نعم يا دولة الرئيس كلُّ مُرّ سيمُرُّ ولكن !

منذر محمد الزغول
=
تاريخ نشر المقال / 18-04-2020
=
بداية أقتبس عنوان مقالي هذا من المؤتمر الصحفيآ الذي أعلن فيه دولة رئيس الوزراء حزمة من الإجراءات الإقتصادية قبل عدة أيامآ للتكيف مع الأوضاع الراهنةآ ، وقدآ تركت هذه الإجراءات بالطبعآ آ صدى واسع في الشارع الأردنيآ بين مؤيد ومعارض لها .
على كل الحكومة وصانع القرارآ في الأردن ومركز إدارة الأزمات يعملون الأن على مدار الساعة لمحاولة الوصول الى أفضل الحلول لجميع القضايا والمشاكلآ التيآ تواجه الوطن في ظل آ هذهآ الأزمة الغير مسبوقة ، والإجراءات الأخيرة تأتي ضمن هذه السياق ، ولكن يبدوآ أن بعض هذه آ الإجراءات آ آ لم تُلاقي أي ترحيبآ في الشارع الأردني آ وقد ظهر ذلك آ جلياً من خلال وسائل التواصل الإجتماعيآ ووسائل الإعلام المختلفة ، ومن هذه الإجراءات وقف الزيادات السنوية للموظفينآ ووقفآ العملآ آ ببعض الحوافزآ الأخرى .
هذه الإجراءات بالطبع وإن بدأ رئيس الوزراء والوزراءآ آ وكبار المسؤولين فيها بأنفسهمآ إلا أن كل آ ذلكآ آ لم يكن كافيا لإقناعآ شريحة كبيرة من المجتمع الأردني آ فيهاآ ، معتبرين أن الموظف الأردنيآ لم يكن في الأصل يعيشآ في هذه البحبوحة والرفاهيةآ التي تستدعيآ خصمآ حوالي ربع أو خمس راتبه آ آ ، وهو الأمر الذي سيثقل كاهل هذه الشريحة الأكبر في المجتمع الأردني .
نحن بالطبع جميعاً مع الوطن ومع أي إجراءاتآ تتخذها آ الحكومة و صناع القرار لنتمكن من عبور هذه الأزمة ، ولكن كان من الممكن أن يكون أفضل من ذلك بكثيرآ ، كأن تكون آ مثلا نسبة آ الخصومات على رواتب الموظفين المتهالكة أصلاً أقل من ذلك بكثير آ آ حتى يتمكنآ هذا الموظف من العيش في ظل هذه الظروفآ الصعبة بكرامة و بأقل القليل ، إضافة الى أن آ الحكومة كان أمامها بعض آ الخيارات الأخرىآ لتدبير أزمتها الماليةآ ومن ذلكآ مثلاً تحصيل أموالآ الدولة آ المنهوبة من الفاسدينآ واقتطاعآ آ نسبة أكبر من رواتب ومخصصات مجلسي النواب آ والأعيان ومجالس المحافظات والهيئات المستقلة ومجالس الإدارةآ التي في غالبيتها لا تقدمآ أي شىء للوطنآ في هذه الظروف .
أخيراً نعم لوقف بدل التنقلات والحوافز آ وأي مبالغ آ أخرى تصرف آ آ لأي موظف ليس على رأس عملهآ ، ولكن آ أتوقع أن اللجوء للزيادة السنويةآ كان قرارا آ غير مقبولا آ آ على الإطلاق ، لذلك ومن منطلق مسؤوليتنا الوطنية والإعلامية والإخلاقيةآ وحتى يستمر هذاآ التلاحم الفريد من نوعه آ آ بين الحكومة وصناع القرار والمواطنين آ في وطننا الغالي أتمنى على الحكومةآ الرجوع عن قرارها هذا ، وإن لم يكن بالإمكانآ ، فقد يكون اللجوء لخيار وقف آ الزيادة السنوية لشهرين أو ثلاثة أشهر آ على أبعد تقدير آ هو أحد الحلول المقبولة والمناسبة .
نعمآ يا دولة الرئيس كل مُر سيمر بإذن الله تعالى ، وسيصبحآ هذا المُر بعد أعوامآ بعون الله تعالى حديث مجالسناآ ، وسيذكر التاريخ لكم آ ومن قبلكمآ لسيد البلادآ حفظه اللهآ ورعاه آ بكل الفخر والإعتزاز آ حسن إدارتكم للأزمة بكل تفاصيلها ، وكيف استطاع بلد محدود الموارد كالأردنآ أن يعبر أزمة عجزت عن عبورها دول عظمى آ ، فلاآ تدعوا لبعض التفاصيل الصغيرةآ أن تدخل بين هذه الذكريات العظيمةآ لأننا والله لا نحب أن نرىآ هذا الوطن إلا شامخاًآ عزيزاآ آمنا ومستقراً .
والله ومن وراء القصد ومن بعد ،،،،