الخصاونة: تركيز حكومي باتجاه التنقيب عن معادن الجنوب
أكد رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، أن قرار إصلاح التعرفة الكهربائية يهدف إلى إعادة توجيه الدعم للقطاعات المستفيدة كالقطاعات الإنتاجية مثل القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية، فيما لفت إلى أن التوجه الحكومي الحالي ينصب على التنقيب عن المعادن في منطقة جنوب المملكة.
جاء ذلك خلال زيارة الخصاونة، أمس، إلى محافظة معان ضمن سلسلة من الجولات والزيارات الميدانية التي يجريها للعديد من المناطق في المملكة.
وتأتي الزيارة للاطلاع على واقع الخدمات المقدمة للمواطنين والزوار،وتحفيز فرص الاستثمار، إضافة إلى تفقد المرافق العامة والحيوية في المحافظة، وذلك تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية للحكومة بتكثيف العمل الميداني، والعمل على تحسين المستوى المعيشي والخدمي للمواطنين.
وأكد رئيس الوزراء “أننا ونحن نحتفل بمئوية الدولة الأردنيّة، ندرك أنّ محافظة مَعان تحمل رمزيةً في تاريخ الدولة الأردنية وحاضرها ومستقبلها وفي وجدان جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي عهده الأمين، مؤكدا أننا نفخر دائماً بأهل معان وإنجازاتهم في مسيرة الوطن الغالي”.
واستهل رئيس الوزراء زيارته إلى محافظة معان بزيارة إلى مدينة البترا الأثرية حيث تجول في المدينة الوردية ووجه بضرورة رفع مستوى الخدمات المقدمة للسياح وزائري المدينة إضافة إلى ضرورة تنظيم شؤون مقدمي خدمات التنقل داخل المدينة الأثرية وفرض سيادة القانون في هذا المجال.
وأكد رئيس الوزراء أن الدولة الأردنية تولي مدينة البترا الأثرية التي تشكل درة السياحة الأردنية جل الاهتمام والعناية، كما أكد ضرورة الإسراع بأخذ المطاعيم ضد فيروس كورونا من قبل أكبر نسبة ممكنة من المجتمع وهي الطريقة المثلى للاستمرار بفتح القطاعات وفي مقدمتها السياحة.
ولفت إلى أن زيادة التطعيم للسكان والعاملين في البترا سيتيح إعلانها منطقة خضراء بما يشجع السياحة العالمية وتعطي الاطمئنان للسائحين والزوار وتحريك عجلة النشاط السياحي والحرف والمهن المرتبطة به والتي تضررت بفعل الإغلاقات السابقة.
واستمع رئيس الوزراء يرافقه عدد من الوزراء إلى إيجاز من رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي الدكتور سليمان الفرجات حول الخطط والمشاريع التي وضعتها السلطة لتطوير المنتج السياحي واستقطاب السياحة المحلية والعربية والأجنبية.
وتجول رئيس الوزراء في مختلف مرافق مدينة البترا الأثرية شملت متحف البترا الذي يحكي قصة حضارة الأنباط، فضلا عن مشاريع الترميم والمحافظة على هذا الإرث الإنساني، كما تفقد مركز زوار البتراء واطلع على الخدمات التي يقدمها للسياح وزائري المدينة.
وشملت جولة رئيس الوزراء “السيق” والخزنة التي تعد من المعالم المهمة في المدينة الأثرية، وتبادل الحديث مع سياح وزائري المدينة الوردية من مواطنين أردنيين ومن جنسيات عربية وأجنبية.
على صعيد آخر، التقى رئيس الوزراء عددا من المستثمرين في محافظة معان بجامعة الحسين بن طلال بحضور أعضاء اللجنة الوزارية لمتابعة أداء المناطق التنموية والحرة.
وأكد الخصاونة رمزية معان لدى الدولة الأردنية خلال المائة عام من تاريخ تأسيسها، مستذكرا بصمات وأيادي وعطاءات أبنائها.
