مواقف جلالة الملك تجاه فلسطين تجبر واشنطن على اعادة النظر بمخططات التهجير // د. شوقي أبوقوطة

في ظل الأحداث المتعاقبة التي نشهدها في محيطنا العربي والإقليمي، يبرز بجلاء دور الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني كحائط صد أمام المخططات الصهيونية الرامية إلى تهجير الفلسطينيين، فمنذ اللحظة الأولى، اتخذ الأردن موقفًا حازمًا ضد أي محاولات لفرض حلول تتضمن تهجيرًا قسريًا للفلسطينيين، مؤكدًا على حقهم في البقاء على أرضهم والعيش بكرامة.
وعندما طرحت الإدارة الأمريكية السابقة خططًا تتضمن تهجيرًا للفلسطينيين، كان الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني في طليعة الدول التي رفضت هذه المخططات، حيث استخدمت الدبلوماسية الأردنية كل القنوات المتاحة للتعبير عن هذا الرفض، سواء عبر الاتصالات المباشرة مع المسؤولين الأمريكيين أو من خلال المنابر الدولية الأمر الذي أجبر الإدارة الأمريكية على إعادة النظر في خططها، وتحويلها من مقترحات حاسمة إلى مجرد أفكار قابلة للنقاش.
كما لعب الأردن دورًا محوريًا في توحيد الموقف العربي ضد مخططات التهجير، وفي اجتماع الرياض الأخير، الذي ضم قادة السعودية، الإمارات، مصر، قطر، الكويت، البحرين والأردن، تم الاتفاق على خطة موحدة لرفض التهجير بكافة أشكاله، وهذا التوافق كان نتيجة للجهود الدؤوبة التي بذلها جلالة الملك عبدالله الثاني في التواصل مع القادة العرب وتنسيق المواقف.
فيما وجد الموقف الرسمي الأردني صداه في الشارع الأردني، حيث تجمعت الفعاليات الشعبية والحزبية والنقابية في مسيرات حاشدة بمختلف المحافظات، تعبيرًا عن دعمهم لمواقف جلالة الملك، وقد عكس التلاحم بين القيادة والشعب صورةً تؤكد وتُعزز قوة الموقف الأردني على الساحة الدولية، وأرسل رسالة واضحة بأن الأردن، قيادةً وشعبًا، يقف صفًا واحدًا في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين.
تاريخيًا، كان للهاشميين دور بارز في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وجاءت المواقف الأخيرة لجلالة الملك لتؤكد هذا الدور المحوري، بعيدًا عن أي مصالح ضيقة، ويعرف الجميع جيدًا بأن الأردن بقيادة الهاشميين ظل ثابتًا على مواقفه، مدافعًا عن حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية، ومؤكدًا على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل.
مواقف جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية نجحتا في كشف الأجندات الداخلية التي كانت تسعى لتمرير مخططات التهجير حيث عرى التلاحم الوطني والوعي الشعبي، هذه الأجندات وفضحها أمام الرأي العام، مما عزز من وحدة الصف الداخلي في مواجهة التحديات الخارجية
حمى الله الأردن وجلالة الملك وولي عهده الميمون