عجلون.. المطابخ الإنتاجية تنتظر انتعاشة ومبادرات تنشط لمساعدة الفقراء

– في الوقت الذي تتراجع فيه الحركة السياحية خلال شهر رمضان، وتشهد بعض المشاريع المرتبطة بها، كالمنتجعات والمخيمات، ركودا لافتا، إلا أن الشهر الفضيل يشكل من جهة أخرى، باب رزق لأنواع أخرى من المشاريع، لا سيما المطابخ الإنتاجية المتخصصة بتلبية احتياجات الراغبين في إقامة الولائم لعوائلهم وأقاربهم وجيرانهم خلال الشهر، التي يكون فيها “المنسف”، عادة، الطبق الرئيس المفضل.

وبموازاة ذلك، تبدأ جهات رسمية وأهلية وجمعيات خيرية عدة بتبني جمع المساعدات العينية والنقدية، وتوزيع الطرود الغذائية، وكوبونات التسوق، أو بإقامة موائد تستهدف الأسر الفقيرة والأطفال الأيتام الذين كانت أعدت كشوفا خاصة بهم.
المواطن عيسى أحمد، يقول “إن المطابخ الإنتاجية في محافظة عجلون تبدأ مع حلول شهر رمضان الفضيل بالانتعاش، لا سيما المطابخ المتخصصة في عمل المناسف المعدة للولائم الكبيرة، بحيث يستفيد أصحابها بشكل جيد خلال الشهر، وتشكل فرصة لكثير من الشباب للعمل فيها وكسب مبالغ جيدة ينفقونها على أنفسهم وأسرهم”.
وأكد أحمد “أن الولائم الكبيرة التي عادة ما تكثر في المحافظة خلال شهر رمضان، تؤدي إلى تنشيط عمل هذه المطاعم، خصوصا بعد أن اعتاد السكان، منذ سنوات عدة، تجهيز الولائم من خلالها، بحيث يجدون فيها ما يحتاجونه من دون الحاجة للطهو في منازلهم، خصوصا في حال كانت أعداد المدعوين كبيرة”.
“باب رزق للعديد من الشباب والأسر”
ووفق المواطن علي الخطاطبة، فإنه “اعتاد في كل عام، وخلال شهر رمضان، أن يقيم وليمة كبيرة في منزله للأهل والأصدقاء، مستعينا بأحد المطاعم الإنتاجية لعمل المنسف”، مؤكدا “أن المطابخ الإنتاجية، لا سيما المتخصصة في عمل المناسف، أصبحت تشكل باب رزق للعديد من الشباب والأسر، إذ إنها توفر فرص عمل جيدة للعاملين فيها، كما أنها تسهل على الراغبين في عمل الولائم وتوفر عليهم الكثير من الجهد والوقت مقابل أجور معقولة”.
ويبين أحد أصحاب المطاعم، أبو الأمين فريحات “أن المنسف الواحد في المحافظة يتراوح سعره ما بين 35 و40 دينارا، وذلك في حال كان المطبخ الإنتاجي يتكفل بكل مستلزماته، فيما يتقاضى المطبخ مبلغ 10 دنانير في حال تكفل صاحب الوليمة بتوفير اللحوم”، مؤكدا أن حلول شهر رمضان يسهم، إلى حد كبير، بانتعاش حركة البيع لديهم، ما يعوض أصحاب المطاعم عن تراجع مبيعاتهم في الأشهر الأخرى من السنة، ولافتا في الوقت ذاته، إلى أنه يوفر أكثر من 5 فرص عمل لشباب يساعدونه في عملية الطبخ.
إلى ذلك، يدعو المواطن محمود الزغول، لجان السلامة العامة والأجهزة التنفيذية، إلى تكثيف ومواصلة الحملات الرقابية بشكل يومي وعلى فترتين صباحية ومسائية على مختلف الأسواق والمطاعم الإنتاجية، ومواصلة أعمال المتابعة والرقابة على محال القصابين وثلاجات حفظ اللحوم والدواجن والأسماك، وتفعيل آليات التواصل مع المواطنين لتلقي الشكاوى الخاصة وزيادة حملات التوعية لمنع استغلال المواطنين.
