يوسف باشا الحنيطي.. قلبي يحب الجيش..

محمود عطاالله كريشان

أبدا.. لم يكن يسعى  لـ»أن يكون بيتا في قصيدة او خبرا في جريدة»، لأنه القادم من كبرى مؤسسات الوطن «القوات المسلحة»، لذلك هو من المحافظين على أخلاق وأبجديات الجيش العربي العظيم، في العمل والعطاء والإنجاز بصمت وهدوء، بعيدا عن الضوضاء والأضواء اوالبحث عن النجومية والاستعراض، فهو ابن الجيش الذي يعود دوما منتصرا، فنقوش البطولة الوطنية والتضحيات والكرامة.. محفورة على جينات الأردنيين..
انه اللواء الركن الطيار يوسف الحنيطي، القادم من رحم الجندية الأردنية النقية، جاء وتدرج في الرتب العسكرية، متزينا بالبوريه التي عشقها منذ بواكير الصبا، والنياشين، التي تُزين صدره العامر بحب الأردن، وقد تقلدها عن جدارة وإستحقاق، طوال مسيرة حافلة بالصعاب والتحدي والإقدام، في ميادين الرجولة، ومضارب الجيش المصطفوي العظيم.
الباشا الحنيطي الذي قال عنه جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني، عندما أوكل إليه رئاسة هيئة الأركان المشتركة في 24 تموز 2019: «وإنني، وإذ أعهد إليك بشرف وواجب حمل هذه المسؤولية، لما خبرته فيك من كفاءة وقدرة في مختلف المواقع، التي توليت خلال خدمتك الطويلة والمتميزة في قواتنا المسلحة الأردنية الجيش العربي، لأوجه من خلال هذه الرسالة، تحية عربية هاشمية ملؤها الاعتزاز والتقدير العالي والراسخ لقواتنا المسلحة – الجيش العربي المصطفوي الباسل، درع الوطن وسياجه الحامي ولمنتسبيها الأشاوس من ضباط وضباط صف وأفراد من أبناء وبنات أسرتنا الأردنية الواحدة المتعاضدة والمتحابة دوما، بإذن الله، وزملائهم وزميلاتهم من رفاق السلاح من منتسبي أجهزتنا الأمنية كافة»..
يوسف باشا.. والده الشيخ احمد الحنيطي الذي كان أحد أبطال معركة الكرامة، ولم يعرف الخوف يوما، وقد ولد اللواء يوسف الحنيطي عام 1959 وكان قبل ذلك قائداً لسلاح الجو الملكي الأردني منذ سنة 2016، ويعتبر الحنيطي أول رئيس أركان قادم من سلاح الجو في الأردن، وبدأ الحنيطي مسيرته العسكرية في سلاح الجو الملكي الأردني كمرشح في كلية الملك حسين الجوية سنة 1978، ثم أصبح طياراً في السرب 17 في قاعدة الأمير الحسن الجوية سنة 1981، ثم طياراً في السرب 9 في قاعدة الملك فيصل بن عبد العزيز الجوية سنة 1982، ليصبح عام 1983 طياراً مقاتلاً، وأصبح مدرباً سنة 1989، و تمت ترقية الحنيطي قائداً للسرب السادس قاعدة الأمير حسن الجوية سنة 1997، ثم رئيساً لشعبة العمليات والخطط سنة 2003، ثم قائد جناح الطيران في قاعدة موفق السلطي الجوية في الفترة (2008 – 2010)، وكان آمر كلية الملك حسين الجوية في الفترة (2010 – 2012).
أصبح الحنيطي مشرفاً على عمليات التدريب الجوي بشكل عام في الأردن سنة 2012، ليتم ترقيته بعدها إلى مدير العمليات الجوية في الفترة (2013 – 2015)، أخيراً وصل إلى منصب مساعد قائد سلاح الجو الملكي للعمليات والدفاع الجوي في 9 يوليو 2015، ثم قائداً لسلاح الجو الملكي الأردني في 22 كانون الأول 2016، وبقي في هذا المنصب حتى تم تعيينه رئيس هيئة الأركان المشتركة في 24 تموز 2019 وحتى الآن.
اللواء الركن الحنيطي رئيس هيئة الأركان رقم (17) في تاريخ قادة ورؤساء أركان الجيش العربي، الملتصق بدستور الشرف العسكري، الذي يتمركز على أسمى المعاني وأفضل وأنبل الغايات والمثل التي تتحلى بها وتطبقها الجندية الحقة، من خلال الشعار النابع من الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والإنتماء للأردن وقيادته الهاشمية، وتأكيده على صون الدستور ووضوح المهمة الجليلة الدفاع عن الوطن، والإرتباط بأبناء الشعب بمختلف فئاته، ووضع مصلحة الأردن فوق كل إعتبار ونبذ الإقليمية والطائفية والتحلي بالأخلاق والمثل العسكرية، وعنوانها الطاعة والإنضباطية، وأداء الواجبات بكل أمانة وإخلاص وحيادية.
بقي يوسف باشا.. عنوانا لنشاط عسكري متمترس لا يعرف السكون والهوادة والكسل، ويتميز بشبكة مواصفات فريدة يتمثل أهمها في سعة أفقه وحركته الدائبة المنتجة وإخلاصه لوطنه وقيادته ولرفاق السلاح سواء من هم على رأس عملهم او من احيلوا الى التقاعد من شتى الرتب.. فالأردن دوما يراهن على وطنية جيشه.. والذي يكون دائما وأبدا عند حسن الظن.. يحمي الحدود.. يحفظ الكرامة.. يرفع راية الأردن خفاقة قوية..
خلاصة القول:.. يوسف باشا الحنيطي.. الضالع في الكياسة وحسن المعشر، الحافظ للعهد، متسلح بموفور الدماثة، وكل الإحترام، إمتثالا لما تربى عليه في مضارب الجيش العظيم، وأعلى درجات الهيبة والأمانة، والإيقاع الوطني، بكامل هيبته.. وبكل ما في الكلمة من شمائل رفيعة، والإنتماء الوطني في أرقى مراحله.. و: هذي النُّجودُ مِنَ الزنود رمالُها والأوفياءُ الطّيبّونَ: رِجالُها العادياتُ: خيولُها، لم تَفْترِقْ عَنْ ساحِها.. والصّابراتُ: جِمالُها!.. صَحْراءُ.. إلاّ أَنّ سَعْفَ نَخيلهِا قُضُبٌ.. يَعزُّ على الدّخيلِ مَنالُها وفقيرةٌ.. لكنّ يابِسَ شيحهِا لا الأرضُ تَعْدِلُهُ، ولا أموالُها!

الدستور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة