عجلون.. مخلفات التنزه تتفاقم رغم الجهود التوعوية المكثفة

– رغم كل الجهود المبذولة والحلول المتبعة، ما تزال مخلفات التنزه في محافظة عجلون، خصوصا خلال العطل والإجازات الطويلة، تترك بكميات كبيرة في مواقع التنزه وسط الغابات وبمحيط المواقع الأثرية والسياحية، ما يسبب تلوثا بيئيا وصحيا وبصريا، ويشكل في الوقت ذاته، تحديا أمام الجهات المعنية من رسمية وتطوعية، بحيث تستنزف جزءا كبيرا من إمكاناتها وطاقاتها لجمعها من تلك الأماكن.
ويرى متابعون وناشطون أن الرهان للحد من المشكلة أو القضاء عليها تماما، لا يمكن أن يتم بالدرجة الأولى إلا بنشر الوعي وثقافة الحفاظ على نظافة المواقع السياحية عبر مختلف المنابر، وتغليظ العقوبات وتفعيلها بحق المخالفين.
ويقول الناشط يوسف المومني، إن ظاهرة ترك مخلفات التنزه تتسبب بتلوث بيئي وبصري وأضرار صحية، وتشكل تحديا أمام مختلف الجهات المعنية، رغم كل الجهود العملية والتطوعية المبذولة، ما يستدعي التركيز على نشر الوعي الممنهج بمخاطرها على التنمية، وتكثيف الجهود، وتغليظ العقوبات وتفعيلها بشكل يضمن إنهاء هذه الظاهرة، أو جعلها بحدودها الدنيا على أقل تقدير.
وأكد المومني أنه لا يقبل أن تبقى النفايات، والتي جلها أكياس بلاستيكية بألوانها القاتمة، متناثرة على جوانب الطرق ووسط الغابات، خصوصا بالقرب من أكثر المناطق أهمية سياحية، وهي قلعة عجلون والتلفريك والمحمية، مخلفة مشاهد منفرة وضارة بالبيئة.
أضرار بيئية كبيرة على السياحة والزراعة
ويقول المواطن عبدالله بني نصر، إن هذه البؤرة الساخنة المتعلقة بمخلفات التنزه، ينبغي أن ننتهي منها بشتى الطرق الممكنة، فهي ذات أضرار بيئية كبيرة على السياحة والزراعة، وربما تكون معيقا أمام الاستثمارات المتنوعة، ما يستدعي أن تعالج بشكل جذري.
وأضاف بني نصر أن التخلص من هذه البؤرة أصبح ضرورة للنهضة التنموية، إذ لم تعد القضية مسألة رفاهية، بقدر ما هي حاجة أساسية يجب إنجازها، وبالتزامن مع النهضة التنموية والسياحية التي تشهدها المحافظة، لافتا إلى أهمية زيادة الدعم للجهات الرقابية، ونشر الوعي المجتمعي، وتفعيل التشريعات التي تضمن إيجاد الحلول الجذرية للعديد من البؤر الساخنة منذ عقود، خصوصا مع تضاعف زوار المحافظة، لا سيما خلال العطل والإجازات الطويلة، وكما حدث مؤخرا خلال إجازة عيد الفطر.
ووفق أرقام مديرية سياحة المحافظة، فقد استقبلت عجلون بكافة مواقعها السياحية والطبيعية والتاريخية والترفيهية والمسارات السياحية الجمعة الماضية نحو 50 ألف زائر من الأردنيين والأشقاء العرب والأجانب من مختلف الجنسيات.
وأكدت المديرية أن قلعة عجلون وموقع مار الياس الأثري التاريخي والتلفريك وغابات اشتفينا ومحمية غابات عجلون وشلالات راجب وسد كفرنجة والسوس والمنتجعات والمتنزهات والأكواخ السياحية، شهدت حركة سياحية نشطة خلال إجازة العيد، بحيث استقبل تلفريك عجلون 11 ألف زائر، فيما استقبلت محمية غابات عجلون 10 آلاف زائر.
الدعوة إلى تكثيف الرقابة
ويؤكد الناشط نبيل الصمادي، أن المحافظة ما تزال، ورغم كل الجهود الرسمية والتطوعية والتوعوية، تعاني من انتشار النفايات، والتي تشكل آثارا سلبية على البيئة والصحة والزراعة والسياحة، مشيرا إلى أنها تتزايد مع وجود مشاريع جاذبة للزوار، كمشروع التلفريك، إذ لا يعقل أن تشاهد في المناطق المحيطة بالمشروع كميات كبيرة من مخلفات التنزه، وداعيا كذلك إلى تكثيف الرقابة من الجهات المعنية بمحيط المناطق التي تستقطب المتنزهين، كمحيط قلعة عجلون ومحمية غابات عجلون، ومشروع التلفريك، وتوزيع العديد من الحاويات، وتعيين عمال نظافة دائمين.
