ترامب ونتن ياهو واللقاء المرتقب


نسيم العنيزات

من المتوقع أن يزور رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي نتن ياهو الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الإثنين ويلتقي رئيسها ترامب في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط غليانا وحالة من عدم الاستقرار وموجة احتجاجات شعبية أمريكية على قرارات رئيس دولتهم الداخلية والخارجية.
ومع ان زيارة اليوم لنتن ياهو هي المرة الثانية التي يلتقي فيها ترامب منذ ولايته في كانون الثاني الا ان توقيتها يعتبر مهما في ظل تشابك الملفات واشتداد تعقيداتها بعد ان تم تقديم موعد الزيارة الذي كان مقررا في الخامس عشر من الشهر الجاري.
وعلى الرغم من تسريبات الصحافة الغربية والأمريكية عن بعض بنود جدول اعمال المناقشات والتي من أبرزها الملفين الإيراني واللبناني وموضوع الرسوم الجمركية، الا ان أحداث غزة وما تتعرض له من حرب همجية وإبادة جماعية ستكون حاضرا بقوة.
خاصة بعد تصريحات ترامب الأخير بأن معاناة سكان غزة يجب ان تنتهي وهذا يحمل سيناريوهين اثنين لا ثالث لهما حيث ستفرض خطة ترامب ومقترحاته السابقة حول تهجير السكان وإعادة بناء القطاع من جديدة نفسها بقوة وذلك بعد تغييب الخطة المصرية التي تبنتها جامعة الدولة العربية بالإجماع.
هذه الخطة التي لم تر النور منذ الإعلان عنها وتبنيها عربيا في غياب الدعم العربي الكامل والموقف الرمادي منها لبعض الدول العربية.
وباستثناء الأردن ومصر وعدد قليل من الدول العربية لم نشهد اي جهود دبلوماسية للدفاع عنها أو تسويقها لا بل ان البعض يسعى بالخفاء إلى افشالها حتى ان منظمة التحرير الفلسطينية غير مقتنعة وليست معنية بها.
الامر الذي سيعطي مبررا للرئيس الامريكي للمضي بخطته بحجة ان العرب لم يستغلوا فرصة انفتاحه على اي مقترحات واقعية وقابلة للتنفيذ.
وبناء على المعطيات وما يصدر عن الرئيس الامريكي من تصريحات فإن نتن ياهو لن يعود بخفي حنين وسيحصل على بطاقات خضراء وجوائز يواجه فيها معارضيه خاصة على صعيد قطاع غزة والبدء فورا بتنفيذ مخطط التهجير الذي على ما يبدو أنه لم يولد سفاحا بل كان مخططا له ومرسوما في الاذهان والدليل على ذلك انشاء وحدة خاصة معنية بتهجير أبناء القطاع.
اما السيناريو الآخر الاتفاق على عودة جزئية لصفقة الرهائن بهدف إطلاق أكبر عدد ممكن منهم مقابل التهدئة ودخول مساعدات إنسانية دون العودة الى نصوص وبنود الاتفاق بشكلها الشمولي في ظل توافق أمريكي إسرائيلي على نزع أسلحة حماس ومغادرة قياداتها وتسليم الرهائن واستثنائها من اي دور سياسي.
وتمهيد الطريق نحو التطبيع وتنفيذ الممر التجاري.
كما سيحصل نتن ياهو ايضا على ضمانات امريكية لضم بعض المستوطنات الامر الذي سيدعمه ويقوي موقفه.
وبذلك يكون العرب قد اضاعوا فرصة الخطة المصرية والبناء عليها وقدموا مبررا آخر لدولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية للمضي في خططهم التوسعية والتهجيرية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.