الضرائب: ضريبة على الحياة نفسها! // د. باسم القضاة

عزيزي المواطن، هل استيقظت اليوم سعيدًا؟ هل شعرت بنشاط غير معتاد؟ جميل… يبدو أنك لم تتذكّر الضرائب بعد. لا تقلق، الدولة تتذكر عنك!
الضرائب هي تلك اللمسة السحرية التي ترافقك في كل لحظة، من أول كوب قهوة تشتريه، حتى آخر نفس تتنفسه… ربما قريبًا سنسمع عن “ضريبة الأوكسجين النقي”، حفاظًا على البيئة طبعًا، لا شيء شخصي!
تبدأ الحكاية عندما… تعمل!
نعم، ما إن تبدأ في كسب أول راتب في حياتك، حتى تتذكر الحكومة فجأة أنك موجود. تهنئك على نجاحك… ثم تقتطع منه جزءًا باسم “ضريبة الدخل”. ماشي، نتحمّل، الوطن بحاجة. لكن لحظة! أنت تدفع ضريبة، والشارع لا زال مليئًا بالحفر؟ الكهرباء تقطع؟ الإنترنت بطيء؟ عادي… المهم الشعور بالانتماء!
ثم تذهب لتصرف راتبك… وهنا المفاجأة!
تشتري خبزًا؟ هناك ضريبة. تملأ البنزين؟ ضريبة. تشرب ماءً؟ ضريبة. تشهق؟ على وشك. وكأن الحكومة تقول لك: “أنت لا تشتري الشيء فقط، بل تشتري حقك في شرائه أيضاً!”
وإذا فكرت في الادخار؟
هنا تبدأ لعبة الشطرنج: البنك يقتطع، الدولة تقتطع، وحتى الحظ نفسه يقتطع. تريد أن تفتح مشروعًا صغيرًا؟ مبادرة ممتازة! لكن انتبه، الضرائب جاهزة: دخل، مبيعات، تأمين، ترخيص، وتصريح لتصريح الترخيص!
أما إذا اعترضت؟
سريعًا سيذكروك أن الضرائب واجب وطني، وأنها تستخدم لبناء المدارس والمستشفيات والطرقات… أين؟ لا أحد يعلم. ربما في مكان سري مثل كنز علي بابا.
في الختام
نحن لا نكره الضرائب، نحن فقط نحب أن نفهم: لماذا ندفع كثيرًا ونأخذ قليلاً؟ لماذا نشعر أن الوطن يحبنا فقط عند الجباية؟ وهل سنعيش يومًا نرى فيه ضريبة تترجم إلى خدمة، لا إلى نكتة؟
إلى أن يحدث ذلك… تذكر: في هذا العالم، هناك أمران لا مفر منهما… الموت والضرائب. والموت أرحم أحيانًا!