ترامب ومبعوثه


د. عزت جرادات

*مازالت وستظل أطروحة الرئيس الأمريكي ترامب، تتفاعل، فهو ينطق عن الهوى عندما يتحدث بثقة أن مصر والأردن ستفعلان ما يطلبه، رداً على سؤال له فيما إذا كانت مصر والأردن سوف يستجيبان لما يريد.

وزاد الأمر سوءاً مبعوثه إلى المنطقة عندما طلب أن يقدم هذان البلدان (الحل البديل) لمشكلة غزة.

*يتجاهل كل من الرئيس والمبعوث أن الأردن ومصر لم يوجدا مشكلة غزة المدمرة بسلاح أمريكي وغزاة إسرائيليين منفذين وثمة مثل عربي يقول: واحد رمى حجراً في بئر، واجتمع ماية عاقل لإخراجه!.

*إن البديل موجود، ولا حاجة أن يفرض المبعوث أمراً بأن تجد مصر والأردن الحل البديل، فقد أجمعت منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالقرارات الدولية الشرعية الصادرة عنها إن الحل هو (حل الدولتيْن)، والذي يفترض إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتخلّي الوسيط الأمريكي عن دوره راعياً لعمليةالسلام وتتولى منظمة الأمم المتحدة مسؤولية الإشراف على العملية السلمية خلال فترة مجددة.

*أما ما يلوح به الرئيس ترامب بأن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت الكثير لكل من مصر والأردن فهذه المعادلة خاطئة، فالعلاقات بين الدول تتم وفق اتفاقات أو مذكرات تفاهم فيما بينها، وبموجب تلك الاتفاقات والمذكرات يتم الاتفاق على الدعم المالي والتبادل التجاري.

* ومن جهة أخرى، فقد تجاهل الرئيس ترامب وكذا مبعوثه دور طرف ثالث وهو المعني بالموضوع بشكل مباشر، وذلك الطرف هو الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، فأن ذلك الشعب، قد أعلن مراراً بأن (لا نكبة ثانية) بعد (النكبة 1948)، وقد عبّر أهل غزة عن هذا الموقف الثابت بالعودة الشاملة من الجنوب إلى الشمال في قطاع غزة مجرّد إعلان وقف الحرب، ويدعمهم في ذلك أهل الضفة الغربية الذين يرون في ذلك التهجير مقدمة لتهجيرهم، كما يقول المثل العربي (ألا أني أُكلتُ يوم أكل الثور الأبيض)!.

وثمة طرف آخر لا بد أن يدركه الرئيس ترامب ويتمثل ذلك في شعبِيْ مصر والأردن. فإرادتهما أقوى فيه، ويرفضان (الحل الترامبي) وليس بالضرورة أن يختبر الرئيس ترامب أصالة هذين الشعبيْن وقوتهما الذاتية في ذلك الرفض، وتحديهما.

*أن العالم أجمع قد نادى بالإجماع من خلال القرارات الشرعية الدولية، ممثلة بمنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بأن الحل الأوحد هو إطلاق عملية (حل الدولتيْن).

*ولا مشكلة لدى إسرائيل اذا ما أراد الرئيس ترامب في ذلك، فهو السلطة الوحيدة القادرة (والمخوّلة) بالإملاء على إسرائيل ونتنياهو تحديداً بما يريده ترامب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.