معركة الكرامة الخالدة// النقيب المتقاعد ناجي عقيل الخوالدة

تعد معركة الكرامة الخالدة نقطة مضيئة في سجل الإنتصارات العربية والإسلامية فقد أعادت للأمة العربية هيبتها وكرامتها، بعد انتكاسة حرب حزيران عام 1967 التي هزت الوجدان العربي وأضعفت الثقة في القدرات العربية على مواجهة أي عدوان يهدد وجود الأمة، إذ كان عدوان الخامس من حزيران 1967 من أكبر الكوارث التي لحقت بالعرب في تاريخهم المعاصر.
بالعرب في تاريخهم المعاصر .
ففي الحادي والعشرين من آذار عام 1968 شهدت أرض الحشد والرباط أعنف المعارك وأشدها ضراوةً مع عدونا الإسرائيلي وعدو العرب أجمع، ففي مثل هذا اليوم من كل عام تطالعنا صفحات مشرقة من تاريخنا المجيد ومحطة من محطات العزم والإيمان وأمثولة الجيش العربي المصطفوي في الصبر والكبرياء، ولتتجدد كل عام بيعة الوفاء والإخلاص على العهد الذي يجمع جيشنا على شعار الجيش العربي……. الله……….. الوطن……… الملك
عهد الشرفاء الأنقياء الذين ما بدلوا تبديلا رجالًا حملوا هم الأمة وكرامتها في ذلك اليوم، وهم ينازلون الأعداء وصوت جلالة الملك الراحل المغفور له بإذن الله تعالى الحسين بن طلال طيب الله ثراه يجلجل هادرًا : ” قولوا للإنسان العربي أن في الأردن شعبًا نذر نفسه من أجل أمته وقضيتها وجيشًا يلقى أبناؤه الموت بصدورهم وجباههم” هذه هي قيادتنا الهاشمية والتي تتمتع بالشرعية الدينية والتاريخية والسياسية هي العنوان الكبير في
ولائنا وأرض الأردن هي سر انتمائنا.
وفي صبيحة الخميس 21 آذار عام 1968 شنت إسرائيل هجومًا واسع النطاق على الأردن حاشدة أفضل قواتها تدريبًا وخبرة قتالية بالإضافة الى سلاحها الجوي الذي كان يسيطر سيطرة تامة على سماء وأرض المعركة ملقية بعددها وعديدها في أرض المعركة . وزمجرت المدافع و دنست أقدام المعتدين ماء النهر المقدس عندما انطلقت الأصوات على الأثير معلنة بدء الهجوم على الجيش العربي الأردني الصامد المرابط.
أمام هذا المد الأسود من العدوان والحقد على الأردن قاتل الجيش العربي بكل بسالة وشجاعة منقطعة النظير وبدون غطاء جوي وتمكن من إلحاق الهزيمة النكراء بالجيش الإسرائيلي وأوقع به خسائر فادحة في المعدات والأرواح، إذ اسقاط سبع طائرات مقاتلة محطمًا بذلك أسطورة ” الجيش الذي لا يقهر ” جارًا بذلك أذيال الخيبة والهزيمة في معركة غير متكافئة من حيث المنظور العسكري وطلب العدو الإسرائيلي ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وقف إطلاق النار ولكن جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه، والذي كان يشرف بنفسه على قيادة المعركة أمر باستمرار القتال حتى خروج آخر جندي إسرائيلي من ساحة المعركة واندحار القوات الغازية الى ما وراء النهر تاركة خلفها جثث قتلاها والعديد من آلياتها والتي لم تتمكن من اخلائها من أرض المعركة حيث غنمها الجيش العربي وتم عرضه للمواطنين في عاصمتنا الحبيبة عمان عاصمة ملوك بني هاشم الأطهار.
الرحمة والخلود لشهداء معركة الكرامة، والتي ترفرف أرواحهم الطاهرة الى جانب
أرواح صحابتنا الأجلاء رضوان الله عليهم في غور الأردن، قال تعالى في محكم تنزيله: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}
“وكل التحية والإعتزاز والتقدير لذوي الشهداء وأبناء وبنات شهداء الكرامة .
ستبقى معركة الكرامة الخالدة عنوانًا للنصر والصبر وملحمةً خالدة في تاريخ الأردنيين حيث صاغ جيشنا العربي المصطفوي نصر العرب في يوم الكرامة .
سلام على الكرامة وسلام على سفوحها وهضابها وأسوارها وعلى صرحها التذكاري الذي يزينه أسماء شهداء معركة الكرامة….
حمى الله الأردن تحت ظل الراية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم عميد آل البيت وسليل الدوحة النبوية الشريفة وحفظ الله ولي عهده الأمين.