مادبا: مواقع أثرية ودينية عالمية بلا استثمار
على الرغم مما يزخر به لواء ذيبان من مواقع سياحية وأثرية فريدة، لكن مكانته التاريخية والسياحية لم تشفع له، لأن يخرج من خانة الاهمال وعتمة غياب الخطط الحيوية، التي كان يمكن أن تضعه في عين المناطق الرائدة على مستوى التنمية المجتمعية والاقتصادية، لما يتمتع به من موارد وامكانات.
تنتشر في مناطق اللواء، مواقع تاريخية وأثرية ذات أهمية محلية وإقليمية وعالمية، أبرزها قلعة مكاور التي اعتمدها الفاتيكان، ضمن المواقع الخمسة لمسار الحج المسيحي في الأردن، الى جانب تل ذيبان الأثري، ومقام الصحابي أبو ذر الغفاري، وكذلك وديان الهيدان والوالة وعطروز والموجب، وحمامات قضيب وماعين المعدنية، التابعتين لبلدية جبل بني حميدة وبرتا، بالاضافة لمحمية الموجب، وغيرها من المواقع.
وفي ظل ما يمكن لهذه المواقع إضفاءه على المشهد السياحي في المملكة من حيوية، ذات طابع استثماري تنموي، فإن مطالب أهالي اللواء بتطوير خدماتها وتسويقها، على نحو يمكن من تقديمها كمنتج سياحي ثقافي للعالم، يدعو الى لفت الاهتمام باللواء ومناطقه ذات الطابع التاريخي السياحي، ناهيك عن معالمه الطبيعية.
واليوم، مع بدء مرحلة التعافي التي أعلنت عنها الحكومة، بات التساؤل حول التذرع بجائحة كورونا في إغفال المواقع التاريخية وتمكينها من ان تكون جزءا من قطاع سياحي كان الاكثر تضررا بين القطاعات ملحا حول الخطط والاستراتيجيات الوطنية الساعية لتغيير نمط العمل والتفكير في إنتاج استراتيجيات تنهض بالاقتصاد الوطني.
وقد نبه بعض الأهالي في اللواء، الى أن بقاء الحال على ما هو عليه من دون البدء بخطوات عملية، لتفادي حالة الاهمال لآثار اللواء وموارده الطبيعية، سيكرس حالة الركود التي انتجتها جائحة كورونا، الى جانب ما ألقته الازمة الاقتصادية العالمية الاخيرة من تداعيات سلبية على مختلف القطاعات، وبالذات السياحي منها في المملكة.
وتساءلوا حول الأهمية التي تتمتع بها قلعة مكاور التي تحتاج الى خطة عملية، تمكن من تسويقها كموقع سياحي عالمي، يمكن الاستدلال على شيوع معرفته التاريخية في العالم دون عناء. وهو ما سيسهل تسويقه، وتعزيز مكانته في السياحة الدينية العالمية.
ولفتوا إلى اعتماد الفاتيكان، لقلعة مكاور، القبلة الأولى لانطلاق الحج المسيحي في الاراضي المقدسة، يضعنا امام الحاجة للاسراع في تفعيل مكانتها سياحيا واستثمارها على اكمل وجه.
لكنهم لمحوا الى أن هذا الموقع المهم لا تتوافر فيه أدنى الخدمات، وان الاهتمام به، والوعود بتفعيله وتنفيذ مشاريع بشأنه، هي مجرد حبر على ورق.
ويرى شبان ان تفعيل هذا الموقع، سينعش اللواء اقتصاديا، وسيمكن من توفير مئات فرص العمل لشبانه، وسيخلق مشاريع استثمارية صغيرة وكبيرة في نطاق عملية استثمار القلعة جيدا.
الى جانب ذلك، فإن ما يتوافر في ذيبان من محميات وطبيعة خلابة ونادرة، كمحمية سد وادي الموجب، التي تعتبر نقطة جذب للزوار من مختلف المحافظات، والسياح من العالم، تحتاج الى تسليط الضوء على امكانية استثمارها جيدا.
