمه الله له ، ولا يستغاث به أو يدعى من دون الله، أو أن يمدح بالكذب، او يقترن مدحه بمحظور.
وأما مدحه صلى الله عليه وسلم والثناء عليه دون الإطراء والمبالغة فمشروع ومطلوب، قال الله تعالى: [لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ] (الفتح: 9). وتعزيره تعني نصرته، وتوقيره احترامه والثناء عليه بما هو أهله.
ولنعلم ان بداية الشرك بالله ثم الكفر به سبحانه، أتت من الغلو في الصالحين وإنزالهم فوق منزلتهم، والاعتقاد بأنهم يعلمون الغيب، وهو ما حدث مع الرجال الصالحين من قوم نوح عليه السلام، فلما ماتوا أوحى الشيطان إلى قومهم، أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا، فلم تُعبد حتى إذا هلك أولئك ونُسِخَ العلم فعُبِدَت.
وهنا أسأل بعض المتشدقين ومبتدعي التحزب والتشيع وغلاته ودعاته ، لماذا لم يكن الصحابة الاوائل على منهج التفرق والتحزب والتشيع المحدث الذي نراه اليوم؟
وهل نحن أكثر منهم حبا او إتباعا للنبي عليه الصلاة والسلام ؟
وهل التحزب والتفرق والتشيع، الذي تعيشه امتنا الإسلامية اليوم عامل قوة، أم أداة فرقة واختلاف وضعف؟
ومن الضرورة بمكان الإشارة أيضا، إلى ان اليهود هم اعداء الله وأنبياءه ورسله، فهم قتلة الانبياء وأهل المكر والخديعة، وصناع الفتن ونقضة العهود والمواثيق، ودعاة الضلال والرذيلة، وهم اشد الناس عداوة لأهل الإيمان سابقا ولاحقا والى قيام الساعة ، وكل ذلك ثابت في وقائع ومواقع في القرآن والسنة.
وهم اول من إظهر فتنة وبدعة التشيع لأهل البيت الكرام، والتي بدأت في زمن الخلافة الثالثة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأن أول من دعى الى ذلك وأظهره هو عبدالله بن سبأ اليهودي اليمني، والذي إدعى الإسلام في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، و أخذ يتنقل في بلاد المسلمين يريد ضلالتهم، فبدأ بالحجاز ثم البصرة سنة ( 33هـ ) ثم الكوفة ثم بالشام، فلم يقدر على شيء فيها.
ثم خرج إلى مصر سنة ( 34هـ ) واستقر بها، ووضع لهم عقيدتي الوصية و الرجعة، فقبلوها منه و كوّن له في مصر أنصاراً، واستمر في مراسلة أتباعه في الكوفة والبصرة، وفي النهاية نجح في تجميع بعض الساخطين على عثمان رضي الله عنه، فتجمعوا في المدينة وقاموا بقتل عثمان رضي الله عنه.
وقد لعب عبد الله بن سبأ دوراً هاماً في إشعال فتنة معركة الجمل، ودوره الكبير في إفشال المفاوضات بين علي بن أبي طالب وبين طلحة والزبير رضي الله عنهم.
كل ذلك لنعلم أن اليهود هم اعداء الوحدة ودعاة الفرقة،
وصناع الفتن !
كما أن إبن سبأ أول من أظهر مبدأ الغلو في التشيع، وادعى الألوهية لعلي رضي الله عنه ، فقام علي بن ابي طالب، بإحراق بعض أتباع إبن سبأ، فزدادوا كفرا ونفاقا، فقالوا الآن قطعنا الشك باليقين بأنك الله، لانه لا يعذب بالنار إلا رب النار ، ثم قام علي رضي الله عنه بنفي ابن سبأ إلى المدائن، وبعد استشهاد علي، رفض ابن سبأ الاعتراف بذلك، وادعى غيبته بعد وفاته.
و نقل المؤرخ الشيعي القمي (ت 301هـ) في “المقالات و الفرق” أن عبد الله بن سبأ أول من أظهر الطعن على أبي بكر و عمر و عثمان والصحابة، و تبرأ منهم، وادّعى زورا أن علياً أمره بذلك، و ( أن السبئية قالوا للذي نعى استشهاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كذبت ياعدو الله، لو جئتنا والله بدماغه خربة فأقمت على قتله سبعين عدلاً، ما صدقناك، ولعلمنا أن لم يمت ولم يقتل، وإن لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ويملك الأرض.
أي ضلال وعمى بعد هذا؟
وأقول.. كل أهل السنة والجماعة على منهج السلف، وهم وانا منهم شيعا لكل الانبياء والمرسلين في المحبة والايمان بهم، وتبعا لكل صغيرة وكبيرة بما صح عن آخرهم وخاتمهم نبينا محمد عليه السلام، وشيعا لكل أصحابه وأزواجه والتابعين دون استثناء، فهل يقر بذلك من يدعون التشيع ويدعون إليه؟
ما ذكرته هو يسير من كم كبير وكثير، عن عداوة اليهود لكل المؤمنين، يتولونها بأنفسهم تارة، ومن خلال اتباعهم وأذنابهم من الإمعات تارات وتارات.
ولنعلم يقينا أيضاً.. بأن عداوتنا مع اليهود، هي عداوة عقيدة ووجود منذ غابر الازمان وليست حديثة عهد او مستحدثة.
وفي زماننا ومع تطور الحضارة ووسائل الإتصال، وبسبب إبتعاد أكثر أهل الإسلام عن إسلامهم، مما سمح لليهود وأذنابهم ومن هم على شاكلتهم في العداوة، فإزدادوا شراسة في الكيد والعداوة الظاهرة والباطنة للإسلام واهله، فصنعوا الفتن وإثاروا الشبهات حول الإسلام ودعاته.
وعلى ذلك وجدوا ويجدون أعوانا وأتباعا، من كل الحاقدين من الذين اشركوا، ومن بعض اهل الجهل من أهل الإسلام من العرب والعجم، فظهرت جماعات التشدد الأعمى والتطرف المنبوذ ، وأحدثوا فتنة الإرهاب البغيض.
وبكل آسف وبدلا من الإستمساك بالعروة الوثقى، والعودة إلى دين الله القويم، وحبله المتين، نجد كثرة الدعوات الى العلمانية والماسونية وغيرها من المسميات ، والتي تدعو الى فصل الدين عن الدولة في منهج الحكم والأحكام، فيما ينكر بعضها كل أشكال الدين ومظاهر التدين، والدعوة صراحة إلى نبذ كل ذلك وتركه.
وبالرغم من كثرة الفتن والإبتلاءات، وكثرة الخسوف والكسوف، وكثرة الهرج والمرج، وكثرة الكوارث والجوائح، والتي آخرها جائحة كورونا،التي نعيش والعالم تأثيراتها.
يرافق ذلك نشاط وزيادة الهمة بتصدير الثورة الإيرانية ، والتي أدت إلى ظهور ما يسمى بالهلال الشيعي، وأخطاره الظاهرة في عالمنا العربي ،وما رافق ذلك من فتنة الطائفية والإقتتال بين الأشقاء.
وأثر ذلك على الأمن الشامل في عاجله، ككثرة محاولات التسلل وتهريب الأسلحة والمخدرات، وعلى كل اشكال التنمية في آجله.
نظرا لمجموعة الأخطار التي تحدق بالامة وتحاك ضدها ، يصبح أمر زيادة الوعي واليقظة ومضاعفته، ضرورة وواجب شرعي ووطني وأخلاقي وقانوني ، وخاصة في ظل التوجه الى الفتح التدريجي لكل القطاعات.
هنا أوكد على أن الترويج للسياحة المنضبطة، وبكل مسمياتها امر مطلوب وندعو له،لما للسياحة من فوائد على الإقتصاد الوطني، خاصة بعد تأثر قطاعاتها ، بعوامل المنع والاغلاق بسبب جائحة كورونا.
ولكن الفتح والترويج يجب أن يكون ضمن ضوابط الدين والقانون والعادات والتقاليد.
وأشير إلى ما تم بثه ومشاهدته من مشاهد السفور والعري، على بعض القنوات الفضائية المحلية، خلال إفتتاح منشأة تعنى بالترفيه المائي في العقبة مؤخرا ،وهو أمر منكر ولا نقبله، ونأمل من كل المعنيين، أن يمنعوا مظاهر الاختلاط والعري، ولا يتناسوا أننا في الاردن، ودين الدولة الإسلام، وقيادته تنتمي الى بيت النبوة الطاهرة !
