الشعب الجزائري شعب عظيم يستحق الإحترام والتقدير
منذر محمد الزغول
–
تاريخ نشر المقال / 10-03-2014
تلقب الجزائر بـبلد المليون ونصف المليون شهيد نسبة لعدد شهداء ثورة التحرير الوطني التي دامت 7 سنوات ونصف. وتلقب أيضاً آ تاريخيا بأرض الإسلام نظرا لتعلق شعبها بالإسلام وانطلاق الفتوحات منها نحو أوروبا الغربية وإفريقيا.
آ
لم تكن زيارتي للجزائر زيارة عادية كأي زيارة لأي دولة عربية أو غير ذلك ، فقد شعرت وأنا في مطار الملكة علياء في عمان بأنني ذاهب الى بلد الشهامة والرجولة ، بلد الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل إستقلال وطنهم .
آ
كثيرة هي القصص والحكايات التي من الممكن أن تروى عن هذا الشعب العظيم ،حيث تدل على أن هذا الشعب يختلف عن كل الشعوب العربية والشعوب المحيطة ، فإحترام كبارهم من الأمور المقدسة عندهم ، وخاصة أولئك الأبطال الكبار الذين شاركوا في الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي .
آ
إذا دخلت أسواقهم ترى ظاهرة فريدة من نوعها غير موجودة في أي دولة عربية ، ففي الجزائر لا يمكن أن ترى مثلاً التجار يحاولونآ إقناع الزبائن بشراء بضاعتهم ، فالبضاعة برأيهم معروضة ومن أراد أن يشتري شيئاً فكل البضاعة معروضه ، ولا حاجة للتاجر محاولة إقناع الزبائن بالشراء والبيع ، والأهم أن التاجر الجزائري يتمتع بمصداقية عالية جدا ً و لا يمكن أن يستغل أحداً وخاصة الزوار والسواح ، فالأسعار هي هي للجميع قد ينقص القليل من ثمنها إذا إقتنع التاجر الجزائري بذلك .
آ
الظاهرة الأروع والأجمل في الجزائر الباعة الموجودين أمام المساجد ، فلا يمكن أن تسمع لهم أي صوت ، وهم يقفون في مكان بعيد بعض الشىء عن أماكن دخول وخروج المصلين حتى لا يتسببوا لهم في أي إزعاج .
آ
أما المساجد فحدث ولا حرج فلأمانة لم أشاهد خلال زيارتي للجزائر أي مسجد لم يمتلىء عن بكرة أبيه بالمصلين ، أما صلاة الجمعة فطبعا المسجد والساحات المحيطة والشوارع تمتلىء كلها بالمصلين ، وهذا دليل قاطع كما قيل على أن أرض الجزائر كما تسمى هي فعلاً أرض الإسلام .
آ
حبهم وولائهم وإنتمائهم لوطنهم لا يمكن أن يختلف عليه إثنان ، ومن الممكن أن تثور ثائرة الجزائري إذا شعر أنك تحاول أن تنال من وطنه، وقد يتقبل منك كل شىء بكل صدر رحب ، أما الوطن فهو برأيهم من المحرمات والمقدسات والخطوط الحمراء .
آ
الرياضة والمنتخب الجزائري لكرة القدم تجمعهم أيضاً ، فكما عرفت أن غالبية الشعب الجزائري يقفون خلف منتخبهم ، ومن النادر أن تجد الناس في الشوارع وهناك مبارة للمنتخب الجزائري ، وهم الأن يعدون العدة للذهاب الى البرازيل لمؤازرة منتخبهم في تصفيات كأس العالم ،وقد حصل أكثر من 30 الف جزائري لغاية الأن على تذاكر سفر للبرازيل ،ومن الممكن أن يكون الجمهور الجزائري من أكبر الجماهير بعد الجمهور البرازيلي في نهائيات كأس العالم .
آ
أما عن التعليم والصحة في الجزائر ، فكلها تقدم مجاناً للشعب الجزائري ، إضافة كما عرفت أيضاً للجاليات العربية الموجودة على أرض الجزائر ، ناهيك عن الأسعار الرمزية للبترول والكهرباء والمياه والغاز وهي من أساسيات الحياة لكل مواطن ، أما عن السكن فالدولة تقوم ببناء إسكانات ضخمة تقدم بأسعار مقبولة للموظفين والمواطنين الجزائرين .
آ
الشعب الجزائري وللأمانة أهل نخوة وشهامة عربية أصيلة ، وهم يقدرون الضيف ويحترمونه ، وقد شهد لي بذلك كل الأصدقاء الأردنيين والعرب الذين إلتقيتهم في الجزائر ، بل ويتجلى هذا الإحترام والتقدير إذا سألت الجزائري عن عنوان أو مكان معين في الجزائر ، فلا يمكن أن يتركك الجزائري إلا إذا إقتنع أنك عرفت جيداً ما سألت عنه ، ويودعك بإبتسامة لطيفة وكلمة رائعة ( مرحبابك ، ويعيطك الصحة ) .
آ
حقيقة مهما قلت ومهما تكلمت عن هذا الشعب العظيم فلن أعطيه حقه ، فهم والله أكبرآ من آ أن تصفهم الكلمات و المقالات ، كيف لا وهم من قدموا قوافل الشهداء في معارك التحرير والإستقلال ، وعلموا العالم كيف تكون البطولات والتضحيات الجسام من أجل حرية الأوطان ، وهم ما زالوا يروون أن قضيتهم الأولى هي قضية فلسطين ولا بد أن يأتي يوماً لتحرر كلها من البحر الى النهر .
آ
أخيراً كل الشكر والمحبة والتقدير لكل الأخوة الجزائريين الأحرار ، وكل الشكر والإحترام والتقدير والمحبة الى كل الأخوة آ الزملاء من التلفزيونات والإذاعات العربية الذين إلتقيتهم في العاصمة الجزائرية الحبيبة ، والشكر الموصول أيضاً لإتحاد إذاعات الدول العربية في الجزائر وتونس أصحاب الإبداعات والمبادرات والإنجازات المتميزة و الرائعة التي لا تتوقف عند أي حد .
آ
ولأهل النخوةآ والشهامة أهل الجزائر أقول لكم من الوطن الغالي الأردن ومن عجلون جميلات الجميلات بارك الله فيكم وبوطنكم و مرحبابكم ويعطيكم الصحة .
آ
مع خالص الأمنياتآ لكم بالتوفيق والنجاح في إنتخاباتكم الرئاسية القادمة ، وكل التوفيق والنجاح أيضاً آ لمنتخب الجزائري الكبير ممثل كل العرب في تصفيات كأس العالمآ المقبلة في البرازيل.
آ
والله من وراء القصد ومن بعد ،،،،،،،،،