فهذه المحمية يعيش فيها 412 صنفا نباتيا، وأكثر من 50 صنفا حيوانيًا، وهي ممر للطيور المهاجرة دوليًا، كما يمكن الاستفادة مما توفره مياه السد من برك وبحيرة في صيد الأسماك، ما يعود بالفائدة على أبناء المنطقة، لكن أمام حالة الاهمال بمثل هذه التصورات والمقترحات، وغياب الاهتمام والرعاية للمحمية، وتسويقها كمنتج سياحي بيئي، يظل الوضع على ما هو عليه.
كما لفتوا الى أهمية الطبيعة والبيئة في وديان: الخرار وأبو غريبة والسلايطة وسدير وبرتا والملاقي، وغيرها من معالم الطبيعة في اللواء، لوقوعها في نطاق محمية وادي الموجب التي تمتاز بخصائصها الجمالية، ومناخها الصحراوي، وما ينتشر فيها من كائنات، فهي موطن للماعز الجبلي “البدن”، وغيره من الحيوانات البرية النادرة والنباتات، والمياه الحارة العلاجية وينابيعه المنتشرة في أغلب أنحاء المحمية.
في هذا النطاق، يرى غالبية من التقتهم “الغد”، لاستطلاع آرائهم حول ما يمكن ان يقدمه اللواء من موارد استثمارية، بأن هناك مصدرين أساسيين للنهوض به، هما: الزراعة والسياحة، لكن هذين المصدرين ما يزال تفعيلهما راكدا، ويتطلب من الجهات المعنية، التوجه الى خلق مناخ استثماري حيوي في اللواء، يحرك المياه الساكنة، ويستقطب المستثمرين ويشجعهم على بناء مشاريع ريادية فيه.
ولفتوا الى اهمية أن تبدأ عملية التخطيط لاستثمار مقدرات اللواء مبكرا، بخاصة وان كثيرا من الدول المجاورة، باتت توجه مقدراتها للاستثمار في القطاع السياحي، وتسويق معالمها التاريخية والبيئية، مشيرين إلى ضرورة وضع خطة شاملة للاستفادة من المقدرات السياحية والآثارية الموجودة في اللواء.
وطالبوا ببرنامج توعوي وتثقيفي أولا، يوجه عناية الاهالي والشبان الى قيمة اللواء التاريخية، ومن ثم تدريبهم على العمل في القطاع السياحي وخدماته، ما سيشكل بداية للنهوض بالسياحة، ويحقق عبر المشاريع التي ستستثمر فيه، تنمية مستدامة، تضع حدا للبطالة بين شبابه.
وأوضحوا أن احتياجات مناطق اللواء كثيرة، لكن البدء بالسياحة ستمكن من تأمين هذه الاحتياجات، والاستثمار فيها، سيرفع من سوية تنمية اللواء، وهذا يتطلب خلق مشاريع سياحية وترويحية في المنطقة التي تعج بالمعالم السياحية المميزة.
كما دعوا لإنشاء حدائق ومتنزهات وقرى سياحية، تمكن الفنانين والمثقفين في العالم من زيارة معالم اللواء، وهذا لا يأتي فقط بالتمني، ولا بوضع أماني الاهالي تحت لائحة الانتظار، او الوعود فقط، بل يحتاج خلق نوع من الانماط السياحية الثقافية، يروج لها في أكثر من نطاق.
محمد الحمايدة من أبناء اللواء، قال إن ثمة حلقة مفقودة في عملية جذب العامل الاستثماري الخاص بالمناطق السياحية والأثرية للواء الذي يشكل 70 % من مساحة محافظة مادبا، وهذا بدوره يستدعي دراسة امكانياته للاستثمار السياحي، ووضع استراتيجية شاملة الأبعاد للاستفادة من إرثه التاريخي والثقافي والحضاري والبيئي، الذي يتميز به.
