مسيرة الحسيني تنتصر لغزة وترفض الاعتداءات على المسجد الأقصى

انطلقت من أمام المسجد الحسيني ظهر اليوم الجمعة، مسيرةٌ شعبيةٌ حاشدة تحت عنوان “الأقصى عنوان الصراع”، انتصاراً لدماء أهلنا في غــزة ورفضاً للاعتداءات الصـهـيونية على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك.

ورفع المشاركون في الفعالية التي دعت لها الحركة الإسلامية والملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، وبمشاركة شخصيات وطنية وسياسية وحزبية ونقابية، شعار “لا هجرة إلا للقدس” تعبيرًا عن رفض كل مؤامرات التهجير والوطن البديل.

كما ردد المشاركون في المسيرة هتافاتٍ رافضة لجريمة الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة على مرأى ومسمع العالم، وطالبوا الحكومات العربية والإسلامية بالتحرك العاجل لوقف الجريمة وكسر الحصار المتواصل على أهل قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية الضرورية والعاجلة.

وتأتي الفعالية المناصرة للشعب الفلسطيني وللمسجد الأقصى بالتزامن مع الذكرى السابعة والخمسين لمعركة “الكرامة” التي سطر فيها جيشنا العربي أسمى آيات التضحية وأرقى صور الوحدة والتضامن وألحق بالعدوّ الصهيوني هزيمة سطرها التاريخ.

كما طالب المشاركون بالمسيرة بالإفراج عن المعتقل محمد الطويل، وثمنوا تصريحات العقيد المتقاعد محمد المقابلة التي أكد فيها على ضرورة تحرك الجيوش العربية لنصرة غزة وأن يكون رجال العالم العربي والإسلامي على قدر “تربية شواربهم” أو الخجل من أنفسهم أمام خنوعهم وتقصيرهم أمام النساء والزوجات.

ورثى المشاركون في المسيرة الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة، مشيدين بقوته وشجاعته وأنّه أصبح رمزا وأيقونة للعزة والكرمة والمقاومة التي ترفض الذل والخنوع وتقدم في سبيل ذلك الأرواح والدماء.

وندد المتظاهرون بالغدر الذي قادته أمريكا وسمح للعدوّ الصهيوني بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار والعودة لإراقة دماء أهل غزة وقصفهم بالقنابل والصواريخ الأمريكية التي رعت الجريمة منذ بدايتها.

العضايلة: مخطط التهجير إعلان حرب على الأردن

وقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين المهندس مراد العضايلة خلال المسيرة، إن مخطط التهجير عنوانه إعلان حرب على الأردن الذي يستند إلى جيش وشعب عنوانه الكرامة ولا يقبل بالدنية، لافتا إلى أن “الشعب الأردني دافع عن وطنه ونصر القضية، وكان عنوانًا للحفاظ على الأمن الوطني، والاستقرار في هذا البلد”.

واستهجن العضايلة مطالبات بعض السياسيين للشعب الأردني بأن يوقف حراكه السلميّ المناصر لفلسطين، متسائلاً: “هل توقفت التهديدات الصهيونية للأردن والأقصى؟ وهل توقف شلال الدم في غزة؟ ألم يزل يعربد في الضفة ويهجّر أهلها؟ ألم يزل يعربد في لبنان وسوريا؟ فهل يتوقع هؤلاء أن يصمت الشعب الأردني؟ وهل الشعوب الأوروبية التي تخرج في عشرات العواصم الأوروبية لرفض العدوان على غزة، أقرب لفلسطين وغزة من الشعب الأردني؟”.

وتابع: “نقول لكم: لا تشوهوا موقف الشعب الأردني والدولة الأردنية”.

ووجه العضايلة عدداً من الرسائل أولها لقادة العدو الصهيوني مؤكداً أن “ما فشل في تحقيقه في الجولة الأولى من الحرب على مدار 15 شهرًا، لن يتحقق لو استمرت الحرب 15 سنة”.

كما وجه رسالة للإدارة الأمريكية بأن “دعمها المفتوح للكيان الصهيوني لاستمرار جرائمه في غزة، ولكل سياساته العدوانية على دول المنطقة، سيغرق أمريكا وجيشها في رمال الوطن العربي، ورمال الشرق الأوسط، ولن تخرج منها، ولن تلقى إلا الهزيمة بمواجهة شعوب الأمّة”.

كما وجه العضايلة رسالة للنظام العربي الرسمي قائلاً إن “الشعب الفلسطيني الذي قدم اليوم مائة وستين ألف شهيدٍ وجريح بما يوازي تضحيات الشعب الفلسطيني على مدار مائة عام، لا يقبل بغير الاستقلال، ووفروا وقتكم فلا بديل لغزة عن حماس إلا حماس التي قدمت آلاف الشهداء من أبنائها وقادتها، وهي جزءٌ من هذا الشعب الفلسطيني، الذي لن يقبل بديلاً عنها، وما لم يحققه العدوّ الصهيوني بالحرب لن يحققه بألاعيب السياسة”.