منذ نحو اسبوعين تقريبا، وقبل وبعد إنعقاد قمة بغداد الثلاثية التي عقدت مؤخرا، اتسع نطاق الدعوة إلى السياحة الدينية، وهي سياحة قديمة متجددة، ولكن ما نخشاه هو عودة وتجدد ما شهدناه وكنا نعاني منه سابقا، من المظاهر التي تخدش اسلامنا، ولا تمت للعقل والمنطق بصلة، وخاصة عند ضريح الصحابي جعفر ابن ابي طالب رضي الله عنه، من بعض الزوار المبتدعين والغلاة الجهلة ، والمخاطر الأمنية والإجتماعية التي صاحبت ذلك .
حمى الترويج للسياحة الدينية ،رافقها أيضا وعلى استعجال وتتابع، إصدار فتاوى ودعاوى من قبل جهات ومرجعية دينية في الاردن ومصر، تضمنت الدعوة الى زيارة الاضرحة والمقامات والقول بحواز ذلك شرعا .
والسؤال لذلك المفتي ،ولكل من يفتي، هل امرنا الله ورسوله بالإتباع أم بالإبتداع؟
وهل الأخوة والوحدة العربية والإسلامية، لا تتحقق الا عبر بوابة السياحة الدينية ، وزيارة الاضرحة والمقامات ؟
ولماذا لا نبدأ بعهد القوة، من خلال اتفاقيات الدفاع المشترك، والبدء باستثمارات في التصنيع العسكري، والانتاج الزراعي والصناعي؟
والسؤال.. بماذا يتميز عنا اهل الصين او سنغافورة او غيرها، من اهل قوة الاقتصاد والصناعة والسياسة والسيادة مثلا؟
العالم من حولنا يسابق الريح،في الصناعة والاقتصاد والطب والدواء والتكتولوجيا وعلوم الفضاء، وفينا ومن بيننا من لا يزال يصر على الجهل والتخلف، رغم وضوح الادلة على المسار الصحيح!
واشير الى ما ذكره الوزير والنائب والسفير الاردني السابق لدى إيران، معالي الاستاذ الدكتور بسام العموش، واقتبس من مقالته.. ” ولما سقط النظام العراقي استفحل الوجود الإيراني في العراق وتدفق عشرات الآلاف من الإيرانيين إلى العراق واستوطنوا باسم مجاورة العتبات وقيل إن الكثير منهم تم تجنيسه .
وفي سوريا استوطنوا وأنشأوا مؤسسات وأحياء وكانت تذكرة السفر من طهران إلى دمشق خمسين دولارا” ومن بقي في سوريا فله راتب شهري !!
ولما انفجر الوضع اليمني سارعت إيران لإسناد الحوثيين الذين يسيطرون الان على العاصمة صنعاء ويغيرون المناهج ليتلاعبوا في عقول أهل اليمن.
وقوله.. أهم بلدين تطمع إيران بالتسلل إليهما هما : الأردن ومصر، لكن مصر ذات عدد سكاني يصعب التأثير فيها بشكل ملحوظ ولهذا يبقى الأردن هو الصيد الذي تطمع به إيران .
إن الأصوات الداعية للسياحة الدينية الإيرانية في الأردن اصوات قديمة، لكن وعي الأمن الأردني كان دائما” هو الصخرة التي تتحطم عليها أحلام إيران بإيجاد موطئ قدم لها .
وقوله… وقد عرضوا عليّ وأنا سفير في طهران بناء مطار في الكرك ليستقبل كل يوم ألف ايراني .
بالطبع كان جوابي : وقعوا اتفاقية أمنية وأنا كسفير جاهز لما يقرره بلدي ، فذهبوا ولم يرجعوا .
وعرضوا أن نعطيهم تلزيما” جر مياه الديسي فقلت : قدموا عبر شركاتكم والتنافس هو سيد الموقف ، فقالوا لكننا نريد العمال من عندنا لأننا لدينا في إيران بطالة ففهمتُ من ذلك أنهم يريدون الاستيطان تحت مسمى عمال !!! .
الى ان قال.. الإيرانيون لا يريدون السياحة، بل يريدون السباحة في أمن الأردن واستقراره فليحذر أصحاب القرار .
وهنا لا يفوتني ان اشير الى كثرة المراقد وما يسمى بالجوامع والمساجد والعتبات، التي بنيت لتستوعب مئات الالاف من الزوار، في بعض بقاعنا العربية، والدور الإيراني في التمويل والفتوى والتوجيه ، وأثر ذلك على وحدة الامة وعقيدتها.
وأسال، كيف للعقل ان يستوعب أن زيارة قبر او ضريح… ، أفضل من أداء ركن الحج الى بيت الله الحرام بملايين المرات؟
وأذكر أيضاً.. من مقال الكاتب عمار الهندي في موقع العربية، ما كتبه بعنوان ” المطامع الإيرانية في الأردن -، السياحة الدينية حجة، واقتبس من مقاله :-
هذه ليست المحاولة الأولى من هنا وهناك للتسويق للفوائد المادية في فتح باب السياحة الدينية أمام الحجيج الإيرانيين لأضرحة الصحابة جنوب الأردن وخصوصاً “الكرك”، وليس سراً أن النظام الإيراني تعهد في عرض أهملته الدولة الأردنية بأن يمدنا لثلاثين عاماً بالنفط بأسعار لا تذكر مقابل هذه السياحة، وليس سراً أيضاً بأن التواجد العسكري الإيراني في سوريا والعراق بدأ بحجة السياحة الدينية للمقامات والعتبات المقدسة.
وقوله… قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني لم يخفِ في آذار ٢٠١٦ أطماعه في الأردن، بل قالها صراحة واعتبرها من بين الدول التي تتوافر فيها شروط تصدير “الثورة الإيرانية” وأن على طهران أن تسرع في السيطرة على الأردن، ولم يكن يقصد بالشروط سوى المقامات المقدسة لديهم وخصوصاً مقام الصحابي الجليل “جعفر الطيار”، كواجهة لمطامع أكبر إحداها الموقع الاستراتيجي للأردن في المنطقة.
الى ان قال.. تيقنت طهران أن بوابة الدبلوماسية للحصول على “السياحة الدينية” للتغلغل في الأردن مغلقة ولا تنفع فيها الصيانة، لذا فكرت بخيار آخر يتمثل بزرع عملاء لها مدربين من الحرس الثوري الإيراني للتجسس، لا بل وعلى صنع المتفجرات الفتاكة، و”ثغرة عصفور” شمال الأردن كانت شاهداً في نيسان 2015 حينما عثرت الأجهزة الأمنية على 45 كيلوغراماً من مادة (RDX) شديدة الانفجار بحوزة العراقي النرويجي ” خالد الربيعي” الذي أقر في التحقيقات بأنه عميل لطهران ومجند من المخابرات الإيرانية وعمل في محطات التنصت للحرس الثوري بهدف التجسس على الجيش الأردني.
وختم بقوله.. جربت طهران إيجاد موطئ قدم لها في الأردن وتصدير ثورتها من خلال السياحة الدينية عبر الدبلوماسية ولم تفلح، ومن خلال التجسس وزرع العملاء وتحضير المتفجرات ولم تفلح، ولا يبدو أن محاولات الملالي في طهران ستتوقف، وفي ضوء ذلك كله، تخرج أصوات من داخل الأردن تفتح بوابة جديدة للمحاولات الإيرانية سندفع ثمنها غالياً إن لم تصمت.
وأكررها…. وفي ضوء ذلك كله، تخرج أصوات من داخل الأردن تفتح بوابة جديدة للمحاولات الإيرانية سندفع ثمنها غالياً إن لم تصمت!
وأنا أقرأ ما كتب ، واقارن بينه وبين ما جاء في بعض فقرات البيان الختامي لقمة بغداد مؤخرا ، اصابني التوجس والخوف أكثر إذ جاء في البيان على سبيل المثال في الفقرة ” 27” :- اتفق القادة على التعاون في مجال النقل من خلال ما تم الاتفاق عليه مسبقا حول نقل المسافرين بين الدول الثلاث”بتذكرة شاملة موحدة”، وتسهيل إجراءات منح تأشيرة الدخول فيما بينهم”!
إن التأكيد على التمسك بمبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والسعي لتحقيق المصالح المشتركة، هو ما نريده كشعوب ، ولكن عكسه، من التدخل والتمذهب بحجة الإستثمار، هو ما نخشاه ونحذره.
وهل هذا التأكيد سيمنع أهل الابتداع والضلال من اداء طقوسهم وانحرافاتهم؟
لأن خشيتنا من التمدد الصفوي الصهيوني والإيراني في بلادنا، وأن نصبح جزءا من ذلك الهلال الذي حذرنا منه سابقا، والعودة الى تكرار نفس الأحداث والاوجاع، التي يضمرها لنا أهل الاطماع.
ولعل ما جاء في الفقرة التاسعة عشر من البيان، والتي نصت على ،، أهمية التنسيق الأمني والاستخباري بين الدول الثلاث لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات، وتبادل الخبرات في مجال الأدلة الجنائية ومكافحة الجريمة الإلكترونية والتسلل، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية، ما يبدد بعض مخاوفنا وليس كلها!
