صدور كتاب “القدس قبل الإسلام” لزيدان كفافي
صدر عن دار الشروق بعمّان، وبدعم من وزارة الثقافة كتاب بعنوان “القدس قبل الإسلام بين النصوص التوراتية والمصادر التاريخية والآثار”، لأستاذ الآثار والأنثروبولوجيا د. زيدان عبدالكافي كفافي رئيس جامعة اليرموك سابقا، ويتكون الكتاب من “14”، فصلاً ومقدمة وخاتمة وقائمة مراجع “55”، لوحة توضيحية ملونة.
يتحدث الفصل الأول عن جغرافية القدس، والفصل الثاني عن الدراسات الأثرية الميدانية التي جرت في القدس ابتداء من النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى الوقت الحاضر.
ويذكر المؤلف على الصفحة 34 من الكتاب “يظهر أنه وبعد ظهور نتائج حفريات الأنفاق التي لم تخدم وجهة النظر الإسرائيلية بشكل خاص، وعلماء اللاهوت بشكل عام، أن بعضاً من الآثاريين الإسرائيليين قد اقتنعوا الآن بعدم وجود لبقايا مدينة من القرن العاشر قبل الميلاد في منطقة الحرم الشريف فانتقلوا باحثين عنها في منطقة “الظهورة”.
بينما الفصل الثالث تضمن الخطوات الأولى للإنسان على تراب القدس وتعود لحوالي 250 ألف سنة من الحاضر، إذ عثر على أدوات صوانية في منطقة الشيخ جراح بالقدس تعود للإنسان المتنقل والجامع للقوت. وتشير المخلفات الأثرية إلى أن بداية الاستقرار في المنطقة كانت بالقرب من عين سلوان/ستنا مريم وتؤرخ للألف الرابع قبل الميلاد. وتثبت نتائج الحفريات الأثرية في القدس أن الناس لم ينقطعوا عن السكنى في القدس والمناطق المحيطة بها منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الوقت الحاضر.
أما الفصل الرابع فيتحدث عن القدس في المصادر التاريخية المكتوبة والتي عثر عليها في مصر وبلاد الرافدين. وأشارت المصادر الفرعونية المكتوبة بالخط الهيروغليفي بأن أقدم ذكر لإسم المكان “أورشليمم” قد كتب في نصوص تسمى “نصوص اللعن”، وتؤرخ لحوالي 1900 قبل الميلاد. وبقي الاسم متداولاً في الكتابات التاريخية اللاحقة، فيما يتعرض الفصل الخامس للنصوص التوراتية والتي بنصوص من سفر التكوين وتتحدث عن ارتحال “أبرام” من جنوبي العراق الحالي وانتهاءه في بلاد كنعان، ومن ثم مناقشة آراء بعض العلماء لهذا النص التوراتي. وتشتمل القصة التوراتية أيضاً على قصة يوسف ورحلته وإقامته في مصر.
وفي الفصل الثامن؛ تأسست في فلسطين أقدم القرى والمدن، وكانت أورشاليمم من أقدم المدن الكنعانية التي تأسست في حوالي 1900 قبل الميلاد، كما أن أميرها والذي حكمها في حوالي 1400 قبل الميلاد أرسل رسالة – من ضمن رسائل تل العمارنة- للفرعون المصري. كما ويناقش هذا الفصل النظريات التي تحدثت حول دخول الإسرائليين إلى فلسطين، فيما يتناول الفصل التاسع من الكتاب لما جرى لمدينة “أورشليم” خلال الفترة بين حوالي 1200 و923 قبل الميلاد.
يتحدث الفصل الحادي عشر عن أورشليم بعد دخول اليونان إليها بعد انتصار الإسكندر المقدوني على الملك الفارسي داريوس/دارا في معركة إبسوس التي جرت في العام 333 قبل الميلاد. كما ويبين هذا الفصل تاثير الحضارة والثقافة اليونانية وإحلالها محل الشرقية من حيث العمارة وتخطيط المدن واستخدام اللغة اليونانية كلغة رسمية. ومن الملاحظ أن اليونانيين قد أعطوا المكابيين حكماً ذاتياً خلال فترة سيطرتهم بشهادة ما ورد في سفر المكابيين الأول.
أما الفصل الثالث عشر فيحكي عن تاريخ وآثار “إيليا كابيتولينا” في الفترة بين العامين 135- 324 ميلادي التي بنيت حسب مخططات المدن اليونانية-الرومية. واليهود الذين طردوا من إيليا-كابيتولينا بعد إخماد ثورة بار-كوخبا. شهدت إيليا المسيحية (324 – 638 ميلادي) توسعاً لا سابق له، إذ أعاد الامبراطور قسطنطين للمدينة أهميتها بعد أن تحولت لقرية صغيرة، بينما يتحدث الفصل الرابع عشر عن نتائج الحفريات الأثرية التي جرت في المدينة وكشفت عن مبان عمرانية ضخمة لا يزال بعضها ماثلاً للعيان.
عزيزة علي/ الغد
التعليقات مغلقة.