قراءة متأنية في زيارة الملك لعجلون…
منذر محمد الزغول
=
تاريخ نشر المقال / 13-01-2017
قد يكون لقاء الملك عبد الله الثاني يوم أمس بالفعاليات الشعبية المختلفة في محافظة عجلون من اللقاءات التي تحمل في طياتها الكثير ، ليس لشيء ولكن لأن هذه الزيارة واللقاء آ جاءت بظروفآ في غاية الحساسية خاصة فيما يتعلق بالشأن الداخلي وما يعانيه الوطن من ظروف اقتصادية صعبة للغاية،وكذلك بسبب حرب الأردن على الإرهاب واستهداف بعض المنظمات الإرهابية للأمن الداخلي الأردني .
تحدّث الملك كعادته بكلمات بسيطة خرجت من القلب لتلامس الوجدان ، شخصياً رأيت في حديث الملك خوفاً كبيراً على الأردن ومستقبله رغم أن حديثه كان ينبع من مصدر ثقة وشجاعة وحكمة ميزت حكم الملك خلال هذه السنوات الصعبة التي مرّت وما زالت على المنطقة ،فلقد استطاع الملك وبتوفيق من الله عز وجلآ العبور بسفينة الأردن إلى شاطئ الأمان .
لن أدخل في هذا المقال بتحليلات سياسية لزيارة الملك وحديثه الهام عن الواقع الأردني والعربي والدولي ،، آ ولكن ما يمهني شخصياً أنني والعديد من أبناء المحافظة انتظرنا هذه الزيارة الملكية بفارغ الصبر، ومنذ يوم أمس ونحن نتحاور ونتناقش حول أهمية الزيارة، لذلك وبقراءة بسيطة سريعة للزيارة الملكية يمكن الخروج بما يلي:
آ
أولاً:مع الاحترام الشديد للمتحدثين من وجهاء وأبناء المحافظة أمام جلالة الملك فإن غالبية الكلمات التي تم إلقاؤها أمام جلالته لم تكن ذات فائدة ، وامتلأت هذه الكلمات بالمديح والثناء ، بل إن كلمتين أو ثلاث كلمات آ من الكلمات التي تم إلقاؤهما كانت بالكامل مخصصة لهذا الغرض وهذا برأي ما لا يحبه جلالة الملك وأنا على ثقة من ذلك ، فقد أكد جلالته في بداية حديثه أنه قادم ليسمع من وجهاء وأبناء المحافظة عن قضاياهم وهمومهم ، ولم يقل أنه قادم ليسمع كلمات الشعر والمديح والثناء، لذلك تم إضاعة وقت الملك والحضور خلال هذا اللقاء الهام بأمور وقضايا ثانوية بعيدة كل البعد عن الهدف الذي كنا نرجوه من آ هذه الزيارة الملكية .
ثانياً- وجهاء وأبناء المحافظة كعادتهم غير متفقين على ما سيطرحونه أمام جلالة الملك وأمام أي مسؤول آخر يزور عجلون ولذلك ترى هذا التشتت في الطلبات إضافة إلى أن بعض الطلبات لا يمكن تحقيقها حتى لو كانت ميزانية الأردن عشرات المليارات، وهناك بالطبع طلبات مكررة جداً آ ذكرها أصحابها من أجل أن يقال أن فلان تحدث وطلب .
آ
ثالثاً:- قائمة المدعوين من شخصيات ووجهاء وأبناء المحافظة لهذا اللقاء أظن أن فيها توزيع عادل لمناطق وعشائر المحافظة المختلفة، ولو أنني كنت سأكون أسعد لو كان من بين المدعوين وجهاء ونشطاء آخرين معروفين في المحافظة بعملهم وجدهم ونشاطهم، ولكن وللأمانة أيضاً فقد كان من بين المدعوين شخصيات بارزة جداً من أبناء المحافظة تتم دعوة معظمهم لأول مرة .