كما أكد أن محافظة معان لها مكانة في وجدان جلالة الملك عبدالله الثاني والأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وفي قلوب الأردنيين، مشددا على أن الحكومة تعمل على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات في مجال شبكة الطرق لتشييد شبكة طرق حديثة وآمنة، تشكل رافعة للحركة الاقتصادية، وتحقق وفرا على الخزينة العامة وتضمن استدامة وصيانة وإدارة عصرية لشبكة طرق آمنة تحافظ على سلامة وأرواح المواطنين، وتحقق ربحا معقولا ومشروعا للمستثمر وخدمة مثلى للمواطنين والاقتصاد.
كما أكد أن الحكومة ملتزمة بتمكين القطاع الخاص وإعادة تفعيل المناطق التنموية ووضعها على المسار الصحيح، من خلال القيام بإجراءات تشريعية، والنظر في منح معاملات ضريبية مختلفة شريطة ربطها بتشغيل الأردنيين في المشاريع والاستثمارات في المحافظات، تنفيذا للرؤى الملكية بضرورة النهوض في هذه المناطق وتوفير حياة كريمة لبناتنا وأبنائنا في المحافظات.
وأضاف أن الهم الأول لجلالة الملك عبد الله الثاني وتوجيهاته للحكومات المتعاقبة، يتمثل بضرورة التواصل المباشر مع المواطنين والاستماع إلى شكواهم، بهدف تحسين مستواهم المعيشي وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم.
وقال رئيس الوزراء: “نأمل أن نرتقي إلى مستوى هذه الثقة التي وضعها جلالته في هذه الحكومة بإحداث ثورة إجرائية واستثمارية تعود بالنفع على المواطنين”.
ولفت إلى أن الحكومة تدرك التحديات التي تواجه الاستثمار، ككلف الإنتاج ومدى انعكاسها على البنى التحتية، مشيرا إلى أن قرار إصلاح التعرفة الكهربائية يهدف إلى إعادة توجيه الدعم للقطاعات المستفيدة كالقطاعات الإنتاجية مثل: القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية.
وبين أن هذا الأمر يعد أساسيًا تسعى الحكومة إلى تنفيذه بدرجة متفاوتة حتى ربيع العام المقبل، آملًا أن تحل الإشكاليات المرتبطة بمديونية شركة الكهرباء الوطنية، وبما ينعكس على توجيه الدعم للقطاعات الإنتاجية.
كما لفت الدكتور الخصاونة إلى ضرورة اعتماد نافذة استثمارية واحدة للمستثمر، تكون مرتبطة بجميع قضاياه، بغية تبسيط الإجراءات وتسهيلها، والحد من الإجراءات البيروقراطية التي تأخذ وقتا أكبر.
وأشار إلى أن الحكومة تعمل على عدد من المشاريع الاستراتيجية المركزية، ومنها مشروع الربط السككي من محافظتي معان والعقبة باتجاه الماضونة، الذي يشهد اهتماماً حقيقياً من جهات استثمارية مهمة.
وأضاف أن هناك عملًا غير مسبوق واهتماما مستمرا هذا العام بالمعادن الموجودة في جنوب المملكة من قبل جهات أبدت رغبتها بالتنقيب عن هذه المعادن، الأمر الذي يعود بالنفع على العجلة الاقتصادية.
وفيما يتعلق بالقطاع العام، أكد رئيس الوزراء أهمية أن يسترجع القطاع كفاءته التي كانت يشهد لها سابقا، وأن يستشعر الموظف بأن الخدمة العامة تعد شرفا.
وأعاد التأكيد على أن القطاع العام لم يعد قادرا على استيعاب المخرجات البشرية من الجامعات لرفد سوق العمل، مما يتطلب من الحكومة مواصلة تمكين القطاع الخاص لإيجاد استثمارات توفر فرص عمل لبناتنا وأبنائنا.
