أوقفوا رعب التوجيهي والقبول الجامعي
نسيم العنيزات
في ظل التوقعات وما نشاهده ونسمعه من ردود افعال على امتحان «التوجيهي» شكلت قناعات ومؤشرات على صعوبة تكرار علامات ومعدلات امتحان الثانوية العامة للعام الماضي.
بعد حصول عشرات الطلبة على المعدلات الكاملة والالاف على معدلات مرتفعة جدا، دفعت الحكومة الى التعامل مع الوضع بالتوسع في القبول الجامعي خاصة في التخصصات الطبية والهندسة مستغلة «التعليم عن بُعد».
اما هذا العام فانه ينتاب الطلبة ومن خلفهم الاهالي خشية من اللجوء الى تخفيض اعداد المقبولين في الجامعات على النظام الموحد لهذا العام في ظل توقعات بانخفاض المعدلات مما تبقي نسب القبول والمعدالات قريبة من العام الماضي.
الامر اذا ما تم فانه حتما سيضر بالطلبة الذين تحملوا وحدهم مسؤولية المعدلات الماضية وظروف جائحة كورونا، وان يدفعوا الثمن مرتين الاول في طبيعة الأسئلة وصعوبتها بعد شاهدنا حجم الشكاوى وحالة التذمر الامر الذي لم تنكره وزارة التربية خاصة في امتحان مادة الفيزياء.
مما يتطلب وضع خطة سريعة تراعي هذا الوضع وتحول دون وقوع الظلم على أبنائنا الطلبة الذين عانوا كثيرا مع غياب التعليم الوجاهي وضعف المنصة الذي وجد الكثيرين منهم صعوبة بالغة في التواصل او الالتحاق بها.
ان الية الامتحانات وطبيعة القبول الموحد تحتاج الى اعادة دراسة، كذلك لا بد من وضع بنك أسئلة وآلية دائمة تراعي الظروف المناطقية والفروقات الفردية بين الطلبة، لا ان تبقى خاضعة لظروف او مزاجية الوزير، اي وزير.
بعد ان مر امتحان الثانوية العامة بحقل من التجارب خلال السنوات الماضية تبعا لشخصية الوزير الذي دوما يرغب في تطبيق افكاره ورؤيته او مشاهداته بالخارج دون النظر الى طبيعة المملكة وظروف الناس، الذي شكل وما زال هذا الامتحان كابوسا مجتمعيا نلحظه ونشاهده كل عام.
اننا نحتاج الى ثورة بيضاء في هذا المجال تعتمد المنهجية وتزيل المزاجية من حيث القبول والتوسع به اضافة الى توحيد الاسعار ورسوم الساعات الجامعية خاصة الحكومية التي تشهد فروقات كبيرة بين جامعة حكومية واخرى.
ولا بد ايضا من اعادة النظر بالقبول الموحد بحيث يكون التنافس على المعدل او على اسس مناطقية و مراعاة الفروق بين المحافظات بتحديد عدد معين لكل محافظة في الجامعات يتم التنافس بين أبنائها على اساس المعدل.
على ان يتم وضع خطة واستراتيجية محددة وواضحة وثابته يتم مراجعتها وتقييمها كل 5 او 3 سنوات.
ووقف حالة الرعب للاهالي وخوفهم على مستقبل اولادهم وإمكانية التحاقهم بالجامعات التي تشكل عبئا ماديا كبيرا.
وهناك ملاحظة غاية في الأهمية، وهي: اعادة الاعتبار للمدارس واحتساب نسبة من العلامات ضمن المعدل حتى يبقى الطلبة على تواصل مع مدارسهم.