آ
ولأن النقاش والحوار في هذا المجال يطول ويطول ، فأنا أعتقد جازماً أن كل من سجّل عتبه لعدم دعوته هو بالتأكيد محق ولكن أتوقع أن المعنيين بالدعوات وخاصة محافظ عجلون أصبحوا في وضع لا يحسدون عليه،في ظل إلزامهم بهذا العدد القليل من بطاقات الدعوة و قائمة المدعوين، ولو كنت شخصياً مكان المحافظ أو الجهة صاحبة الدعوة لما تمكنت واستطعت أن أفعل أكثر مما فعلوا.
آ
وقضية أخرى أن ضرورة توزيع الدعوات على عشائر ومناطق المحافظة المختلفة أصبح يظلم فيها ليس عن قصد بالتأكيد عدد كبير من الشخصيات الكبيرة الذين نعرفهم ونجلهم من أبناء بعض العشائر الكبيرة، فقد تنطبق شروط الدعوة في بعض هذه العشائر على جميع الإخوة في العائلة الواحدة ، فكيف سيتمكن المحافظ أو غيره من دعوة جميع الإخوة وترك مناطق كاملة بدون تمثيل .
آ
وهنا أيضاً أقترح تشكيل قاعدة بيانات لعدد كبير من أبناء وبنات المحافظة ومن جميع آ قطاعات المجتمع من وجهاء وأحزاب ونقابات وهيئات آ ثقافية وشبابية وتطوعية آ وإعلامية وغير ذلك من القطاعات ، بحيث يتم دعوة العدد المطلوب آ منهم آ ، مع ضرورة تغيير الوجوه والأسماء في كل زيارة آ آ ،، وهذا آ بالتأكيد سيرفع الحرج عنآ الجهه التي تتبنى الدعوة لمثل هذه الزيارات .
آ
رابعا- أتوقع جازماً أيضاً آ أننا في محافظة عجلون لم نستغل زيارة الملك الأخيرة جيداً كما أننا لم نستغل بعض الزيارات الأخرى للمسؤولين وعلى رأسهم رؤساء الوزارات والوزراء ، والسبب برأي مع الاحترام الشديد لأبناء المحافظة أننا ما زلنا نتصارع فيما بيننا على قضايا ثانوية وعلى رأسها قضية التمثيل آ ،، ونسينا أو تناسينا الأهم من قضايا وهموم المحافظة ولذلك ما زلنا في محافظة عجلون رغم طيبتنا وكرمنا إلا أننا في واد وتحقيق الخدمات في واد آخر .
آ
أخيراً زيارة الملك عبد الله الثاني يوم أمس لمحافظة عجلون جاءت في ظل ظروف اقتصادية وسياسية في غاية الصعوبة ،، وكنت أرى وأشاهد في أعين الملك الكثير من الكلام ، وكنت أظنه أن على وشك أن يوافق على بعض طلبات أبناء المحافظة، ولكن كثرة الطلبات وعدم التركيز على طلبات محددة وتحديد الأولويات من جهة وصعوبة الأوضاع الاقتصادية للمملكة وتوزيع ميزانية الدولة بعد فترة من الوقت آ على المحافظات من خلال تطبيق قانون اللامركزية من جهة أخرى جعل الملك برأيي يؤخر الموافقة على هذه الطلبات وهو ما أكد عليه الملك في بداية حديثه أنه يريد من أبناء المحافظة أنفسهم تحديد أولوياتهم
آ
لذلك أتمنى على جميع أبناء المحافظة أن نحدد أولياتنا للمرحلة القادمة ،، وكم أتمنى أيضاً أن نركز في قادم الأيام على طلب واحد وهو إقامة الجامعة الحكومية في عجلون أو تشجيع الحكومة وأصحاب القرار على شراء جامعة عجلون الوطنية وأظن إن تحقق هذا الطلب لنا في محافظة عجلون سنكون بالتأكيد حققنا نقلة نوعية هامة جداً في سلسلة مطالباتنا من الدولة والحكومات الأردنية آ بأبسط حقوقنا وإحتياجات محافظة عجلون .
آ
والله من وراء القصد ومن بعد ،،،