فصائل فلسطينية تدعو لتصعيد المقاومة بالضفة

غزة- دعت فصائل فلسطينية، امس، إلى تصعيد “المقاومة” في الضفة الغربية ردا على الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة منذ أكثر من 15 شهرا ومخططات الضم الصهيونية بالضفة.

جاء ذلك في بيانات صدرت عن فصائل فلسطينية، تعقيبا على مقتل 3 مستوطنين صهاينة وإصابة 9 آخرين، في وقت سابق امس، بعملية إطلاق نار شمال الضفة، والتي قام على إثرها الاحتلال الصهيوني بعمليات غلق ودهم لمدن وبلدات في شمال الضفة.

في سياق متصل، استشهد عشرات الفلسطينيين منذ فجر امس، جراء غارات صهيونية استهدفت مختلف مناطق قطاع غزة، في حين تعرضت مستوطنات غلاف غزة لقصف صاروخي من شمال القطاع.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن الاحتلال ارتكب 3 مجازر في القطاع يوم امس، وصل منها للمستشفيات 48 شهيدا و75 مصابا.
وكثف جيش الاحتلال قصفه بوسط وجنوب القطاع، وقالت مصادر طبية إن 40 فلسطينيا أصيبوا جراء قصف مسيّرة صهيونية مدرسة تؤوي نازحين شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد امرأة وإصابة عدد من الأشخاص معظمهم من الأطفال جراء قصف الاحتلال خيام النازحين بمنطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
كما استُشهد طفلان في غارة بمسيرة صهيونية استهدفت بلدة الشوكة شرقي مدينة رفح بجنوب غزة.
الى ذلك، قالت حماس في بيان، إن عملية إطلاق النار “رد بطولي على ما يرتكبه الاحتلال من جرائم متواصلة وحرب إبادة بحق شعبنا في قطاع غزة ومخططات التهجير في الضفة وعدوان المستوطنين وخاصة جماعات الهيكل بحق المسجد الأقصى والمقدسات”.
وتابعت: “تمثل هذه العملية رسالة لحكومة الاحتلال المتطرفة ووزرائها، بأن في الضفة وغزة والداخل المحتل وكل أرض فلسطين شعب حر أبيّ ثائر لن يفرط بحقه، وأن المقاومة مستمرة حتى زوال الاحتلال عن كامل أرضنا”.
ودعت الحركة إلى “تصعيد المقاومة في كافة المناطق داخل أرضنا المحتلة، وإفقاد المحتل ومستوطنيه الأمن، وإفشال مخططاته الخبيثة بالضم والتهجير”، كما جاء في البيان.
بدورها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان، إن هذه العملية توجه “رسالة قوية للاحتلال أن المقاومة في الضفة حاضرة وجاهزة لتوجيه ضربات نوعية ومباغتة لجنود الاحتلال ومستوطنيه في كل لحظة”.
وتابعت، إن هذه العملية تؤكد أن كل شبر من أرض الضفة هو “ميدان مفتوح للمقاومة وأن محاولات الاحتلال الصهيوني وغيره لاقتلاع المقاومة وكسر إرادة المقاومين عبر حرب الاغتيالات والاستهداف والحصار والتضييق ستبوء بالفشل”.
ودعت الجبهة إلى “التصعيد الميداني بالضفة وتكثيف العمليات التي ستربك حسابات الاحتلال وتضعف منظومته الأمنية”. من جانبها، اعتبرت لجان المقاومة في فلسطين، عملية إطلاق النار “ردا طبيعيا على حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والمجازر الوحشية في غزة ومخططات التهويد والضم الخبيثة في الضفة”.
وقالت: “عملية إطلاق صفعة جديدة لكل المنظومة الاستخباراتية والأمنية والعسكرية الصهيونية وتعبير عن الفشل المتراكم للكيان الصهيوني وقادته المجرمين”.
ودعت الفلسطينيين بالضفة إلى “تصعيد المقاومة وتوجيه الضربات القوية والنوعية للعدو ومستوطنيه”.
وفي وقت سابق أعلنت هيئة البث الصهيونية مقتل 3 صهاينة في إطلاق نار قرب مستوطنة كدوميم شرق قلقيلية شمالي الضفة، فيما أغلق الجيش المدينة وبلدات شمال الضفة وسط دفعه بتعزيزات عسكرية هناك، وفق إفادة شهود عيان للأناضول.
وقالت هيئة البث، إن “سيارة عابرة أطلقت النار على سيارتين وحافلة كان بداخلها صهاينة، وتتم مطاردة مطلقي النار، حيث توجد حواجز على الطرق في نابلس وقرى بالمنطقة”.
فيما قالت “نجمة داود الحمراء” (هيئة الإسعاف الصهيونية)، عبر منصة إكس، إن مسعفيها يقدمون العلاج لـ9 جرحى، هم 2 في حالة حرجة والبقية في حالة متوسطة.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال نصبت حاجزا عسكريا عند مدخل قلقيلية الشرقي المؤدي إلى المدينة، وأعاقت حركة مرور المركبات، ما تسبب في أزمة مرورية خانقة.
وأضافت المصادر ذاتها، أن قوات الاحتلال أغلقت مدخل قرية كفر لاقف شرق قلقيلية، بحاجز عسكري، ومنعت مرور المركبات، كما نصبت حاجزا عسكريا “طيارا” عند مدخل بلدة حبلة، المدخل الجنوبي لمدينة قلقيلية.
واقتحمت تلك القوات قريتي إماتين وفرعتا شرق قلقيلية، ودهمت عددا من منازل الفلسطينيين، ومحلات تجارية، واستولت على تسجيلات كاميرات المراقبة.
وفي طولكرم، أغلقت قوات الاحتلال بوابة جسر جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم بشكل مفاجئ، أمام الداخلين إليها والخارجين منها، ومنعت المركبات من المرور.
كما نصبت تلك القوات حاجزا عسكريا طيارا على طول الشارع الواصل بين بلدتي كفر جمال وجيوس في منطقة الكفريات جنوب طولكرم الواصل إلى محافظة قلقيلية، ومنعت حركة مرور المركبات منه.
وبالتزامن مع ذلك، أغلقت قوات الاحتلال مداخل قرى سلفيت وبلداتها، حيث نصبت عددا من الحواجز عند مدخل سلفيت الشمالي وأغلقت بلدة ديراستيا، وأغلقت البوابة الحديدية المقامة عند مدخل بلدة كفل حارس، وأغلقت البوابة الحديدية المقامة بالقرب من بلدة قراوة بني حسان، المؤدية إلى القرى والبلدات الغربية من المحافظة، كما أغلقت مدخل بلدتي دير بلوط ورافات غرب سلفيت.
وفي نابلس، شددت قوات الاحتلال اجراءاتها عند حواجز دير شرف، والمربعة، وعورتا، وبيت فوريك، وتقوم بعمليات تفتيش دقيق للمركبات، خاصة للداخلين إلى مدينة نابلس.
وبموازاة حرب الإبادة التي يرتكبها في غزة منذ 7 تشرين الأول(اكتوبر) 2023، صعَّد الجيش الصهيوني والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، ما أسفر عن استشهاد 838 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و700 آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
بينما خلّفت الإبادة الصهيونية في غزة نحو 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بحق رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.-(وكالات)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة