في العشر الأواخر من رمضان..إقبال كبير على المساجد وتسابق على عمل الخير

في شهر رمضان شهر الخير والبركة والمغفرة، ينبغي علينا الاقتداء بالنبي محمد صل الله عليه وسلم- في العشر الأواخر من رمضان، حيث كان النبي- صلى الله عليه وسلم-: ، «إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيى ليله وأيقظ أهله وشد مئـزره، وفي رواية عن مسلم « كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره»، وينبغي للمسلم أن يجد ويجتهد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان بكثرة .
وتعتبر الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل، فرصة حث النبي صل الله عليه وسلم على اغتنامها، والتقرب بها إلى الله تعالى بالاعمال الصالحة، وتكون الدعوات فيها مستجابة، وتبدأ الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان 2025، بداية من يوم الجمعة الموافق 20 آذار، وتكون فيها ليلة القدر والتي تقع في أحد الليالي الوترية من العشرة الأواخر، وأخفى الله تعالى موعد ليلة القدر ليجتهد المسلمون في الطاعة خلال شهر رمضان المبارك.
الأجر والثواب
ويقول الاختصاصي الاجتماعي مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان ان الاستعداد ليالي العشر الاواخر من شهر رمضان كبير لدي الغالبية من العائلات حيث الحرص على اغتنامها في محاولة لكسب الأجر والثواب من الله تعالى والحصول على الأجر، حيث يدرك الجميع فضل العشر الأواخر من رمضان ومن ذلك ما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام «كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره»، أي أنه يستعد للعبادات وقيام الليل في رمضان، الأمر الذي يبين مدى عظم هذه الليالي لدى المسلمين في رمضان، وقيامها والاعتكاف بها سنة عن النبي عليه الصلاة السلام، واقتدى به الصحابة والمسلمون على مر التاريخ.
ويضيف سرحان ومما يزيد من أهمية العشر الأواخر من رمضان أن فيها ليلة القدر التي قال عنها الله تعالى «ليلة القدر خير من ألف شهر»، وهذا يدفع الناس إلى التسارع والتسابق في عمل الخير، فرمضان فيه يتضاعف الأجر والثواب من الله تعالى، ويفرح به الجميع الغني والفقير، فالفقير يفرح لأنه يدرك أن الأغنياء سيكون عطاؤهم أكبر في هذا الشهر، والغني يفرح لأنه أمام فرصة كبيرة لمزيد من الأجر والثواب.
ويؤكد سرحان انه مع دخول العشر الأواخر من رمضان، يزيد الصائمون من تقربهم إلى الله تعالى سواء بالعبادات أو غيرها من أعمال الخير، والجميع يتسابق لتقديم أفضل ما لديه واستثمار ما تبقى من أيام وليال، مع مضاعفة العبادات من قيام وتهجد واعتكاف وقراءة للقرآن وتسبيح واستغفار، والبعض يستثمرها في أداء العمرة، وهنالك أنواع أخرى من العبادات وعمل الخير التي يتسابق إليها أهل الخير والعطاء، كالمبادرة إلى إخراج الزكاة، والصدقة، ومساعدة الفقراء والمحتاجين. ويضيف سرحان هذه الأيام الفضيلة هي فرصة كي يراجع الإنسان نفسه ويقوي صلته بالله تعالى، ومساعدة الآخرين تدخل الفرح والسرور على قلوبهم وهي من أعظم الأعمال عند الله تعالى، حيث بقول النبي عليه الصلاة والسلام «إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم».
والعشرة الأواخر من رمضان فرصة ليتدارك الصائم ما فاته من أجر وتقصير وخصوصا ان عمل الخير له أشكال متعددة وهي متاحة للجميع للغني كما للفقير، ويمكن أن تكون بشكل فردي أو جماعي.
ومثال على ذلك، من يقوم بتقديم المساعدة بشكل شخصي ويزور المحتاجين، فيما آخرون يقدمون الصدقة والمساعدة من خلال المؤسسات الخيرية العاملة والمرخصة والتي تعمل طوال العام، كما تنشط في رمضان المبادرات والحملات التي يقوم عليها مجموعات متطوعة من الأقارب أو الجيران أو زملاء العمل أو من يلتقون على فكرة معينة.
ويقول سرحان مع تجدد حرب الابادة الإجرامية على إخواننا وأهلنا في قطاع غزة، وما تسببه من ارتقاء أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى والمفقودين إضافة إلى تدمير مرافق الحياة من منازل ومدارس ومستشفيات، ومنع الغذاء والدواء وأساسيات الحياة، مما يضاعف من مسؤوليتنا تجاههم، واغتنام ايام رمضان الاخيرة بكل طرق الخير وحملات الدعم المتاحة، حيث الحملات الشعبية والرسمية التي لم تتوقف منذ بدء العدوان، إلا أن الأيام الأخيرة من رمضان فرصة للجميع ليضاعف من العطاء سواء بتقديم المال أو المواد العينية ليتم إيصالها إلى قطاع غزة، وهي إحدى الأولويات التي يجب أن يقدمها الجميع في هذه الظروف.
ويضيف سرحان كذلك ضرورة أن نزيد من توجهنا الى الله تعالى في ليالي العشر الأواخر من رمضان في الدعاء إلى الله تعالى لهم بالثبات والصبر والنصر، فالدعاء من أقوى أسلحة المؤمن، والدعاء من العبادات التي جعل الله تعالى لها أهمية كبرى في حياة المسلم، لما لها من أثر كبير في الدنيا بدفع البلاء ورفع المصائب، وفي الآخرة من أجر كبير وثواب جزيل، ولذلك نرى أن النصوص القرآنية قد أمرت بها وحثت عليها، قال تعالى: «وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين»، وقال تعالى:»وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون»، وقال تعالى: «أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون».
ويؤكد سرحان على ضرورة اختيار أفضل الأوقات والتي يكون فيها الإنسان أكثر قربا إلى الله تعالى، وأن تخصص الأسرة وقتا لها للدعاء الجماعي يشارك فيها الأبوان والأبناء، تأكيدا على أهمية تربية الأبناء على التفاعل مع قضايا الأمة.
حسام عطية/ الغد