لك شوكةٌ ردَّتْ إلى الشَّرقِ الصَّـبَا

=

تاريح نشر المقال /  04-06-2020

بداية أتشرف بأن يكون عنوان مقالي هذا آ بيتآ  من آ أبيات قصيدة الشاعر اللبناني الكبير سعيد عقل (أردن أرض العزم ) التي تغنى فيها بالأردن ، فأجاد الوصف وأبدع ، وبقيت كلمات قصيدته هذه التي غنتها المطربة الكبيرة فيروز من أهمآ  القصائد والأغنيات الوطنية الأردنية التي ما زلنا نرددها آ منذآ  سنوات طويلة خلت آ الى يومنا الحاضر .

آ 

علىآ  كل ورغم أن كل بيت من آ أبيات القصيدةآ آ  يستحق أن يكون مقالا بحد ذاته ، إلا إنني سأتناول البيت الذي يقول فيه الشاعر الكبير (لك شوكةٌ ردَّتْ إلى الشَّرقِ الصَّـبَا ) ، وهو بالطبع تعبير جميل و بليغ ، حيث يقول الشاعر الكبير للأردن إنّك أيها البلد الصغير من حيث مساحتك إلَّا أنَّك استطعت أن ترد للشرق جميعه شبابه وتعيد له أمجاده بفضل تجربة الأردن الفريدة في العمل والإنجاز .

حقيقة الشاعر اللبناني الكبير لم يقل كلماته هذه عن عبث فهو يعرف جيداً الأردن وقيادة الأردنآ  ، ويعرفآ  أن الأردنآ  ورغمآ  أنه كان دائما بقلب العاصفةآ  إلا أنه تمكن من تجاوز جميع التحديات والصعاب ، بل إن الأردن كان يخرج دائما من كل عاصفة أقوى مما كان آ عليه آ ، وهذا ما جعل العالم كله يحترم الأردن وقيادة الأردن .

على كل أيضاً أعرف جيداً أن هناك حالة من الإحباط الشديد تسود في هذه الأيام آ الشارع الأردني ، وقد تفاقمت هذه الحالة مع أزمةآ  كوروناآ  ، حيث بدأ يشعر المواطن الأردني أنه لا يمكنآ  الخروجآ  من حالة الإحباط التي نعيشها ، والبعض منا ذهب بعيداً بوصفه أن الأردن على حافة الإنهيار وأن الأمور تسير من سيء الى أسوأ .

قد تكون جميع هذه الإفتراضات فيها نوعاًآ  من الواقع ، آ وبالطبع الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن الأردني أيضاً ساهمتآ  بهذا الشعور ، لذلك آ نرى صباح مساء حالة الإحباط والتشاؤمآ  في الشارع الأردني وعلى وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي ، وخاصة أن كثير من القرارات الحكومية في ظل أزمة كورونا لم تكن مدروسة جيداً ، لأنها غلبت الناحية آ الصحية على الناحية الإقتصادية للمواطنين ، وبقي همآ  الحكومة وصناع القرارآ  الحد من إنتشار فيروس كورونا وإتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة لمنع إنتشاره آ بغض النظر عن النتائج السلبية الأخرى التي كان من الممكن أن آ تؤثر سلباً على الجانب الإقتصادي للدولة والمواطنين ، وبالطبع ما تزال هناك العديد من القرارات التي ما زلنا لا نفهمها وتؤثر بشكل كبير جدا على أوضاع المواطن الأردني الإقتصادية .

 أخيراً  رغم كل هذه الضائقة آ الإقتصادية آ الصعبة التي نعيشهاآ  آ ونمرآ  فيها جميعاآ  آ والتي قد تستمر لأشهر وربما لأكثر من ذلك بكثيرآ  ، ، إلا أنني أتوقع أنه لم يكن بالإمكانآ  أفضل مما آ كان ، وقد تكون الموازنة بين محاربة الفيروس ومنع إنتشاره وظروف المواطنين الإقتصاديةآ  صعبة للغاية آ بل ومستحيلة أيضاً ، لكنآ  قد تكون مملكتنا الحبيبة بقيادة جلالة الملكآ  وأجهزة الدولة المختلفة آ آ قامت بالواجب وأكثر من ذلك ، لذلك أيضا رأينا أن الأردن كان آ من أقل دول العالم تأثرا بالفيروسآ  ، والأرقام خير دليل وشاهد على ذلكآ  ، وهذا أيضا ما جعل الكثير من وسائل الإعلامآ  في العالم تتحدث عن الأردنآ  وعن إنجازاته وعن التجربة الأردنية في هذا المجال ، وهذا أيضا ما جعلني أستذكر قصيدة الشاعر اللبناني الكبير (أردن أرض العزم )، وخصوصا البيت الذي يقول فيه (لك شوكةٌ ردَّتْ إلى الشَّرقِ الصَّـبَاآ  ).

بعون الله تعالى الأردن آ بقيادة جلالة الملك آ حفظه ورعاه آ ورغم كل هذه التحديات والصعابآ  التي تواجهه داخلياً وخارجياً آ سيبقى ذلك الوطن الذي يتحدث آ عنه العالم آ بكل الفخر والإعتزاز ، و لن تزيدنا آ الأزمات والصعاب والتحديات إلا كل آ قوة وتماسكاً آ ، وسنبقى نردد بإذن الله تعالى آ آ آ قول الشاعر اللبناني الكبيرآ  في الأردن (لك شوكةٌ ردَّتْ إلى الشَّرقِ الصَّـبَاآ  ).

آ آ .

والله من وراء القصد ومن بعد ،،،