وقال الصمادي إن مخلفات التنزه، والطرح العشوائي للأنقاض، تشكل تهديدا مباشرا للغابات، وتشويها للطبيعة، مبينا أن أغلبها ناتج عن مخلفات التنزه، وستبقى تؤثر سلبًا على عموم التنمية خصوصا السياحية، ما يستدعي تشديد الرقابة على مواقع التنزه واتخاذ العقوبات المناسبة بحق المخالفات البيئية.
كما دعا جميع المتنزهين إلى الحرص على نظافة المنطقة، وتجنب ترك المخلفات والنفايات خلفهم، ويفضل تجميعها في أكياس، ووضعها في أقرب حاوية نفايات.
ومؤخرا، وفي إطار جهودهم في الحفاظ على البيئة والمناطق السياحية في المحافظة، فقد تمكنت كوادر قسم النظافة التابع لمجلس الخدمات المشتركة في عجلون من جمع أكثر من 1700 كيس نفايات من المناطق السياحية والمواقع المختلفة في محافظة عجلون خلال اليومين الماضيين.
من جهته، أكد المراقب الميداني في مجلس الخدمات المشتركة خلدون المومني، أنه بمتابعة وإشراف مباشر من مدير المجلس المهندس وليد الدرادكة، فقد انتشرت كوادر المجلس في عدد من المناطق السياحية كمحيط قلعة عجلون والتلفريك وشارع القلعة ومناطق اشتفينا وغيرها من المناطق السياحية التي شهدت إقبالًا كبيرًا خلال الأيام الماضية.
ولفت المومني إلى أن غالبية زوار المحافظة وللأسف الشديد تركوا وراءهم كميات كبيرة من النفايات رغم وجود حاويات قريبة من المواقع التي قاموا بزيارتها، داعيا الجميع إلى الحفاظ على البيئة ونظافة المواقع السياحية والغابات وتركها كما كانت نظيفة.
عشرات المحاضرات التوعوية سنويا
وأكد أن كميات النفايات الضخمة التي تم جمعها من المواقع المختلفة في المحافظة تشير إلى أن كثيرا من زوار المحافظة لم يلتزموا بالحفاظ على نظافة هذه المواقع.
وأضاف المومني أن كوادر مجلس الخدمات المشتركة نفذت خلال شهر رمضان المبارك وقبل عطلة عيد الفطر حملات نظافة شملت غالبية المواقع السياحية، إلا أن عدد الزوار الكبير الذي زار المحافظة خلال عطلة العيد أعاد الأمور إلى ما كانت عليه، ما يستدعي تنفيذ حملات توعوية كبيرة لزوار المحافظة لحثهم على الحفاظ على المناطق التي يزورونها وتركها نظيفة كما كانت قبل زيارتهم لها.
بدورهم، يؤكد مسؤولو مديرية البيئة والإدارة الملكية لحماية البيئة والدوائر ذات العلاقة من شرطة ودفاع مدني وبلديات وزراعة وصحة ومياه وتربية، أنهم ينفذون مهاما وواجبات مكثفة للحفاظ على البيئة والثروة الحرجية، مشددين على أن الحفاظ على سلامة البيئة من التلوث ومخلفات التنزه مسؤولية الجميع.
وأكدت مصادر مديرية البيئة في المحافظة، أن قسم التوعية في المديرية ينظم بالشراكة مع الإدارة الملكية لحماية البيئة والزراعة عشرات المحاضرات التوعوية سنويا، وتشمل التوعية والتثقيف حول مخاطر وأضرار الرمي العشوائي للنفايات على البيئة، مشيرة إلى أن المديرية تتعامل سنويا مع مئات الشكاوى البيئية المختلفة داخل المحافظة، والمشاركة في عدة حملات تطوعية للحفاظ على البيئة في منطقة اشتفينا ومناطق أخرى تشهد كثافة بعدد زوار المحافظة من داخل المملكة وخارجها.
إلى ذلك، ثمن رئيس مجلس محافظة عجلون عمر المومني، الجهود التشاركية بين المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني في هذا الإطار، وضرورة إطلاق المبادرات التوعوية التي من شأنها تعزيز وتعميق السلوكيات الإيجابية تجاه البيئة والحفاظ على نظافة الغابات ومواقع التنزه.
وأكد المومني أن المجلس يخصص سنويا عشرات آلاف الدنانير لشراء حاويات معدنية للنفايات، وتوزيعها على البلديات ومديرية السياحة ومحمية غابات عجلون للمحافظة على البيئة والصحة والسلامة العامة.
عامر خطاطبه/ الغد