اللجنة الملكية..بالونات إختبار وحرس قديم..!
د. مفضي المومني
=
بقلم / د. مفضي المومني.
اللجنة الملكية حديث الناس هذه الأيام، ولدت في فترة من الترقب ووصول الناس إلى قناعات بعدم وجود نوايا للإصلاح، ورافقها ورافق تشكيلها الكثير مما قيل أو لم يقل بعد، ولأن شعبنا أصبح أقصى ردات الفعل لديه التكيف مع كل ما هو ضده، من فساد وضغوطات إقتصادية وشظف عيش وإنعدام الرؤيا بغدٍ أفضل، لأسباب أولها إيمانه بوطنه وبالنظام، وإيمانه بأن كل ذلك طارئ رغم الإنتظار… متأملاً بالمستقبل، وثانيها إيمانه بامكانية الإصلاح وتغير الأحوال رغم كثرة اللجان وتاريخ طويل من التسويف والمماطلة ولكلٍ اسبابه ومناصريه ومعاصريه وحراسه، وثالثها المقارنة مع من حولنا، وتخوفه من ما حصل في دول الجوار والعوار، ورابعها أن شعبنا لا يريد شماتة المتربصين بالوطن من الداخل أو الخارج، أصحاب الأجندات، والتي ليست بصالح الاردن وطنا وشعباً، ولا أذهب بعيدا بالتحليلات وأهداف الصهيونية العالمية وسعيها المبرمج والإثني لارتهان الشعوب والسيطرة على مقدراتها من خلال إفتعال المشاكل وإنهاك الشعوب وترويضها وتسليط الطارئين عليها بإفقارها وإعسارها، لتقبل بما تيسر من فتات الإستعمار، وتدجين الشعوب لخدمة مصالح قوى التحالف الصهيو امريكي والأقليمي وأعوانهم وأذنابهم.
واما لجنة الإصلاح الملكية فاصبحت مدار حديث وواجهة اشتباك للناس والمتربصين والحرس القديم والمستوزرين أو المستنصبين مع الحكومة، وساعد بذلك تصريحات بعض أعضائها من العلمانيين واللبراليين و(المتفذلكين) هواة الإثارة باستخدام نظرية خالف تعرف..! أو أجندات مبرمجة أو أحلام يقظه، وليس اسهل لديهم من اجترار فلسفات عبثية بثوابث وطنية ودينية يعرفون مسبقا أنها خطوط حمراء للعامة، والقائمة قد تطول والتسريبات والبحث ما زال جاريا عن أسماء جديدة تسللت للجنة الملكية، ووجدت أنه باستطاعتها إطلاق عبثيتها ربما كبالونات إختبار للعامة والنُخب، كنوع من التطبيع أو محاولة تمرير عبثيتهم لتصبح قانونا وثقافه، أو أنهم يدغدغون أحلامهم بذلك، وقد نذهب أبعد من ذلك لنقول إنهم وكلاء لقوى خارجية لا تريد لبلدنا الخير، ولا حسن نية، وتجاه مثل هؤلاء لا يجدي ولا يقبل الإعتذار في الإعتداء على الثوابت الدينية والوطنية، فرد الفعل هو ذاته لكل أردني مؤمن بوطنه ونظامه بغض النظر عن أصله وفصله ومنبته، فالأردن لم ولن يكون طارئا، وبغض النظر عن أي شيء، فالبلد ليس حقيبة وليس منا من سيسافر..!، الأردن بلد تحميه رموش عيون أبناءه ومن أمامهم جيش لن يخذل وطنه وأهله.
الأمل أن لا تجدي كل بالونات الإختبار للبعض من المتفذلكين حملة الفكر العلماني المنقوص حتى..!، وأدعياء الوطنية الكاذبة، ما زال الأمل قائم بأن تكون لجنة الملك الإصلاحية هي الخطوة الأولى لألف ميل الإصلاح المغيب، نريدها دولة مدنية بثوابتنا ونظامنا الملكي، دولة تعود للأصل حتى وإن أشبعها وأنهكها الفاسدون عبر سنين من النفوذ والسطوة على مقدرات الوطن، والسعي لتكفير الأردني بأردنيته وعروبته، وتحريضه ضد بلده ليخلي لهم المجال وليعيثوا بالأرض فساداً، الرد الشعبي الأولي كان قويا وقاسياً، واستجابت الحكومة ورئيس اللجنة بابعادهم ولا مناص من ذلك، ومطلوب إقصاء كل من هو في شاكلتهم، ننتظر وننتظر وطولة البال لها أفضال كثيرة كما يخبرنا موروثونا النقي النظيف، ودعوة من كل مخلص لتراب هذا الوطن للجنة؛ أن لا يؤتين من قبلها…فالحق أولى أن يتبع (كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17) الرعد….حمى الله الأردن.