جولات الرئيس الميــدانيــــة أين الوزراء؟
نسيم العنيزات
ان الزيارات والجولات الميدانية التي يقوم بها رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة لمختلف القطاعات والميادين ولقائه المعنيين فيها وحثهم على العمل والنهوض وتسهيل الاجراءات وتقديم افضل الخدمات اللمستثمرين ومتلقي الخدمات تعكس جدية الرئيس وحرصه للاطلاع على الواقع والوقوف على جميع التفاصيل عن كثب لمعرفة التحديات والمعيقات بهدف معالجتها وازالة جميع المعيقات خاصة امام المستثمرين كما تساعده على صوابية قراره.
ولا تخلو زياراته من لقاءات ميدانية وممثلي القطاعات المختلفة التي جميعها تصب بالهدف نفسه.
الا ان بعض الوزراء لم يلتقطوا اشارات رئيسهم التي يجب ان تشكل دافعا وحافزا لهم نحو العمل الميداني والالتقاء بالناس خارج المكاتب مع عجز الكثيرين منهم عن لقاء الرجل الاول في اغلب الاحيان في بعض الدوائر.
متناسين ان الزيارات الميدانية والالتقاء بالمواطنين تقدم صورة حقيقية عن واقع الناس وهمومهم وتطعاتهم كما تضع الوزير بصورة المعيقات التي يواجهونها.
ومع هذا يصر البعض على البقاء داخل جدران مكتبه والعزوف عن لقاء الناس تحت مبررات عديدة كالانشغال الدائم، وكثرة الالتزامات وازدحام البرنامج،
مستبعدين من قاموسهم ان الالتقاء بالناس جزء من العمل ان لم يكن العمل كله، لما تقدمه هذه اللقاءات من رؤية واضحة للوزير وتمكنه من الاطلاع عن كثب على سير العمل بصورته الحقيقة بعيدا عن التقارير التي تصله من موظفيه التي نخشى ان يكون بعضها غير واقعي احيانا.
فما زال البعض يفضل سياسة «سكن تسلم» ويصر على الابتعاد عن الاضواء ومواجهة الناس خوفا من النقد او الاستماع لمظالمهم بشكل مباشر.
فالمواطن ينتظر من المسؤولين تقديم خططهم المستقبلية وآلية تنفيذيها وكذلك الاطلاع على الاستراتيجيات وآلية العمل بها بهدف مناقشتها والتحاور حولها باعتباره جزءا من صناعة القرار وكذلك مدى ملاءمتها للواقع، للاطمئنان على مستقبلهم ومستقبل ابنائهم.
اما الاكتفاء ببعض التصريحات والتسريبات الاعلامية التي تكون احيانا غير موفقة وليس في وقتها ومكانها الصحيحين التي تشكل احيانا ردود افعال عكسية وغاضبة فان ذلك لم يعد مجديا، ونحن في القرن والواحد والعشرين وعصر «السوشال ميديا» التي تقود العالم وتقدم معلومات وتفاصيل كثيرة حول جميع القضايا قبل ان يتناولها المسؤول والتي تجبره على الدفاع والتبرير.