“مئة عام من الربيع الدائم” تواصل فعالياتها الثقافية بمنطقة “أبيلا” الأثرية
– استكمالاً لفعالياتها باحتفالات مئوية الدولة الأردنية تواصل جمعية ربوع السلط الثقافية الفنية في انطلاقتها عبر مبادرة “مئة عام من الربيع الدائم” التي كانت أولى محطاتها محافظة البلقاء لتتوجه إلى الشمال الأردني لتكون محط رحال المرحلة الثانية من هذه المبادرة الوطنية.
قام فريق جمعية ربيع السلط من الفنانين التشكيليين إضافة إلى مجموعة منتقاة من الفنانين بتوثيق الحياة الريفية، وأهم الآثار في منطقة ابيلا التاريخية، إضافة إلى الربيع المميز في الشمال الأردني مع سهول القمح، ورسم لوحات فنية توثق آثار ابيلا وجمالية منطقة سد الوحدة على الحدود الاردنية السورية.
وقامت مبادرة جمعية حرثا ممثلة بالأستاذ خالد الشرايري برعاية هذا النشاط مع عدة هيئات وجمعيات في محافظة اربد، بالتعاون مع هذه المبادرة إيماناً منها بالهدف الوطني والثقافي لها. جمعية ربيع السلط الثقافية التي نظمت سمبوزيوم فني بمناسبة مئوية الدولة الأردنية بعنوان “مائة عام من الربيع الدائم” في منطقة أبيلا الأثرية بلواء بني كنانة.
حيث شمل على عدد من كلمات الترحيب والولاء والانتماء للوطن بقيادته الهاشمية، وفقرة فنية قدمها الفنان محمود حمادنة والفنان عدنان الفحماوي والفنان يوسف عبيدات، وفقرة شعرية قدمها الشاعر محمود الحيفاوي، وجولة في المنطقة الأثرية بمرافقة عضو مجلس محلي حرثا هاني عبيدات.
بعدها قام الفنانون المشاركون برسم لوحات فنية تحاكي الطبيعة، مجسدين جمالية المنطقة التي تزخر بالآثار والتراث والماضي العريق والحضارة الظاهرة في الأعمدة والحجارة المبنية منذ آلاف السنين.
في الختام تم تكريم المشاركين وتناول وجبة الغداء بحضور نخبة من الشخصيات المحلية، ثم الانطلاق إلى استراحة ومسابح سما الروسان.
وتحدث الشرايري مُرحباً بالحضور والمشاركين، مُثمناً الجهود المبذولة للنهوض بالفن والثقافة من خلال إقامة مثل هذه الفعاليات التي من شأنها ترسيخ مفهوم الإبداع وتنمية الخبرات وتبادل المعرفة.
وقال رئيسة جمعية ربوع السلط ولاء حياصات، ان الهدف من إقامة هذه الفعالية جاء لتسليط الأضواء على منطقة حرثا وبالأخص أبيلا، لترويجها سياحياً بعد أن أصبح هناك ركود سياحي في ظل جائحة كورونا، مؤكدة أن السعي جاد للجمعية في إقامة أنشطة مشابهة خلال ربيع وصيف هذا العام. وأكد مسؤول هيئة اليرموك للتنمية الثقافية والاجتماعية سالم عبيدات، أن استضافة هذه الفعالية في لواء بني كنانة جاء للترويج السياحي والثقافي للمنطقة على المستوى المحلي والإقليمي، بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين الذين جاؤوا من خلال جمعية ربيع السلط الثقافية.
وتحدث عبيدات حول أهمية المنطقة تاريخياً، حيث شرح تاريخ المنطقة والحضارات التي مرّت عليها وأهم ما يميز المنطقة كونها منطقة حدودية.
هذا وقد شكرت الفنانة ولاء الحياصات ممثلة عن جمعية ربيع السلط الثقافية هذه الاستضافة التي أبهجت المشاركين، وقالت ان هذا السمبوزيوم الفني هو استمرارية لمشروع قائم على نشر الفن والثقافة من خلال إقامته في جميع محافظات المملكة، وكانت محافظة إربد هي المحطة الثانية بعد مدينة السلط.
وقد نظمت جمعية ربيع السلط الثقافية هذا السمبوزيوم الفني بالتعاون مع جمعية حرثا الخيرية، وهيئة اليرموك للتنمية الثقافية والاجتماعية، وجمعية موزاييك للفنون البصرية. ويتم الآن التحضير للمرحلة الثالثة لزيارة محافظة أردنية من محافظات وطننا الأغلى والأجمل، تحت عنوان “مائة عام من الربيع الدائم”، بمناسبة مئوية الدولة الأردنية سلسلة من الفعاليات الثقافية. ويذكر أن الانطلاقة بدأت من محافظة البلقاء، وتحديداً منطقة الصبيحي، على شكل ورشة فنية بمشاركة مجموعة من الفنانين الأردنيين بعنوان “تراثنا ربيعنا وفخرنا”، وتم إلقاء الضوء على الحياة الريفية والعادات والموروثات الشعبية والأكلات الأردنية. وإلى جانب هذه الفعالية، وتم توثيق كل نشاط من خلال الرسم والتصوير والنحت وعمل فيلم وثائقي عن المنطقة والحياة الثقافية فيها.
وستتوالى الفعاليات، لتشمل جميع محافظات المملكة وتسليط الضوء على فسيفساء المجتمع الأردني المتجانس بعاداته وتراثه ولباسه الشعبي والأكلات المتوارثة داخل بوتقة المحبة الأردنية. وبعد هذه الجولات حول المملكة، سيكون مهرجان ختامي ستقدم من خلاله خلاصة هذه الجولة بشكل فني متميز، يعكس لنا وجه الأردن الأجمل والأغلى. واختتمت رئيسة جمعية ربيع السلط الثقافة والفنون الفنانة ولاء حياصات قولها، “أقل ما يمكن أن نقدمه لبلدنا هو استذكار تاريخ دولة عريق على مدار مائة عام، وستستمر المسيرة بقيادة الملك عبدالله الثاني حفظه الله”.
معتصم الرقاد/ الغد
التعليقات مغلقة.