كيف يُمكن تنمية منطقة جنوب عجلون ووضعها على الخارطة السياحية للمملكة ؟!


منذر محمد الزغول

=

 يدور منذ فترة من الزمن حديث بيني وبين عدد من الأصدقاء  يتعلق بكيفية تنمية و تنشيط مناطق جنوب عجلون  التي تضم منطقة عنجرة والمناطق المحيطة فيها إضافة الى تجمع قرى الصفا سياحيا ووضعها أيضا على الخارطة السياحية للمملكة . 

بداية لا أنكر أن هناك اتهامات كثيرة من أهالي هذه المناطق يتعلق بتهميش أصحاب القرار لها ، مؤكدين أيضاً أن أصحاب القرار لم يبادروا ولم يقدموا أي خطوات على أرض الواقع لتنمية وتنشيط المنطقة سياحيا .

على كل من يعرف محافظة عجلون جيداً يعرف أن المحافظة كلها سياحية  بإمتياز من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها ، وفيها أيضا مواقع سياحية وأثرية لا تُعد ولا تحصى ، واليوم أصبح فيها منشآت سياحية تضاهي أكبر المنشآت السياحية على مستوى المملكة ، وقد  توجت هذه المشاريع  بإنطلاق مشروع التلفريك الذي أحدث نقلة نوعية في مجال السياحة في محافظة عجلون ، وهناك مشاريع سياحية عملاقة في طريقها للمحافظة ، ومن هذه المشاريع ما تم  البدء فيه بالفعل على أرض الواقع .

بالعودة الى مناطق جنوب عجلون ، فحقيقة هذه المناطق لم تأخذ نصيبها على الإطلاق من  التنمية والحركة السياحية التي تشهدها المحافظة حاليا ، وهو الأمر الذي بدأ يثير تساؤلات كبيرة عند أهالي هذه المناطق ، وهم بالفعل مُحقين بكل تساؤلاتهم  حول ما يجري من هذا التهميش لمناطقهم . 

حقيقة إذا عدنا الى مقومات السياحة في أي منطقة كطبيعة المنطقة والتضاريس والجغرافيا  والمناخ والتنوع البيئي  وشلالات وينابيع المياه  والبنية التحتية  وهناك أيضا سياحة دينية وثقافية ورياضية وعلاجية وكل هذا يتطلب أن تكون المنطقة آمنة وهو الأمر الأهم الذي يبحث عنه أي سائح وزائر .

في مناطق عنجرة وأطرافها وتجمع قرى الصفا كل هذه المقومات موجودة تقريبا ، فطبيعة المنطقة خلابة جدا ، وفيها الكثير من ينابيع وشلالات المياه ، وفيها من الجمال ما قد لا تجده في أي منطقة أخرى ، ومؤخرا أصبح في المنطقة مشاريع سياحية  هامة جدا ، وحدث ولا حرج عن المواقع الأثرية والسياحية الأخرى في المنطقة ، ففيها منطقة البدية التي تقع على طريق عنجرة الساخنة ، وهذا الموقع من أهم المواقع الأثرية على مستوى محافظة عجلون والمملكة ، وهناك آثار هامة جدا في مناطق سرابيس وشمسين والحزار ووادي  أبو محمود وفي جميع قرى الصفا ، وهناك أيضا موقع هام جدا في منطقة الخشيبة وهو مغارة وردة التي تُعتبر من أهم المواقع الأثرية على مستوى المملكة ، لكن للأسف الشديد الموقع مهمل جدا ولم يحظى بأي عناية تذكر ، وبخصوص المواقع الدينية ففي عنجرة أحد أهم المواقع الدينية على مستوى المملكة وهو كنيسة سيدة الجبل الموقع المعتمد للحج المسيحي ، حيث كان يشهد هذا الموقع في السنوات السابقة عدد كبير جدا من الزوار ، إلا أن عدد الزوار بدأ يتراجع كثيرا لأسباب لم نعد نفهمها .

من هذا السرد السريع لواقع المنطقة وأهميتها السياحية نرى أن المنطقة من الممكن أن تكون منطقة جذب سياحي هام  للزوار من داخل وخارج الأردن ، ولكن  في هذا المجال أقترح لتنشيط  المنطقة سياحيا ووضعها  على الخارطة السياحية للمملكة وأن تكون كباقي مناطق المحافظة  ما يلي

أولا: المنطقة بحاجة ماسة  الى إعادة تأهيل شاملة للبنية التحتية فيها وخاصة فيما يتعلق بإكمال العمل بطريق ساكب الصفصافة الساخنة ، وطريق الجبل الأخضر الخشيبة الذي يربط المنطقة بالعاصمة عمان ، وهذا الطريق من الممكن أن يكون أحد الطرق الهامة التي تربط محافظة عجلون بالعاصمة عمان ، وهناك أيضا بعض الطرق الفرعية بأطراف مدينة عنجرة  يجب العمل على إعادة تأهيلها .

ثانيا: يجب على أصحاب القرار في عجلون وعمان  شمول المنطقة ببعض المشاريع السياحية كالتي نتجت عن المخطط الشمولي للمحافظة ، ومن الضروري أن تتولى الحكومة إقامة عدد من  المتنزهات والحدائق في المنطقة .

ثالثا: من الضروري جدا الحفاظ على الثروة الحرجية في المنطقة  واتخاذ كافة التدابير الممكنة للحفاظ على هذه الثروة العظيمة لأنها تعتبر أحد أهم  وسائل تنشيط السياحة في المنطقة .

رابعا: أهالي المنطقة يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية وعليهم العمل بشتى الطرق والسبل لتسويق منطقتهم والترويج لها وعدم انتظار أي أحد لمساعدتهم في هذا المجال .

خامسا: تُعتبر الزراعة وبالذات الزيتون والإسكدنيا  إحدى أهم الزراعات في المنطقة ، فزيتون وزيت المنطقة بالإضافة الى الإسكدنيا التي تزرع بكثافة في منطقتي راجب والزراعة  والعديد من الزراعات الأخرى من العوامل التي من الممكن العمل عليها لتنشيط السياحة في المنطقة ، وبالفعل في  أوقات الزيتون والإسكدنيا يزور المحافظة عدد كبير من الزوار للتسوق من هاتين المادتين .

سادسا: يجب الحفاظ على مصادر ينابيع وشلالات المياه في المنطقة لأنها تُعتبر من أهم وسائل تشجيع السياحة في المنطقة 

سابعا : من المهم أن تقوم مديرية سياحة عجلون بتفعيل المسارات السياحية الموجودة في المنطقة واستحداث مسارات أخرى لأن المنطقة حافلة بالمواقع السياحية والأثرية.

ثامنا: من المهم دعم أصحاب المشاريع السياحية في المنطقة ومساعدتهم  على ترخيص مشاريعهم ، فالكثير منهم دفع مبالغ طائلة للإستثمار في المنطقة  ولكن لغاية الآن ما يزال الكثير منهم يواجه عقبات كثيرة ليس في الترخيص فحسب ، بل أيضا بخدمات البنية التحتية .

تاسعا: كل هذه المقومات يلزمها بالطبع أن يشعر الزائر بالأمن والأمان ، وهي بالطبع موجودة ، فالمنطقة أمنة جدا وأهالي المنطقة متعاونين الى أبعد الحدود مع زوارهم ، لكن بالطبع الوجود الأمني المستمر في المواقع السياحية والمنطقة بشكل عام  يُشعر الزائر بمزيد من الأمن والإطمئنان ، وهنا أيضا أقترح  إعادة فكرة إحياء وجود المركز الأمني في المنطقة ، لأن وجود المركز الأمني  سيساهم أيضا  على تشجيع المستثمرين للإستثمار في المنطقة وكذلك تشجيع البنوك والمؤسسات المختلفة ليكون لها تواجد في المنطقة . 

أخيرا بالطبع هناك العديد من الإقتراحات لوضعها على طاولة أصحاب القرار لعل وعسى أن تأخذ المنطقة نصيبها من التنمية والسياحة ، فهذه المنطقة أنجبت وقدمت للوطن شهداء و رجال كبار  كان لهم أطيب الأثر في خدمة الوطن وقائد الوطن ، لذلك آن الأوان  للدولة بكل مؤسساتها ووزارتها  وأجهزتها  أن تلفت لهذه المنطقة التي عانت وما تزال من التهميش والحرمان  لأسباب  لا نعلمها و لا أعتقد أن لها  وجود على أرض الواقع ، بل إن المنطقة وأهلها الكرام الطيبين كانوا على الدوام خير سند للوطن وقائد الوطن حفظه الله ورعاه ، وهم خير من يكرمون ضيوفهم  حتى لو كان ذلك على حساب قوت أهلهم وعيالهم .

 

والله من وراء القصد،،،

 

بقلم/ منذر محمد  الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية

عضو مجلس محافظة عجلون

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.