إجراءات رقابية مكثفة
وتؤكد الجهات المعنية، أن فرق الرقابة على الأسعار تكثف جولاتها في أسواق المحافظة للتأكد من سلامة الغذاء والتزام السقوف السعرية.
وشدد محافظ عجلون رئيس لجنة السلامة العامة نايف الهدايات، على أنه لن يكون هناك تهاون مع أي مخالف للقوانين والأنظمة أو استغلال المواطنين خلال الشهر الفضيل برفع أسعار المواد التموينية والغذائية والخضار والفواكه.
وأشار إلى أن لجنة السلامة العامة الرئيسة واللجان الفرعية في الوحدات الإدارية كثفت جولاتها الميدانية على الأسواق والمحال التموينية ومحال بيع الدواجن والقصابين والعصائر والمخابز ومحال بيع القطايف، وذلك للاطمئنان على توافر السلع والمواد الغذائية والرمضانية الأساسية للمواطنين، والتأكد من الالتزام بالأسعار وعدم المغالاة على المواطنين ومنع الاحتكار أو التلاعب بالأسعار.
كما شدد الهدايات، على ضرورة التأكد من صلاحية المواد الغذائية ومطابقتها للمواصفات ومتابعة أسعارها، والتأكد من الالتزام التام بالقوانين والقرارات المنظمة لذلك، واتخاذ الإجراءات القانونية كافة في حال ضبط المخالفات.
وتقول مصادر مديرية الصناعة والتجارة، إن هناك 23 مراقبا يعملون ميدانيا في الأسواق بشفتات صباحية ومسائية وفي أيام العطل الرسمية لمراقبة الأسواق، مؤكدة أن المديرية تنفذ مع لجنة السلامة التي تنفذ خلال الشهر الفضيل، جولات عديدة ميدانية على الأسواق في مدينة عجلون وكفرنجة وعنجرة وعبين وعموم المناطق الأخرى، بهدف التأكد من مدى التزام التجار بالأسعار المقررة رسميا للمواد التموينية، ولاتخاذ الإجراءات اللازمة والرادعة بحق المخالفين.
إفطارات ومساعدات مادية وعينية
من جهة أخرى، تقول رئيسة الهلال الأحمر الأردني فرع عجلون نبيهة السمردلي، إن مؤسسات رسمية وأهلية وجمعيات خيرية في محافظة عجلون اعتادت تنفيذ العديد من المبادرات الخيرية، من توزيع مساعدات مادية وعينية وإقامة إفطارات رمضانية للفقراء والأيتام، مؤكدة أنها تأتي بدعم من محسنين من أبناء المحافظة ومما يتوفر لدى الجمعيات، إضافة إلى جهات داعمة.
وأكدت السمردلي أن هذه المبادرات تعبر عن معاني التكافل والتراحم في هذا الشهر الفضيل، كما أنها تلبي الاحتياجات الغذائية الأساسية للعديد من العوائل الفقيرة، التي بات بعضها يعجز عن توفيرها بسبب تراجع مداخيلهم وارتفاع أسعارها.
واعتبر رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، أن هذا الجهد التطوعي موضع تقدير واعتزاز، داعيا منظمات ومؤسسات المجتمع المدني إلى إطلاق المبادرات المساندة وتقديم العون والمساعدة للمحتاجين.
ويقول الناشط محمد عنانزة، إن جمعية كفرنجة الخيرية اعتادت، في شهر رمضان الفضيل، شراء مئات طرود الخير، بحيث يتم توزيعها على الأسر الأشد فقرا في لواء كفرنجة، موضحا أن الطرود تحتوي على مواد غذائية أساسية لا يمكن أن تستغني عنها الأسرة، كالزيت النباتي، الأرز، السكر، الشاي وأنواع عديدة من الحبوب.