وأضاف العضايلة: “إلى من ينصحون حماس أن تسلم ملف التفاوض للحكومات العربية، أقول لهم: لقد جرب الشعب الفلسطيني ذلك كثيرًا في ثورته الكبرى عام 1936 للتفاوض مع حليفته بريطانيا، وفي إدارة الحرب عام 1948 وعام 1967 وفي مسار التسوية فكانت كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة، والاتفاقيات الإبراهيمية فماذا كانت النتيجة، احتلال فلسطين وتهجير أكثر من ثلثي شعبها ومزيد التفريط بالثوابت”.

وطالب العضايلة قادة العالم الإسلامي وعلماء الأمة ودعاتها وقادة الحركات الإسلامية والأحزاب والقوى السياسية العربية والإسلامية والعروبية واليسارية، في أن تكون الأيام الأخيرة من شهر رمضان قبل عيد الفطر، أيام الجمعة والسبت والأحد القادمة، أيام غضب وانتصار للشعب الفلسطيني ولدمائه وللأقصى والمقدسات، وليقف الجميع ضد حرب الإبادة البشعة التي تمارس على شعب فلسطين في غزة والضفة”.

وائل السقا: لن نحصل على “الكرامة” إلا بالمقاومة

وخلال الفعالية قال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي المهندس وائل السقا في تصريحاتٍ خاصة لـ “البوصلة” إنّ الشعب الأردني في شوارع عمّان ما زال داعمًا للمقاومة في “ذكرى معركة الكرامة” التي سطرنا حروفها بالمقاومة.

وقال السقا: إنّنا جئنا لنؤكد أنّ الكرامة لا يمكن أن نحصل عليها إلا بالمقاومة.

وشدد على أنّ طوفان الأقصى منحت الشعب الأردني والشعوب العربية والإسلامية كرامة جديدة، فنحن لدينا كرامتان، بهما سنستمر إن شاء الله في مقاومة المحتل وفي إعادة الأراضي التي احتلها.

وأشار السقا إلى أنّه “لن تكون هزيمة العدوّ واندحاره وخزيه إلا بالمقاومة، وليس بالحلول الاستسلامية ولا بالاتفاقيات التي لا تعيد أرضًا أو حقًا”.

وأكد أنه يجب “على الأمّة العربية أن تضع يدها في يد المقاومة شعوبًا وحكومات وأنظمة وجيوش”.

وختم حديثه بالقول: “إنّ الجيوش العربية يجب أن تعيد للأمّة أمجادها كما أعادت الكرامة للأمّة العربية عزتها وكرامتها”.

الرقب: العيد اليوم للأمّ الفلسطينية والأمّ الغزية وأمّهات الشهداء

وقال النائب عن حزب جبهة العمل الإسلامي الدكتور أحمد الرقب في تصريحات خاصة لـ”البوصلة”: هذا حشدٌ من أردنّ الحشد والرباط، من رجال الأردن، من شباب الأردن، من شيب الأردن، من كل مكونات الشعب الأردني، من حرائر الأردن، ونساء الأردن، وبنات الأردن، وأمهات الأردن.

وأكد الرقب أنّنا نعيش اليوم بعيد الأمّ اليوم للأمّ الفلسطينية والأمّ الغزيّة.

نوجه من أردن الحشد والرباط من أمام هذا الحشد الهائل من الشعب الأردني بجميع مكوناته تحية الاحترام والتقدير والعز والإكبار، ونحن في يوم الأمّ، إلى أمّهاتنا البواسل البطلات، الأمّهات الحقيقيات في زمن “الاستخذاء” العربي.

وشدد على أنّ “كل التحيّة لأمهات غزة البطلات، أمهات الشهداء فهنّ الجديرات بعيد الأم”.

وقال الرقب: أود أن أوجه نداءً إلى جميع أمّهات الأردن وفي كل العالم، أن تكون هدايا عيد الأمّ وحصالات عيد الأم وحوافز عيد الأمّ، واجبات نقدمها هدية نكفكف بها دموع أمّهات غزة، ونجمع هدايا أمّهاتنا لصالح أمّهاتنا البطلات في غزة هاشم، وكل عام وأنتم بخير.

وختم حديثه بالقول: الصبر الصبر، فنحن أمام عزتكن وصبركنّ أمام مستقبل واعد، وهذا العدوّ الصهيوني يعلن خيبته وفشله وإفلاسه السياسي والعسكري يوما بعد يوم، والله غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون”.

السبيل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة