ماحص: الحديقة الوحيدة مكان مهجور بلا زوار
أنشأت بلدية ماحص قبل أعوام، حديقة في جهتها الجنوبية “منطقة الميدا” بمساحة 4 دونمات، لتصبح المتنفس الوحيد في البلدة التابعة لمحافظة البلقاء، سعيا منها لتوفير مكان آمن، يتيح للأهالي والأطفال تحديدا، الاستمتاع بقضاء وقت فيه، بين اللعب والقراءة، كون الحديقة تضم مكتبة توفر قصصا وكتبا مناسبة لاعمار الأطفال والشباب، لكن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن البلدية، التي لم تنجح باستقطاب زوار إلى الحديقة، لتبدو وكأنها أضحت مكانا مهجورا لا يأتيه أحد.
عدد من السكان، أشادوا بالفكرة من حيث المبدأ، وأكدوا في أحاديث لـ”الغد”، أن الحديقة مطلوبة بالفعل، للحد من ظاهرة لعب الأطفال في الشوارع العامة، ما يعرضهم لمخاطر الدهس والإيذاء، لكنهم أشاروا إلى جملة أسباب تحول دون ذهابهم للحديقة.
المواطن عدي الجالودي، أكد أن مكان الحديقة بعيدا نسبيا عن التجمعات السكنية، ومن غير المعقول أن يذهب الأطفال إلى هناك بمفردهم، اذ يحتاجون لمن يرافقهم من أفراد العائلة الكبار، لا سيما وأن المسافة أصلا تحتاج إلى مركبة، والوصول للحديقة سيرا على الأقدام أمر مرهق وشاق.
وتتفق ربة المنزل أم محمد العبادي، مع ما طرحه الجالودي، قائلة إنها تعتبر السماح لأطفالها بالذهاب إلى الحديقة “مغامرة”، خشية تعرضهم مثلا لخطر الكلاب الضالة التي تنتشر في البلدة.
وأشارت أيضا إلى خلو الحديقة ممن يقدم إسعافات للأطفال في حال تعرض أحدهم لإصابة ما، لا سيما وأن مركز الدفاع المدني يعتبر بعيدا عنها.
ووفق مواطن طلب عدم ذكر اسمه، فإن القائمين على البلدية وخلال الأعوام الماضية، وعدوا بإنشاء مشروع استثماري في الحديقة بقيمة مليون و350 ألفا، مؤكدين أنه جرى تسليمه من وزارة الإدارة المحلية لوزارة العمل، بحيث يجري جذب استثمار لإقامة معهد تدريبي للفندقة والطهي، بالإضافة لاستراحات ومطاعم، وتفعيل لدور المكتبة، على أن يتم الانتهاء من كل ذلك خلال عام 2018.
وأضاف، أن شيئا من ذلك لم يحدث، بحجة عدم توافر استثمار أو مخصصات مالية لتنفيذ المشروع على نفقة الحكومة، ما أدى لتدهور أوضاع الحديقة، حتى باتت مكانا مهجورا ومقفلا أمام الزوار، وبحالة متردية ولا تصلح للتنزه.
ومن بين التحديات الأخرى التي تواجه الحديقة، تحدث الشاب يوسف العودات، عن انعدام النظافة في الحديقة ومرافقها، وافتقار مكتبتها للكتب، فضلا عن عدم وجود محال تجارية محيطة، أو حتى أي كشك لتقديم المشروبات أو الأطعمة والتسالي للزوار.
ولفت إلى أن من يريد شراء أي شي، عليه قطع مسافة طويلة وبواسطة مركبة لا سيرا على الأقدام.
وتمنى العودات أن يجري مستقبلا إيجاد حلول من شأنها جعل الحديقة جاذبة للزوار، خصوصا أن مكانها يأتي وسط طبيعة خلابة وأجواء هادئة مع إطلالة ساحرة على جبال البلقاء وفلسطين، مطالبا البلدية ببذل قصارى جهدها لتحقيق الأهداف المرجوة من إنشاء الحديقة.
مصدر مسؤول في البلدية ماحص، أقر في حديثه إلى “الغد” بعدما طلب عدم ذكر اسمه، بوجود إهمال وتقصير بملف الاهتمام بالحديقة، عازيا ذلك إلى قلة الإمكانات المالية، إذ تحتاج الحديقة إلى مبالغ ليست قليلة، لإجراء صيانة لمرافقها كافة، بالإضافة إلى توفير العديد من المستلزمات المتعلقة بها وبخدماتها.
وقال المصدر، إن فكرة الحديقة كانت مشروعا طموحا لإنعاش المنطقة وجعلها نقطة جذب للاستثمارات وللزوار، سواء من داخل البلدة أو خارجها، لا سيما في المناطق المجاورة، لكن عدم توافر السيولة المالية اللازمة، أدى إلى فشل الأهداف التي أنشئت من أجلها الحديقة.
وأشار في هذا الخصوص، إلى أن هناك أولويات خدمية تعمل البلدية على إنجازها، مثل تعبيد غالبية شوارع البلدة مؤخرا، بكلفة قاربت على النصف مليون دينار.
وبشأن المشروع الاستثماري الذي أعدته البلدية قبل سنوات لإقامة معهد تدريبي، أكد المصدر أن المشروع، بات أقرب إلى الحلم، لعدم توافر التمويل اللازم لإقامته.
ووفق المصدر، فإن البلدية ستعالج الاختلالات التي تتعلق بالحديقة، وتتخذ إجراءات لحل العوائق التي تحول دون إقبال الزوار عليها.
محمد سمور/ الغد
التعليقات مغلقة.