وأكد عنانزة، أن لجانا خيرية بدأت بزيادة نشاطها خلال شهر رمضان المبارك، لتوزيع طرود الخير والمواد التموينية المختلفة، إضافة إلى تقديم مساعدات مادية وعينية أخرى على الأسر المحتاجة في المحافظة، مشيرا إلى أنه عادة ما تتلقى هذه اللجان تبرعات مادية وعينية من جهات رسمية وشعبية، تسهم في تفعيل عملها وتوزيع المساعدات على المستحقين، لا سيما أنه يتوفر لدى هذه اللجان قاعدة بيانات لعدد كبير من الأسر المحتاجة.
خطة مديرية الأوقاف
إلى ذلك، أطلقت مديرية أوقاف محافظة عجلون، قبل يومين، خطتها لاستقبال شهر رمضان المبارك لتعزيز الأجواء الروحانية وترسيخ القيم الدينية والاجتماعية.
وقال مدير الأوقاف الدكتور صفوان القضاة، إن 250 مسجدا في المحافظة ستشهد إقامة صلاة التراويح يوميا بعد تزويدها بأئمة وخطباء ووعاظ مؤهلين، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ودائرة الإفتاء العام، مضيفا أن رمضان هذا العام سيشهد تنظيم المجالس العلمية الهاشمية في مسجد عجلون الكبير كل يوم ثلاثاء بعد صلاة الظهر تحت عنوان: “الأحاديث التي عليها مدار الإسلام عند الإمام المحدث أبي داود رحمه الله”.
وبين أن الخطة تتضمن عقد مجالس فتوى بالتعاون مع دائرة الإفتاء العام، ودروسا في الفقه الشافعي تعقد بعد صلاة العصر في مسجد عجلون الكبير، ومسجد رأس منيف، ومسجد الهاشمية القديم، ودروس وعظ وإرشاد لتعريف المصلين بأحكام الصيام والعبادات في مختلف مساجد المحافظة.
وقال القضاة، إن المديرية ستنظم إفطارا جماعيا للأيتام بالتعاون مع لجان الزكاة والصدقات، ومأدبة إفطار للأئمة والمؤذنين، إلى جانب إطلاق مبادرة لتوزيع التمور والمياه عند إشارات المرور وقت الغروب، وزيارة المرضى في مستشفى الإيمان الحكومي.
6 لجان زكاة في عجلون
يذكر أن عدد لجان الزكاة في محافظة عجلون يبلغ حاليا 6 هي: لجنة زكاة وصدقات راجب، لجنة زكاة وصدقات أبو دجانة في كفرنجة، لجنة زكاة وصدقات كفرنجة، لجنة زكاة وصدقات عجلون، لجنة زكاة وصدقات عين جنا ولجنة زكاة وصدقات الجنيد.
ويؤكد الناشط الاجتماعي علي المومني، أن جمعيات إنسانية وخيرية، وخلال شهر رمضان المبارك، أصبحت تضاعف من جهودها لتوفير مساعدات غذائية ومعونات متنوعة، وإيصالها إلى مستحقيها من الأسر العفيفة في المحافظة.
يشار إلى أنه وفق تقارير رسمية سابقة، فإن من أبرز التحديات التي تواجه محافظة عجلون ارتفاع نسبة الفقر التي بلغت 25.6 % مقارنة مع نسبة المملكة البالغة 14.4 %، وبلغ عدد الأفراد الفقراء في المحافظة 37.752 ألف فرد يشكلون 4.3 % من إجمالي عدد الفقراء في المملكة، وعدد الأسر 5231 أسرة بما نسبته 4.4 % من عدد الأسر الفقيرة على مستوى المملكة.

 

عامر  خطاطبه/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة