سكان بالبلقاء: تزايد الاعتداءات على الثروة الحرجية.. و”الزراعة” تؤكد محدوديتها
حذر مواطنون مهتمون بالشأن البيئي في محافظة البلقاء، من تزايد الاعتداءات على الثروة الحرجية في المحافظة، لا سيما الاعتداء على أشجار السنديان، في حين تؤكد مديرية زراعة البلقاء، أن الاعتداءات قليلة جدا وتكاد لا تذكر.
ووفق ما ذكر هؤلاء المواطنون لـ”الغد”، فإن أكثر الاعتداءات تتم بمناطق سلعوف وأم العمد وأم جوزة والغابات الاسكندنافية الواقعة في لواء عين الباشا، مطالبين الجهات بالتعامل بحزم مع منفذيها كي لا تزداد مستقبلا.
الشاب عاصم سليمان الذي يسكن في مدينة السلط، يقول إنه يزور على نحو مستمر المناطق التي تزخر بالثروة الحرجية في المحافظة، ويلاحظ بين الفترة والأخرى وجود اعتداءات على الأشجار، خصوصا أشجار السنديان التي تنتشر في المحافظة بكثرة.
وأشار إلى أن هناك أشخاصا متخصصين بقطع الأشجار، بهدف بيعها لاستخدامات متعددة، وفي مقدمتها استخدامها لأغراض التدفئة شتاء، مستدركا بالقول، إن بعض المعتدين يبدأون عملهم في الصيف، لتخزين ما يمكن تخزينه من الحطب لبيعه في فصل الشتاء، حيث تنشط في هذا الموسم ما بسمى بـ”تجارة الحطب”.
أما الشاب عبدالله أبو رمان، فيدعو لضرورة تكثيف جهود الرقابة على مثل هذه المناطق، واتخاذ أشد العقوبات الرادعة بحق من يقوم باعتداءات تضر بالثروة الحرجية والبيئة، مشيرا إلى أنه يشاهد ويسمع أيضا عن تكرر تلك الاعتداءات.
كما أكد أبو ماجد الفاعوري الذي يقطن في لواء عين الباشا، أنه يتردد كثيرا على الغابات الاسكندنافية في اللواء، ويرصد اعتداءات على الأشجار بتقطيع أجزاء منها، الأمر الذي يضر بالبيئة ويشوه جمال الطبيعة.
وأشار الفاعوري، إلى أن ظاهرة الاعتداءات تتضاعف مع دخول فصل الشتاء، حيث يقوم المعتدون ببيع الحطب للأسر التي تعتمد على “مواقد الحطب” للتدفئة، فضلا عن وجود أسر تعتمد على شراء الحطب بأسعار زهيدة لعدم قدرتها المالية على استخدام المدافئ.
ودعا الفاعوري إلى تكثيف الجهود الرقابية، بحيث ترصد محاولات الاعتداء والتعامل معها قبل وقوعها، ومشددا كذلك على أهمية تعزيز الوعي بأهمية الثروة الحرجية وضرورة قيام المواطنين بإبلاغ الأجهزة المعنية في حال شاهدوا أحدا يعتدي على الأشجار.
من جهته، أكد مدير زراعة البلقاء، المهندس قيس أبو عميرة، لـ”الغد”، أن الاعتداءات على الثروة الحرجية في محافظة البلقاء، قليلة جدا ولا تكاد تذكر، خصوصا إذا ما قورنت باعتداءات تشهدها الثروة الحرجية بمحافظات أخرى.
وشدد أبو عميرة، على أن الجولات الرقابية للمديرية بالتعاون مع الجهات المعنية، مستمرة طوال العام، ويتم تكثيفها على نحو أوسع خلال فصل الشتاء الذي يكون من المتوقع أن تزداد فيه الاعتداءات.
وأضاف، أنه وعند ضبط أي اعتداء، يتم تحرير محضر بالضبط وإحالة المعتدين إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، ومحاولة ضمان عدم عودتهم لتنفيذ اعتداءات جديدة.
كما شدد أبو عميرة على أن المديرية لن تدخر جهدا في القيام بكل ما من شأنه حماية الثروة الحرجية في المحافظة، لافتا إلى أنه لن يسمح بازدياد حالات الاعتداءات والتعامل بحزم مع أي اعتداء قد يقع.
وتعد مساحات الثروة الحرجية في محافظة البلقاء، هي الأكبر بين المحافظات، وتصل مساحتها إلى 163 ألف دونم، وتضم أشجارا معمرة ونادرة، فبالإضافة إلى أشجار السنديان، هناك الملول والبطم والقيقب والخروب والسرو واللزاب.
من جانبه، قال المحامي رأفت المجالي، لـ”الغد”، إن قانون الزراعة يحظر جمع أي مادة حرجية أو حيازتها أو تخزينها أو تصنيعها أو نقلها دون ترخيص.
وأشار المجالي إلى أن القانون يعاقب من يخالف ذلك، بالحبس لمدة 6 أشهر وبغرامة مقدارها ثلاثة أضعاف القيمة المادية إذا كانت من الأشجار الحرجية أو منتجاتها، و3 أضعاف قيمتها المادية عن كل متر مكعب إذا كانت من الحجارة أو الرمال أو الأتربة أو الدبال، وتصادر المواد التي يتم ضبطها، حيث منح القانون وزير الزراعية صلاحية إصدار قرار يحدد فيه أثمان المواد الحرجية.
كما أشار المجالي إلى أن هناك قوانين وأنظمة وتعليمات مختلفة ومتعددة، تلزم بالحفاظ على الثروة الحرجية مثل تعليمات الرحلات المدرسية.
محمد سمور/الغد
التعليقات مغلقة.