وأوضح أن جائحة كورونا أثرت على المملكة، من حيث السيولة وانخفاض الإيراد العام نتيجة إغلاق القطاعات، مضيفا: ” نأمل من الله أن نكون خرجنا من المرحلة الصعبة والدقيقة في التعامل مع تداعيات الوباء، وسط مخاوف من المتحور الهندي”، داعيًا المواطنين إلى الاقبال على التطعيم ضد الفيروس، بما يسهم في إعادة الحياة إلى طبيعتها.
ودعا رئيس الوزراء الشباب إلى التفكير خارج الصندوق والبحث عن ابتكار مشاريع ريادية من خلال الاستفادة من الصناديق التمويلية لبعض المؤسسات، مشيدا في هذا الصدد بتجربة أحد شباب معان الذي استفاد من مشروع “انهض” في إنشاء مصنع للكاسات أصبح تجربة ناجحة في تصدير منتجاته للخارج.
وقدم نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية توفيق كريشان، بدوره، إيجازا لرئيس الوزراء حول مجمل القضايا التي طرحها المستثمرون في اللقاء كمنح اعفاءات للمناطق التنموية وشمول الخدمات الحكومية تحت مظلة النافذة الاستثمارية، وإزالة المعيقات البيروقراطية لمعاملات المستثمرين، وعدم توفر كلف الانتاج في الأسواق المحلية.
إلى ذلك اطلع رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، خلال زيارته الى مركز الحسين بن عبدالله الثاني الثقافي في مدينة معان، على مجموعة من المشاريع والمبادرات التي يجري العمل تنفيذها في اطار البرنامج الوطني للتشغيل الذاتي (انهض).
وينفذ البرنامج 178 مشروعا في المحافظات، منها 14 مشروعا في محافظة معان، وحيا رئيس الوزراء شباب وشابات معان على روح المبادرة لديهم بإقامة مشروعات صغيرة تسهم في توفير الدخل وفرص العمل التي تحد من البطالة، مؤكدا استعداد الحكومة، ومن خلال الصناديق التمويلية، لتقديم تسهيلات ميسرة لدعم مثل هذه المشاريع.
ووفرت هذه المشاريع الممولة من “اليونيسف” والمنفذة من قبل مركز تطوير الأعمال، الدعم الاقتصادي للمجتمعات الأكثر تأثرا بجائحة كورونا ونحو 576 فرصة عمل. وتتوزع المشاريع في محافظة معان بين صيدلية متطورة ومنشار حجر ورخام وأول عيادة نسائية وتوليد في المحافظة ومركز لصيانة سيارات “الهايبرد” ومصنع خياطة.
وعلى صعيد آخر، زار رئيس الوزراء مستشفى معان الميداني المخصص لاستقبال حالات الإصابة بمرض كورونا، وعبر عن شكره وتقديره للكوادر الطبية العاملة التي تشكل خط الدفاع الأول عن صحة الإنسان والمجتمع.
وأهاب بالمواطنين الاقبال وبشكل كبير لأخذ المطاعيم المضادة لفيروس كورونا حتى نستطيع أن نستأنف حياتنا الطبيعية بثقة عالية، موجها وزير الصحة لدراسة احتياجات مستشفى معان الحكومي من الكوادر والاختصاصات الطبية.
إلى ذلك، زار رئيس الوزراء جمعية “الخير والبركة” النسائية في بلدة الهاشمية بمحافظة معان، واستمع من رئيسة الجمعية إلى شرح حول أهداف الجمعية التي تقوم على رعاية الايتام. وتنفذ الجمعية مشروعا لمشغل مخبوزات وهو الوحيد في المنطقة، وتأمل بتحويله إلى مطبخ انتاجي.
وأكد الخصاونة أن الحكومة، وبتوجيهات من جلالة الملك وسمو ولي العهد تعمل على تكثيف الجولات الميدانية للوقوف على احتياجات المواطنين وتقديم أفضل الخدمات لهم.
