مش زابطه باللهجة العامية // د. رياض خليف الشديفات

=
من غريب هذا الزمن زادت المدارس وقلً العلم والتعليم … وزادت الجامعات وقلً المثقفون وزاد أشباه المتعلمين وأدعياء العلم ….. وكثرت المؤهلات وقلتً قيمتها ودورها في خدمة المجتمع …. وزاد عدد المكتبات والكتب وقلً القراء لدرجة أن المكتبات العامة والخاصة تشكو من قلة القراء والرواد.
وزاد الحديث عن الدين فقلً المتدينون بين الناس فهماً وتطبيقاً وسلوكاً بجعله لدى فئات كثيرة من الناس مجرد طقوس وشكليات لا أثر لها في عالم المعاملات والحلال والحرام والسلوك اليومي ….. وزادت اعداد المساجد وقلً الإيمان وأثره في الحياة …. وزاد عدد المصلين وتراجعت قيمة الصلاة وأثرها في التعامل اليومي بين الناس …. وزاد المعتمرون والحجاج وتراجع دورهما في ضبط السلوك حتى قيل ” يروح قدوم ويرجع منشار ” …. وكثر الواعظون وقلً الذين يتعظون ….. وزاد الاهتمام بالتربية وقل الذين طبقوا ما تربوا عليه…. وزاد عدد الأطباء وتقدم الطب وزاد المرض والمعاناة بين الناس.
وزاد الحديث عن حقوق الإنسان فقلت حقوقه معاملة وتوظيفاً وكرامة …. وزاد الحديث عن الآباء والأمهات فزاد عقوق الوالدين وقلً الأدب والاحترام لهما … وزاد الحديث عن حقوق المرأة فزادت نسبة العنوسة والطلاق والمشاكل الأسرية والاجتماعية……. وزادت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ورافق هذه الزيادة الغثاء في الطرح والمحتوى والمضمون … وزاد الحديث عن الفساد ومحاربته فزادت صور الفساد …. وكثرت جهات الرقابة الإدارية والمالية فقلً معها الأمناء والأوفياء …. وزاد العمال وقلً الإنتاج في المجتمع …وتنافس الناس على المصالح لتتراجع المبادئ والقيم …. ومن الواضح جداً أنها ” مش زابطه “باللهجة العامية …. والله المستعان.