الحشرة القرمزية تسببت في تدمير الصبّار في مناطق إربد وعجلون
أكد مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور نزار حداد أن المركز يواكب على توظيف مخرجات البحث العلمي ونقل التكنولوجيا الحديثة من خلال البحوث الزراعية والتي من شأنها إيجاد الحلول الممكنة للتحديات التي تواجه القطاع الزراعي واحد هذة التحديات الحشرة القرمزية التي أصبحت تحديا واضحا للصبار والذي يعد مصدر دخل لبعض القرى الأردنية.
وأضاف حداد أن مركز البحوث الزراعية بالشراكة مع المركز الوطني لبحوث المناطق الجافة (ايكاردا) ادخل عددا من الأصناف ذات النوعية الجيدة من الصبار من حيث اللون والطعم والحجم إضافة إلى ملائمتة للبيئات الأردنية ومتحمل للتحديات ذات طعم ومذاق تسويقي وتعد محطة المشقر للبحوث الزراعية احد محطات المجمع الوراثي لانتخاب أصناف من الصبار لمقاومة الحشرة القرمزية وإجراء البحوث الزراعية على الصبار؛ ما يستوجب متابعة الموقع الإلكتروني للمركز للاستفادة من الخبرات الزراعية في هذا المجال الامر الذي سينعكس إيجاباً على تمكين الأسر الريفية ومنتجي الصبار والنهوض بالقطاع الزراعي وتحقيق الاستدامة الزراعية.
وأشار الباحث في المركز الوطني المهندس عمرو محاسنة إلى أن زراعة الصبار تتركز بشكل تجاري في منطقة مادبا في قرية «مليح» حيث تقدر المساحة المزروعة فيها بـ 300 هكتار، وتنتشر في مناطق المملكة الشمالية والوسطى على شكل اسيجة وزراعة متداخلة مع اشجار اخرى والتي تبلغ بمجموعها نحو 200 هكتار، ويشكل الصبار جزءا مهما من دخل الكثير من الاسر القروية، مؤكداً أن معظم الصبّار في المناطق الشمالية بعلي غير مروي، أما المناطق الاخرى مثل المفرق ومادبا والاغوار فيتم سقايته بالري بالتنقيط ، حيث قدرت الاحتياجات المائية للشجرة الواحدة بين 500-1000 لتر سنويا.
وأضاف محاسنة أن ثمار الصبّار ذات قيمة غذائية عالية اضافة الى قيمتة العلفية ،حيث تستخدم الواح الصبر في الخلطات العلفية للحيوانات اضافة الى استخلاص زيت الصبّار متعدد الاستخدام.
وبين الباحث في قسم الوقاية في المركز الوطني للبحوث الزراعية المهندس محمد الطوايعة أن نبات الصبار في الأردن تعرض قبل سنتين منذ عام 2018م الى مهاجمته من قبل آفة حشرية جديدة تسمى الحشرة القرمزية وهي تظهر بشكل كتل قطنية بيضاء على الواح الصبر تؤدي في النهاية لموت النبات، وقد تسببت هذه الآفة في تدمير الصبّار في مناطق اربد وعجلون.
وقد نوه الطوايعة إلى أن مديرية بحوث الوقاية في المركز رصدت انتشارا للافة حديثا في محافظتي المفرق وجرش في حين لم تسجل في المحافظات الاخرى والتي باتت مهددة بوصول هذه الآفة اليها اذا لم تتخذ الإجراءات المناسبة، ونتيجة لذلك قام باحثو المركز الوطني باجراء مسح لجميع مناطق الصبّار في المملكة لرصد انتشار الآفة ، وقد تكللت هذة الجهود باكتشاف احد الاعداء الطبيعية للافة وهو عبارة عن خنفساء مفترسة وهي موجودة في البيئة المحلية يتم الان دراسة كفاءتها لاكثارها واستخدامها في عملية المكافحة الحيوية ، خصوصا وان المبيدات الكيميائية التي استخدمت لم تنجح في وقف انتشار الآفة، كما يتم الان دراسة اصناف متعددة من الصبّار ذات مقاومة للحشرة وصفات نباتية أفضل وخصوصا خلوها من الاشواك. لذا نوصي بان يتم تبني التوسع في زراعة هذا المحصول وتطوير اساليب تسويقية والاستثمار في مجال التصنيع الغذائي، وتعزيز اساليب الحجر الزراعي لمنع انتشار آفة الحشرة القرمزية.
ابتسام العطيات/ الدستور
التعليقات مغلقة.