كما استمع رئيس الوزراء إلى ايجاز حول عدد من المشاريع التي جرى عرض نماذج لها في الجمعية، وهي مشروع لجمعية سيدات الجفر عبارة عن مخيطة للأدوات المنزلية ولجمعية سيدات الشوبك من خلال مشروع لإنتاج الألبان والأجبان ومشروع مخبز لجمعية “أرامل وادي موسى” ومشروع معمل حلويات ومعجنات لجمعية السلام لتنمية البادية في الجفر ومشروع مخبز في بلدة المحمدية.
إلى ذلك، زار رئيس الوزراء محمية ضانا في محافظة الطفيلة، وأشاد بجهود القائمين على المحمية التي تعد أكبر محمية طبيعية في المملكة.
وشدد على ضرورة العمل على تعزيز تسويق المحمية على خريطة السياحة المحلية والعربية والدولية لتعزيز استقطاب السياح والاستثمارات السياحية للمحمية، مشيرا إلى أهمية العمل مع الجهات المختصة لاستقطاب مجموعات سياحية على غرار العديد من المواقع السياحية والأثرية في المملكة.
والتقى رئيس الوزراء مجموعة من أبناء المنطقة، وأكد أن تكثيف حصول المواطنين على المطاعيم أمر أساسي للعودة للحياة الطبيعية، لافتا إلى أن عودة السياحة وتعزيزها في محمية ضانا ينعكس بشكل أساسي على أبناء وبنات المجتمع والمحلي وأصحاب المهن والحرف التي تضررت نتيجة جائحة كورونا.
واستمع من مسؤولين في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة حول أهمية محمية ضانا التي تمتاز بالتنوع الحيوي وموطنا لمجموعة كبيرة ومتنوعة من الحياة البرية، وتحتوي المحمية التي تبلغ مساحتها 320 كيلو مترا مربعا مجموعة كبيرة من النباتات والحيوانات والطيور المتميزة والنادرة.
كما التقى رئيس الوزراء، بسيدة من محافظة الطفيلة أقامت مطعما في المحمية، حيث ثمن هذه المبادرة التي تسهم في توفير دخل للأسرة وتوفير فرص عمل لشباب وشابات محافظة الطفيلة.
على صعيد آخر، قام رئيس الوزراء بجولة مفاجئة مساء أمس الى مطار الملكة علياء الدولي، للوقوف على الخدمات المقدمة للمسافرين من مواطنين وزوار أو عبر المطار إلى مختلف دول العالم.
واطلع رئيس الوزراء على الاجراءات المتعلقة بمكافحة وباء كورونا، مؤكدا اهمية المواءمة بين انسياب حركة المسافرين في ظل ظروف جائحة كورونا التي يوثر على الاردن والعالم، وايضا ضرورة الدقة والانضباطية في تنفيذ هذه الاجراءات حفاظا على سلامة المواطنين والمسافرين ومستخدمي المطار وخدماته.
وأكد رئيس الوزراء لدى حديثه مع كوادر المطار والقائمين، أهمية اخذ المطاعيم المضادة ضد فيروس كورونا المستجد والحث على أخذها، لأجل المضي قدما وبنجاح في مكافحة تداعيات الجائحة، وتلافيا لحدوث تراجع في الحالة الوبائية ما يوثر على الجميع، مع التأكيد على الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية من كورونا.
كما اكد رئيس اهمية تقديم افضل الخدمات للمسافرين من مواطنين وزوار وبشكل يعكس هذه الخدمات بأفضل أوجهها.
وشكر رئيس الوزراء، العاملين في المطار على جهودهم في خدمة المسافرين والكوادر العاملة على إنفاذ اجراءات مواجهة كورونا وبذلها جهودا كبيرة خدمة للجميع والحفاظ على سلامتهم.-(بترا)
التعليقات مغلقة.