جرش.. بدء تحريج غابة وديان الشام لطي صفحة حريق صيف 2023

جرش – بدأت مديرية زراعة جرش بتحريج منطقة الحريق المفتعل الذي كان اندلع قبل نحو عامين في غابة وديان الشام في بلدة ساكب واستمر 5 أيام متواصلة وأتى على مئات الدونمات من الأشجار المعمرة الحرجية، وذلك ضمن خطة تقول مديرية زراعة جرش إنها مدروسة لغاية إعادة تحريج الغابة وتجديدها وإعادتها كما كانت قبل الحريق في أقل مدة ممكنة.
ويعمل حاليا في تحريج الغابة ما يزيد على 50 عاملا على نظام المياومة، في حين يبلغ عدد الأشجار التي من المتوقع زراعتها أكثر من 50 ألف شجرة من الأشجار الحرجية، ومنها اللزاب والبلوط والقيقب وأنواع أخرى تنجح زراعتها في تلك المنطقة وتقاوم التغيرات المناخية فيها، فضلا عن أن ظروف نموها تتناسب مع طبيعة المنطقة المناخية والجغرافية والطبيعية، وفق مديرية الزراعة.
إلى ذلك، قال مصدر مطلع في “زراعة جرش”، إن غابة وديان الشام التي تعرضت للحريق المفتعل بداية صيف العام 2023 شهدت نموا جديدا لا يقل طوله عن 30 سم، ومن المتوقع أن تكتسي بالخضرة في فصل الربيع المقبل، كون الأشجار التي تعرضت للحريق، وهي السنديان والقيقب، تعد من الأشجار التي تجدد نموها تلقائيا، إلا أن العديد من الأنواع، ومنها البلوط واللزاب، لا تجدد نفسها، مما استدعى تحريج الغابة مجددًا بأشجار مناسبة وذات جودة عالية من خلال فريق عمل مكون من 50 عاملا.
مدة الزراعة لا تقل عن 3 أشهر
وأضاف أن مدة الزراعة لا تقل عن 3 أشهر، وهو الوقت المناسب لزراعة الأشجار وضمان نموها مع الحرص على متابعتها والتأكد من نجاح الزراعة فيها، مشيرا إلى أن المديرية لا تقوم بزراعة المساحات التي تتعرض للحرق في مثل هذه الحالات، وإنما تتجدد أنواع الأشجار كافة من تلقاء نفسها من دون زراعات جديدة، لا سيما أن جميع المساحات التي تعرضت للاحتراق هي أشجار حرجية تتجدد تلقائيا، مثل السنديان والقيقب والبلوط والملول، ولا يتم زراعة أشجار بديلة عنها، باستثناء الأشجار التي تعرضت للحرق بشكل كامل ولا يمكن أن تتجدد، كون نسبة الحريق فيها 100 %، أما الأشجار التي احترقت منها فقط أجزاء معينة، ونسبة الحرق لا تتجاوز 50 %، فهي تتجدد تلقائيا ولا تحتاج إلى إعادة الزراعة.
وأوضح المصدر ذاته، أن المديرية تقوم حاليا بتحريج غابة في بلدة الكفير وغابة أخرى في قضاء المصطبة، في سبيل زيادة الرقعة الخضراء وتجديد الغطاء الأخضر بدعم من منظمات أجنبية وتعاون مع جهات داعمة محلية.
ومن الجدير بالذكر أن غابات وديان الشام، وهي في أحد جبال الحسنيات، قد تعرضت لحريق مفتعل، واستمر الحريق 5 أيام متواصلة وقد أتى على ما يزيد على 450 دونما من الأشجار الحرجية المعمرة الكبيرة، وقد استخدمت طائرات سلاح الجو في إطفاء الحريق، وآلاف من كوادر الدفاع المدني والأشغال من محافظات المملكة كافة.
وكانت مديرية زراعة جرش اضطرت إلى إحالة عطاء جمع وتقطيع وتجهيز ما خلفه حريق غابات وديان الشام، الذي قدر حجمه بما يزيد على 200 طن من الحطب، وذلك لعدم توفر معدات وآليات وعمال وفرق تستطيع جمع وتقطيع وتجهيز مئات الأطنان من الحطب في مديرية الزراعة، مما يحول دون تمكنها من جمع وتقطيع ونقل وتجهيز الحطب، لا سيما أن المنطقة شديدة الوعورة ومساحتها كبيرة وتحتاج إلى معدات وآليات خاصة ومئات من العمال حتى يتمكنوا من جمع الحطب وتجهيزه، كما أن تكاليف جمع الحطب مرتفعة، فكان القرار بإحالة العطاء إلى أحد المقاولين.
زيادة المساحة الحرجية في المحافظة
ومن الجدير بالذكر، أن قسم الحراج والمراعي في مديرية زراعة جرش يواصل جهوده لزيادة المساحة الحرجية في المحافظة، حيث تم تنفيذ العديد من المشاريع الناجحة خلال الأعوام الماضية.
ووفق تقرير لزراعة جرش نهاية العام الماضي، فإن من بين أبرز الإنجازات في منطقة عنيبة، القيام بزراعة 129 دونما بتقنية الشرنقة بالتعاون مع منظمة العمل الدولية (ILO)، وبنسبة نجاح تصل إلى 90 %، وفي منطقة جبه تم زراعة 30 دونما من قبل شركة العقرب للأمن والحماية خلال العامين 2023 و2024، ونسبة النجاح 100%.
أما في منطقة كفرخل، فقد تم زراعة 29 دونما من قبل شركة أورانج خلال العامين 2022 و2023، وفي منطقة سوف تم زراعة 18 دونما العام 2022 من قبل جمعية سنوات الخير، وزراعة 10 دونمات العام 2022 من قبل فندق غصن الزيتون، وفي منطقة مقبلة تم زراعة 30 دونما من قبل شركة زين، وفي مناطق أخرى أيضا، تم زراعة 11 دونما العام 2023 من قبل شركة كايزن لتكنولوجيا المعلومات.
ومن أبرز العوامل التي تساعد على نشوب الحرائق في الغابات؛ كميات الأعشاب الكبيرة، وحركة التنزه النشطة التي يتخللها قيام البعض بإشعال النيران لغايات الطبخ والشواء وتركها من دون إطفائها، ذلك أن “أغلب حرائق الحراج تبدأ من أراض تعود ملكيتها للمواطنين وتمتد إلى الأراضي الحرجية”، وفق تصريحات سابقة لقسم الحراج في مديرية الزراعة.
وفيما يتعلق بالأعشاب، فإن بعض المزارعين، بحسب قسم الحراج “يتركون الأعشاب لتجف في أرضهم وعلى مساحات شاسعة، وتتحول بالتالي إلى وقود لأي حريق، كما أن بعضهم يعمدون إلى التخلص من الأعشاب الجافة عن طريق حرقها، وهذا أمر خطير جدا، ولا يمكن السيطرة على حريق مهما كان صغيرا في ظل أجواء حارة وأعشاب جافة قد تتزامن أيضا مع رياح قوية”.
صابرين الطعيمات/الغد