كيف نواجه المشروع الأمريكي؟
نسيم العنيزات
ان تصريحات الرئيس الامريكي رونالد ترامب عن خطة بلاده في السيطرة على قطاع غزة يبدو أنها ليست انية او وليدة الساعة انما جزء من الاستراتيجية الأمريكية لبسط نفوذها على منطقة الشرق الأوسط والتحكم بثرواتها .
وحديثه عن مشاركة بلاده في اعادة البناء لم يأت عبثا انما بعد حسابات تقوم على مبدأ الربح والخسارة انطلاقا من موقع القطاع على البحر المتوسط وما تكنزه أراضيه من ثروات و كميات من الغاز و النفط.
حيث يرغب ترامب بتحييد حماس وفصائل المقاومة عن المشهد في غزة ليتسنى له تنفيذ برنامجه دون منغصات او ازعاج.
كما أنه بخطته هذه قدم خدمة لنتن ياهو امام معارضي صفقة التبادل من بعض اعضاء حكومته المتطرفين من أجل بقائها واستمرارها
كما وجد حلا لمعضلة اليوم التالي للحرب بعد ان فشلت دولة الاحتلال في إيجاده بعد الصمود الاسطوري لفصائل المقاومة الفلسطينية.
وهنا يبقى السؤال الصعب والمتعلق بمدى نجاح الخطة التي تمهد لتصفية القضية الفلسطينية وضم الأراضي المحتلة للاحتلال وإنهاء هذا الملف من القاموس الدولي.
وهذا الامر يتطلب موقفا عربيا موحدا وحازما في التعامل مع الخطة وافشالها وعدم المراهنة على الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال ويواجه حربا همجية وإبادة جماعية لاجباره على مغادرة أراضيه بعد ان ترك وحيدا في هذه المواحهة، وها نحن جميعا نتجرع مرارة نتائجها.
لا بد من دعوة لعقد اجتماع عربي للخروج بموقف موحد ورافض لهذه الخطة لانه ما كان للرئيس الامريكي ليتبنى هذه الخطة لولا حالة الضعف وتشتت المواقف العربية.
تشكيل لجنة عربية لمتابعة بيان الرفض وحشد تأييد دولي والتواصل مع الاوروبيين والاستفادة من القرارات والإجراءات الأمريكية فيما يتعلق بفرض رسوم جمركية والتهديد بضم واحتلال أراض وجزر جديدة ودعوة مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لرفض المشروع.
لا بد من التواصل مع الصين الغاضبة أيضا من نوايا الامريكان بضرب اقتصادها بعد فرض رسوم جمركية جديدة .
لا بد من تحشيد الجماهير العربية للخروج بمظاهرات غاضبة في جميع مدنها وشوارعها رفضا وتنديدا بالمشروع الاستعماري الامريكي الجديد. .
توجيه الإعلام العربي لتكثيف حملاته الإعلامية وبث رسائل لجميع شعوب العالم لفضح المخطط الامريكي والتحذير من خطورته وكذلك التواصل مع الإعلام الغربي لما يلعبه من دور مؤثر على الرأي العام والسياسة الدولية .
كما تقع مسؤلية على الداخل الفلسطيني للخروج وإجراء استدارة نحو الشارع لمواجهة مخطط التهجير وابتلاع ما تبقى من أراضيه.
عدم المراهنة على الدبلوماسية او حالة الانتظار أمام رئيس جاء بمهمة إتمام الملفات الصعبة التي بقيت مؤجلة في ادراج الرؤساء الأمريكية السابقين رافضين ان تسجل في تاريخهم السياسي.