متحف النبي لوط بالأغوار.. توثيق لبؤس الخدمات
الأغوار الجنوبية – يشكو زوار متحف أخفض بقعة في العالم “متحف النبي لوط” الواقع في منطقة الغور الصافي من خلوه من التكييف، على الرغم من أنه يحتوي على مومياء وقطع أثرية نادرة ويؤمه زوار، في منطقة تشهد صيفا حارا بشكل كبير، وهو الأمر الذي لا تنكره مديرة المتحف جميلة شتيوي.
ولا تقتصر الشكوى على الزوار، إذ يؤكد عاملون في المتحف أيضا أنهم لا يحتملون الجلوس في مواقع عملهم في ظروف ارتفاع درجات الحرارة إلى مستوى كبير، ناهيك عن عدم قدرة الزائرين على البقاء في المتحف مع درجات الحرارة المرتفعة، التي تصل لأكثر من 42 درجة طوال الوقت، مطالبين وزارة السياحة بالعمل على توفير سائر احتياجات المتحف للتسهيل على الزوار.
كما يشكو زوار من خلو المتحف من أي مرافق خدمية، كالكافتيريا، إضافة الى تعطل نظام العرض الإلكتروني على الرغم من توفر سائر الأجهزة اللازمة للتشغيل، مؤكدين أن المنطقة جميلة والمتحف يعد من المتاحف المهمة، خصوصا أنه يقع في أخفض بقعة في العالم.
وبهذا الصدد، يقول المواطن علي النواصرة من سكان الأغوار الجنوبية، إن المتحف لا يشكل منطقة جذب لأهالي المنطقة ولا للزوار من الخارج، كونه يعاني ضعف الخدمات بشكل كبير، خصوصا خدمات التكييف التي تعد أمرا بديهيا في منطقة الأغوار الجنوبية طوال العام، لا سيما في فترة الصيف.
ويبين النواصرة أن المتحف بحاجة ماسة الى العديد من الخدمات، إضافة الى أهمية وضعه على الخريطة السياحية الأردنية والعالمية، ليكون مركز نشاط في الحركة السياحية، وعاملا في تنمية المجتمع المحلي.
يذكر أن المتحف افتتح العام 2012 بتكلفة تقارب المليون دينار، وبمساحة تصل الى 500 متر، ويتكون من قاعات عرض ومختبر لصيانة المعروضات، ومستودع للمخزون، ومكاتب للإدارة، وقاعات صوت وصورة وفيديو.
وكان مدير مديرية المتاحف في دائرة الآثار العامة السابق تمام الخصاونة، نشر على صفحته، مجموعة من الملاحظات بعد زيارته المتحف، من بينها أنه افتتح في العام 2012 بعد أن بقي لمدة تزيد على الخمسة أعوام غير مكتمل التجهيز.
ويلفت الى أن المتحف يحكي قصة غور الأردن بشكل عام، وقصة منطقة عين عباطة وغور الصافي بشكل خاص، ويتناول الحضارات التي تعاقبت على المنطقة، كما يحكي قصة إبداع الأردنيين الذين قطنوا منطقة خربة الشيخ عيسى وبدايات تصنيع السكر في العالم، مشيرا الى أن المتحف يعاني “الإهمال” حيث يفتقد الى التكييف اللازم والضروري، كما أن حرارة قاعات العرض تضاهي أو تزيد على الحرارة الخارجية، فلا أنظمة تكييف تعمل، ولا اهتمام بما تتعرض له المعروضات من تقلب في الحرارة في منطقة ذات حرارة عالية.
ويشير الى أن التكييف معطل في المتحف رغم وجود خلايا شمسية في المنطقة تخدم المتحف بالكهرباء المجانية، لافتا الى “غياب الاهتمام بنظافة المتحف وتعطل أجهزة الحماية الضرورية، ناهيك عن عدم وجود أي موظف استقبال عند المدخل، هذا غير اللوحة الإلكترونية المعطلة، وغير المفهوم الغاية منها عند الباب”.
ومن جهتها، تقر مديرة المتحف جميلة شتيوي بافتقار المتحف حاليا الى التكييف، مشيرة إلى أن إدارة المتحف خاطبت وزارة السياحة بالأمر، وهو قيد التنفيذ قريبا، خصوصا وأن سبب توقف التكييف هو ارتفاع فاتورة الكهرباء الشهرية، التي تصل الى 6 آلاف دينار، ما استدعى تركيب أجهزة طاقة شمسية لتوليد الكهرباء، وهي قيد الإنجاز.
وتشير الى أن أغلبية الشكاوى “غير حقيقية”، خصوصا موضوع “النظافة العامة للموقع”، فهناك عامل نظافة دائم ويقوم بعمله، إضافة الى وجود 19 موظفا وعاملا في المتحف لخدمة الزوار والسياح وإنجاز الأعمال المختلفة، لافتة الى أن عدد الزوار للمتحف قبل أزمة كورونا بلغ 7 آلاف زائر سنويا، غير أن العدد تقلص إلى حوالي 100 زائر شهريا.
وتضيف أن موجودات المتحف تشمل مناطق واسعة تمتد من وادي الموجب الى شمال العقبة، ويضم المتحف قطعا أثرية لكل منها بطاقة تعريفية، إضافة الى وجود كافتيريا لخدمة الزوار، لكنها متوقفة الآن بسبب ظروف جائحة كورونا.
هشال العضايلة/ الغد
التعليقات مغلقة.