الحكومة لأهالي عجلون – أذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا إنا ها هنا قاعدون


منذر محمد الزغول

=

تاريخ نشر المقال/  15-12-2013

=

يعيش جميع أبناء محافظة عجلون في هذه الايام ظروف قاسية جداً ، تمثلث بإغلاق الطرق الرئيسية والفرعية وإنقطاعات متكررة على التيار الكهربائي ونقص حاد في غالبية الخدمات ،كما تعاني غالبية أحياء ومناطق المحافظة من حصار الثلوج لها إمتد لعدة أيام ومازالت محاصرة ، ما جعل أبناء المحافظة غير قادرين على تأمين أبسط الإحتياجات الرئيسية لهم ولأسرهم وذويهم .

آ

الإمكانات الموجودة في محافظة عجلون وحسب إعتراف كبار المسؤولين فيها لا تكفي حتى لتغطية بلدة أو مدينة واحدة في عجلون ، فالمنخفض الثلجي الأخير لم تشهده المحافظة منذ عشرات السنين ، حيث أتى هذا المنخفض على كل شىء في المحافظة ، وسطوع الشمس اليوم لبعض الوقت كشف عن الكارثة الحقيقية التي خلفها المنخفض وخاصة على الأشجار والمزروعات وعلى الطرق والسيارات وعلى كل شىء.

آ

أمام كل هذا وأمام الجهود التي بذلها ويبذلها إخواننا في محافظة عجلون وهي بالمناسبة كبيرة تستحق الاحترام والتقدير ، إلا إنهم لم ولن يستطيعوا السيطرة حتى على 20% من تبعات المنخفض بسبب الإمكانات المحدودة المتوفرة لديهم ، وبقيوا وحدهم في الميدان يصارعون أعتى وأقوى منخفض شهدته المحافظة منذ زمن بعيد .

آ

حكومتنا العزيزة ورئيسها المناضل الدكتور عبدالله النسور لم يكلفوا خاطرهم بزيارة هذه المحافظة المنكوبة ، وإكتفوا بمشاهدة بعض التقارير التلفزيونيه من غرفهم ومكاتبهم المجهزة بكل ما لذ وطاب ، ونسوا أو تناسوا عن عمد أن هناك محافظة إسمها محافظة عجلون تعاني الأمرين وهي اليوم تستيقظ على وقع كارثة حقيقية بكل ما تحمل الكلمة من معنى .

آ

كل هذا وحكومتنا لم تكلف خاطرها أيضاً بأن ترسل لمحافظة عجلون بعض التجهيزات الإستثنائية ، بل لم تكلف خاطرها بإرسال عدة أليات لمساعدة أهالي عجلون على تجاوز محنتهم ، ولسان حالهم يقول لعجلون وأهالي عجلون إذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا إنا ها هنا قاعدون .

آ

أخيراً منذ متى كان يتجمهر مئات الشباب من أهالي محافظة عجلون مثلاً حول سيارة تبيع الخبر بدينار للكيلو ، ومنذ متى يتجمهر مئات المواطنين الأخرين حول سيارة تبيع الغاز ، ومنذ متى نرى هذه الأزمات من كل حدب وصوب ، والله وأنا أشاهد هذه الصور تذكرت على الفور إخواننا في الصومال أيام المجاعة وتذكرت الشعوب الأفريقية التي عانت وما زالت ، وتذكرت كل الدول المجاورة التي تشهد حروباً ضروسة وقاتلة ، ولكني وللأمانة لم أشاهد مئات المواطنين من أهالي هذه الدول يركضون وراء سيارة تبيع الخبز أو طائرة عسكرية ترمي البسكويت للمواطنين ، وكل هذا يحدث وحكومتنا تصم أذانها وتعمي عيونها عن رؤية ومشاهدة وسماع كل ما يجري في محافظة عجلون .

آ

حسبنا الله ونعم الوكيل

والله من وراء القصد ومن بعد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.