العميد زهدي جانبيك – رجلٌ لا تأخذه في الحق لومة لائم!
منذر محمد الزغول
=
تاريخ نشر المقال / 12-05-2013
كان قرار نقل العميد زهدي جانبيك من مديرية شرطة عجلون خبراً غير سار ٍ للكثير من أبناء محافظة عجلون الذين خبروا وعرفوا هذا الرجل بشجاعته واستقامته وتطبيقه للقانون على الجميع بكل حيادية ونزاهة و بعيداً عن حسابات الواسطة والمحسوبية التي جعلت من مؤسساتنا وبعض دوائرنا مرتعاً خصباً لكل أصحاب الوجاهات المزيفة .
آ
زهدي بيك ورغم أن البعض اختلف معه في بعض الأمور حول آلية تطبيق القانون في بعض المواضيع وتطبيق روّح القانون في مواضيع أخرى إلا أننا لم نعرف عن الرجل أنه ظلم أحداً أو تسلط على أحدٍ أو استغل منصبه للنيل من أحد فكان وبحق على الدوام رجلاً عفيفاً نزيهاً صاحب خلق ودين لا تأخذه في الحق لومة لائم .
آ
كنا نجلس معه أحياناً بعض الوقت لنقنعه في أمر ما ، كان يسمتع جيداً حتى كنا نظن أننا أقنعناه بوجهه نظرنا ، لكننا كنا نتفاجىء أنه يستمع ويدقّق جيدا بكل حرف يقال ويسأل عن كل جملة معترضة غير مفهومة ، ويناقشنا بكل روح رياضية بكل ما يطرح ويكن الجواب الفصل له أنه لا يمكن أن يظلم أحداً عندي والجميع أمام القانون سواء.
آ
هو رجل عفيف شريف صاحب خلق ودين وهو نوع آخر من المسؤولين الذين ظنوا أن المنصب ورثوه كابر عن كابر وهو غنيمة لهم ولذويهم ، فلم نعرف عن زهدي بيك إلا كل الخير ولم نعرف عنه إلا زهده في كل المناصب وكان الوطن وخدمته بما يرضى الله هو أقصى آمانيه .
آ
أنا شخصياً منذ اللقاء الأول الذي جمعني فيه في ديوان الأردنيين جميعاً ديوان عشيرة الشركس في عمّان خلال لقاء لنخبة مميزة من شيوخ ووجهاء عشائر المملكة عرفت أن الرجل في داخله شجاعة في الحق قلما أجدها في الكثير الكثير من المسؤولين ، وعرفت أن الرجل صاحب رسالة هدفها الأسمى والأنبل أن الخلق والدين والحق والعدالة هي التي يجب أن تسود مجتمعاتنا وبغيرها لن يكون للمجتمع والوطن من بعدها أي كيان .
آ
أخانا الكبير العزيز زهدي بيك حقيقة كنا نتمنى أن تطول فترة وجودك بين أهلك وأصدقائك في محافظة عجلون أكثر من ذلك ، ولكننا نقدر ظروف العمل ، ونقدر أن فرسان الوطن أمثالك يجب أن يعملوا لخدمة وطنهم أينما تطلب منهم نداء الوطن ذلك .
آ
أخيراً ونحن نودعك اليوم إنما نودّع أخاً وصديقاً لكل العجلونيين عمل بكل أمانة وإخلاص ، حاول إصلاح الكثير من الأمور التي كان وكنا نرى فيها خللاً كبيراً وخاصة فيما ينتشر بين شبابنا اليوم من الكثير من العادات الدخيلة علينا وعلى مجتمعنا .
آ
نودعك أيها الاخ العزيز كما ودعنا من قبلك فرساناً آخرين من فرسان الوطن الغالي وهم الآن في مواقع أخرى من مواقع المسؤولية ، وسيبقى محفوراً في ذاكرتنا وذاكرة العجلونيين أن فارساً من فرسان الوطن عمل في هذه البقعة الغالية من تراب الوطن الطاهر وما عرفنا عنه إلا أنه كان أخاً وصديقاً ومحباً لعجلون،حاول خدمتها بكل إخلاص وتفانٍ وبكل ما تقتضيه مصلحة الوطن العليا التي هي فوق جميع المصالح .
آ
إلى لقاء ٍ آخر أيها الشركسي الأردني الحر وأرجو أن تسامحني وتسامح كل أهلك وأصدقائك في عجلون عن أي تقصير وعن أي سوء فهم حصل فيما بيننا ، فنحن في النهاية أهل وأخوة وسنبقى بعون الله كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
آ
“والله من وراء القصد من قبل ومن بعد“