وأما التاكيد على أهمية مواصلة التنسيق والتعاون المشترك بين البلدان الثلاثة، بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز العمل العربي المشترك ويحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
فذلك أحد مطالبنا كشعوب تتوق للوحدة والتكامل والتعاون، وندعوا له ونأمل بنجاحه وتحقيق كل الغايات المنشودة، لأن أي نجاح لأي تجمع عربي، هو نجاح وقوة لكل العرب، لكل بعيدا عن اليهود والإيرانيين وأذنابهم.
ولضمان النجاح ذلك وحفظه من الفشل لاحقا ،فإن الواجب على الحكومات والشعوب ،أن تكون على وعي أكثر بخصوص جزئية السياحة الدينية، وأن يتضمن برنامج التسويق والزيارة كل المقامات والاضرحة، ولا يسمح بالإقامة او المبيت حول تلك المقامات والاضرحة ، لأكثر من ”48” ساعة، وأن يتولى الدلالة والبيان اشخاص على علم وكفاءة وفهم بالتاريخ، وقدرة على توضيح الحقائق والنصوص.
وأمر غاية في الأهمية، بأن يتم عدم السماح بالدخول المباشر الى تلك الاضرحة والمقامات، وضريح الصحابي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه على وجه الخصوص.
ومنع كل اشكال اللطم والعويل ، ويكتفى بالزيارة من خلف الجدار وليس القضبان.
وأضيف.. ويمنع السياح الصهاينة من الوصول إلى كل بلادنا، بما فيها كل المقامات والاضرحة والامكنة حفظا للأمن والسلامة والكرامة.
وختاما.. واعتذر للاطالة، وأكرر.. نعم للفتح والترويج المنضبط والقائم على ما يبقى، فإن الجاه والسلطان والمال يفنى ويبلى، والصحيح والصالح أبقى ويبقى.
ونعم. لكل جهد او تجمع عربي، ولو كان لمجرد الاجتماع، فإن ذلك بوادر خير، وأن للعراق دين على كل عربي حر ، فهو الشقيق الذي ما تخلى، ولا انكفأ او تراجع.
واعلم يقينا أن قمة بغداد الأخيرة، الغاية منها منح الدعم العربي لحكومة الكاظمي، لإستمراراها في مكافحة الإرهاب والفساد، وأن واجب العرب الوقوف معها ومساندتها ومؤازرتها، لإنقاذها وتخليصها من حبائل ومخالب وأشباك إيران.
محليا وإقليميا إن اردنا تسويق السياحة الدينية، فعلينا ان نحذر جيدا من الوساوس السابقة، والدسائس المتكررة، والاطماع الصهيونية والإيرانية الدائمة في خيرات أمتنا ومقدراتها، والتي لم ولن تتوقف، ولذلك اقول لكل عربي ومسلم، إن لم يدفعك إيمانك وإسلامك، للحفاظ على هويتك وأمن بلادك واستقرارها وسيادتها، فلتدفعك عروبتك وعقلك الى ذلك!
وهمسة.. وعنْ أَبي أُمامَةَ، ، أنَّ رَجُلًا قالَ: يَا رسولَ اللَّه ائذَن لي في السِّياحةِ. فَقالَ النبيُّ ﷺ: إنَّ سِياحةَ أُمَّتي الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، رواهُ أَبُو داود بإسنادٍ جيِّد.
وأفضل السياحة ما كانت في الحرمين، مكة والمدينة، او شد الرحال الى الاقصى للاعتكاف فيه وحمايته والدفاع عنه، من شر اليهود المحتلين الغاصبين .
إن الفرس والصهاينة ، صورتان لعملة واحدة، ولا يريدون سياحة ولا نياحة، بل يريدون احتلالا شاملا وكاملا، ولو كانت البدايات من خلال الاتفاقيات وتطبيع العلاقات ومسميات السياحة ، ودليل ذلك كثرة عرض المغريات، وهم يخططون ليل ونهار، لتفريقنا ولإضعافنا وتشتيت وحدتنا، وبكل السبل والمسميات، ليحقق كل منهم غايته ومبتغاه.
واقول لكل عربي ومسلم، مهما قدمت لليهود والفرس، فلن يرضوا عنك، حتى تتبع ملتهم، ولو اتبعتهم لما اطمأنوا اليك، فاحرص على اسلامك وعروبتك تسلم وتغنم.
التعليقات مغلقة.