مناطق بإربد: 40 يوما بلا مياه.. وحمولات صهاريج تباع بالتقسيط
يجدد سكان في مناطق مختلفة في محافظة إربد، خصوصا في لواء المزار الشمالي الذي يزيد عدد سكانه على 100 ألف نسمة، مطالبتهم بإيصال المياه إلى منازلهم بعد انقطاع مستمر زاد على 40 يوما، واضطرارهم إلى استدانة أثمان صهاريج المياه لسد احتياجاتهم.
ويقول النائب سالم العمري إن سكان اللواء يئنون من انقطاع المياه منذ أكثر من شهر، من دون أن تكون هناك أي بوادر لانفراج الأزمة، على الرغم من إيصال المشكلة إلى أعلى المسؤولين في الحكومة لكن “دون نتيجة لغاية الآن”.
ويؤكد العمري أن السكان في اللواء الذي يعد من أشد الألوية فقرا في المملكة، يعانون أوضاعا مأساوية في ظل عدم قدرتهم على شراء صهاريج مياه خاصة إذ تظل بعض المنازل أياما من دون مياه إلى حين تزويدهم من قبل “محسنين بصهاريج”.
ويشير العمري إلى أن سكان اللواء “سيصعدون في الأيام المقبلة في حال لم تتم معالجة المشكلة نهائيا، عبر التوجه إلى دار رئاسة الوزراء للاعتصام هناك، لإيصال صوتهم في ظل عدم تجاوب الجهات المعنية بالمشكلة”.
ويقول المواطن احمد الجراح إن سكان منطقة الدوير في المزار الشمالي “قاموا بإغلاق الشوارع بالحجارة احتجاجا على عدم وصول المياه منذ أكثر من شهرين، بهدف إيصال صوتهم للجهات المعنية، إلا أنهم تلقوا وعودا من دون تنفيذ على أرض الواقع”.
ويشير إلى أن عشرات المنازل في اللواء دون مياه منذ أيام، لعدم قدرة ساكنيها على شراء صهاريج خاصة”، لافتا إلى أن السكان يضطرون لاستدانة ثمن الصهريج من أجل تعبئة خزانات منازلهم.
ويوضح أن اللواء مصنف بأنه من “أشد المناطق فقرا في الأردن”، وبأن الوضع الاقتصادي لأغلب المواطين لا يسمح بشراء صهاريج خاصة، سيما وأن غالبيتهم يعتمدون على الراتب الشهري الذي لا يتجاوز 400 دينار لإعالة أسرهم.
ويقول المواطن احمد العمري من سكان حبكا إن أهالي البلدة الذين يتجاوز عددهم 5 آلاف نسمة، يعانون من مشكلة عدم وصول المياه منذ بداية الصيف الحالي، مشيرا إلى إن المياه تصل إلى المناطق المنخفضة بشكل ضعيف وبساعات ضخ قليلة، ما حرم مئات المواطنين من التزود باحتياجاتهم أسبوعيا.
ويلفت إلى أن صيف العام الحالي يعد “الأسوأ” منذ سنوات جراء استمرار انقطاع المياه عن منازل المواطنين من دون أن يلوح حل جذري للمشكلة، بالرغم من قيامهم بتسجيل شكاوى لدى شركة مياه اليرموك لكن “من دون استجابة”.
ويؤكد أن السكان يلجأون إلى شراء الصهاريج الخاصة بمعدل شهري يتجاوز 60 دينارا، ما أثقل كاهلهم وباتوا غير قادرين على الاستمرار بهذه العملية، خصوصا وان صهريج المياه سعة 3 أمتار ثمنه 10 دنانير ولا يكفيهم إلا 3 أيام، نظرا لحاجة المنزل للمياه في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ويقول المواطن محمد طلافحة من سكان بلدة جحفية إن الوضع المائي في البلدة “مأساوي بعد أن قامت شركة مياه اليرموك بسحب مياه البئر الوحيدة في البلدة إلى مناطق أخرى، ما تسبب بأزمة مياه داخل البلدة”، مشيرا إلى ان المياه كانت في السابق تغطي المنطقة ولا توجد أي مشاكل.
ويشير إلى أن هناك بعض المنازل لم تصلها المياه منذ أسابيع، وإن وصلت فإن ساعات الضخ لا تكفي لتعبئة مترين من المياه، خصوصا وأنها تصل ضعيفة ويضطر المواطن إلى تشغيل ماتور “الشفط” لتقوية الضخ وإيصالها للخزانات العلوية.
بدوره، يؤكد مدير عام شركة مياه اليرموك المهندس منتصر المومني، أن الوضع المائي في لواء المزار الشمالي بشكل خاص ومحافظة إربد بشكل عام سيتحسن خلال الأسبوع الحالي، بعد أن وقعت الشركة عددا من الاتفاقيات مع مجموعة من أصحاب الآبار الخاصة لاستئجار هذه الآبار لغايات تزويد مناطق اختصاص الشركة بكميات إضافية من المياه المخصصة للشرب خلال الصيف الحالي، وبواقع 830 مترا مكعبا في الساعة، إلى جانب الاتفاقيات السابقة التي تقدر بحوالي 900 متر مكعب بالساعة، لمواجهة أزمة نقص كميات المياه المنتجة والتخفيف على المواطنين في محافظات الشمال.
ويؤكد المومني أن هذه الكميات الإضافية من شأنها أن تسد حاجة المواطنين في ظل أزمة المياه خلال الصيف، والتي رافقت نقصا في نسبة الهطل المطري خلال فصل الشتاء الماضي، مؤكدا قيام الشركة بتوزيع كميات المياه بعدالة والعمل ما أمكن في برنامج التوزيع المعتاد، ليحصل المواطن على الحصة الكافية من المياه.
ويضيف أنه تم البدء بضخ المياه من بعض هذه الآبار إلى مناطق محافظات الشمال بعد استكمال عمليات ربط هذه الآبار على خطوط وشبكات المياه الخاصة بشركة مياه اليرموك، والعمل جار بالسرعة الممكنة على استكمال ربط باقي الآبار، ما ينعكس إيجابيا على تعزيز حصة الفرد من مياه الشرب.
أحمد التميمي/ الغد
التعليقات مغلقة.