جسر الملك حسين.. شركات التأجير بلا سيارات
جسر الملك حسين – رغم عودة الحياة إلى جسر الملك حسين، إلا أن تداعيات جائحة كورونا ما زالت تشكل معاناة لأصحاب شركات تأجير السيارات السياحية والعاملين في هذا المرفق.
ويعتبر عدد من أصحاب هذه الشركات أن فرحتهم بعودة الحياة للجسر “منقوصة”، لأن معظمهم اضطروا إلى تصفية أعمالهم وبيع سياراتهم لوقف الخسائر التي تكبدوها على مدار عام كامل، مشيرين إلى أنه ومع تحسن الحركة على الجسر لم يستطيعوا العودة كما كانوا قبل الجائحة، مع امتناع البنوك والشركات عن تمويلهم للبدء من جديد.
ويؤكد المواطن علي العدوان أن إغلاق الجسر أمام حركة المسافرين “تسبب بخسائر كبيرة تقدر بالملايين، فضلا عن معاناة مئات العمال في المكاتب السياحية والمحال التجارية وشركات النقل وخدمات المسافرين والسيارات العمومية، ومكاتب تأجير السيارات وعمال المناولة”، لافتا إلى ان الأوضاع التي عاشتها الحركة التجارية على الجسر خلال الجائحة دفعت بمعظم الشركات إلى إغلاق أبوابها والاستغناء عن العاملين وبيع ممتلكاتها لسداد ديونها.
ويوضح انه ومع عودة العمل وجد أصحاب مكاتب تأجير السيارات السياحية انفسهم عاجزين عن توفير المتطلبات اللازمة للعودة مجددا، إذ إن شركات بيع السيارات والبنوك ترفض تمويل شراء سيارات جديدة بدلا من التي جرى بيعها خوفا من عدم قدرة أصحاب المكاتب على السداد.
ويؤكد ان بقاء الأوضاع كما هي عليه الآن يبقيهم في “منتصف الطريق ويحرمهم من الاستفادة من عودة حركة المسافرين على الجسر، ويحرم مئات العاملين ممن ما يزالون يعانون من أوضاع معيشية صعبة جراء توقفهم عن العمل”.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت عن زيادة أعداد الأشخاص المسموح لهم بالدخول إلى المملكة من جسر الملك حسين عبر المنصة إلى ألف شخص يوميا، عدا الحالات الإنسانية ومسافري الترانزيت، ما ساهم في تحريك الأوضاع الاقتصادية بشكل لافت.
ويؤكد المواطن رائد جريس، أن الأوضاع الاقتصادية التي خلفتها الجائحة على القطاع التجاري في منطقة جسر الملك حسين “صعبة للغاية وما تزال انعكاساتها خطيرة على الوضع الاجتماعي لمئات العاملين”، موضحا ان معظم أصحاب الشركات تكبدوا خسائر كبيرة نتيجة تحملهم أجور العقارات أشهرا طويلة، ناهيك عن التكاليف التشغيلية الأخرى، كرسوم الترخيص وأجور العمال في وقت لم يكن يتوفر فيه مردود نهائيا.
ويلفت إلى ان معظم أصحاب الشركات والمكاتب باتوا “مدرجين على القائمة السوداء من قبل البنوك، نتيجة الشيكات الراجعة أو عدم قدرتهم على سداد القروض”، الأمر الذي لم يمكنهم من العودة إلى أعمالهم مجددا، نظرا لامتناع هذه الشركات والبنوك عن تمويل مشاريعهم، مشيرا إلى أن العديد من الشركات “لم تعد قادرة على مواصلة العمل نتيجة نقص السيولة والتمويل”.
من جانبهم، يؤكد عدد من عمال التحميل والتنزيل وخدمات المسافرين، ان إغلاق الجسر منذ ما يقارب العام ألحق بهم اضرارا كبيرة، اقتصاديا واجتماعيا، نتيجة تعطلهم عن العمل، مشيرين إلى أن عودة العمل على الجسر، وان لم يكن بكامل طاقته التشغيلية، الا انه أسهم في إعادة الأمل بتحسن أوضاعهم المعيشية.
بدوره، يؤكد رئيس غرفة تجارة الشونة الجنوبية ياسين العدوان، أن الخسائر الكبيرة التي تعرض لها القطاع التجاري على الجسر أنهكته، لافتا إلى أن قلة من أصحاب الشركات من استطاع الصمود إلى الآن.
ويطالب العدوان بإعادة فتح المعبر أمام المسافرين، سواء القادمين أو المغادرين، مع الحفاظ على الإجراءات المتبعة لمكافحة فيروس كورونا، وبما يسهم في إنعاش الحركة التجارية وعودة مئات العاملين لأعمالهم.
حابس العدوان/ الغد
التعليقات مغلقة.