وتساءل الحمايدة، إلى متى سنظل نحلم ولا تتحقق احلامنا، بنهضة اللواء، وتحويله الى اقليم سياحي، وإقرار الحكومة بأهميته، وما يمكن ان يحققه من مردود اقتصادي.
ونبه الى أن استمرار تأجيل النظر في إدراجه كإقليم سياحي، لتفرد مزاياه الآثارية والبيئية في قائمة اهتمامات الحكومة، سيضيف الى أزماته أزمات جديدة، سببها تفاقم حجم البطالة فيه، وتراجع أي محاولات استثمارية أو مبادرة فردية للنهوض به عن أداء دورها.
ودعا الحكومة، لأن ترى اللواء بعين مختلفة هذه المرة، فقد اضحت امامنا فرصة حقيقية للخروج من تبعات ازمة كورونا، باستثمار مقدراتنا التي بقينا صامتين عن التفاعل معها سابقا، وتسبب بضيق الافق الاستثماري لابناء اللواء وللمستثمرين الخارجيين، لتردي الخدمات والبنى التحتية فيه.
وقال ابن اللواء ليث عبدالحافظ القعايدة، إن ما يعلن عنه من مقترحات رسمية لتفعيل موقع قلعة مكاور سياحيا، مجرد حبر على ورق، فالموقع أمامنا منذ زمن، لكنه ما يزال الى اليوم مجرد موقع أثري عادي، بلا خدمات حقيقية وبلا تسويق يجعله محجا حقيقيا للسياحة الدينية، الى جانب أن تطويره سياحيا، سيدفع به لأن يكون نافذة جذب استثماري، تسهم بتخفيف نسبة البطالة في صفوف شبان اللواء.
وأشار الناشط إبراهيم محمد الحواتمة، الى أهمية مقام الصحابي أبو ذر الغفاري، الذي يقع في منطقة السحيلية، لكنه مهمل ويحتاج إلى تطوير، لينضاف ايضا الى مواقع السياحة الدينية في اللواء، مؤكداً أن استثمار مثل هذه المواقع في السياحة، يحتاج الى تسليط الضوء عليها، وإدراجها في الخارطة والمسارات السياحية.
أما الصحفي الزميل غازي العوايدة، فرأى أن معالم اللواء ذات مزايا سياحية فريدة، ما يؤهلها لأن تكون جاذبة للزوار والسياح، بخاصة وانها حاضرة في كتب التاريخ، وشائعة في العالم، والى جانبها، يمكن استثمار طبيعة اللواء المتنوعة بيئيا ومناخيا في اكثر من مجال سياحي.
ولفت العوايدة الى أن الثقافة المجتمعية في اللواء، تستمد عمقها من تاريخه العريق، وهو ما سيسهم في استثمار امكانياته، ومنح ابنائه دورا في هذه العملية، مؤكدا أن اللواء يتطلع لأخذ مكانته في السياحة المحلية والاقليمية والعالمية، وهذا يتطلب من الحكومة اعادة الاهتمام به ووقف تهميشه.
واستشهد العوايدة، بوادي الموجب الذي ذُكر في مسلة الملك المؤابي ميشع كموش، وبما يضمه من آثار مهمة تعود لأزمنة وحضارات ضاربة في التاريخ منذ قرون طويلة.
المهندس الجيولوجي جورج حدادين، رأى اللواء من زاوية سياحية اخرى، مؤكدا فيها أهمية اللواء في السياحة الجيولوجية التي أصبحت نمطًا سياحيًا مهمًا جاذبًا للاستثمارات، مشيرا الى الطبيعة الجيولوجية المتنوعة والفريدة في اللواء.
وطالب بإنشاء مركز دراسات للسياحة الجيولوجية والبيئية، وخلق برامج تعاون مع الهيئات الرسمية، وإنشاء فرق متخصصة لتقديم استشارات لمساعدة الهيئات السياحية في تطوير منتجات السياحة الجيولوجية، مقرها اللواء.
أما الإعلامي خالد الطوالبة، فرأى أن السياحة البيئية، تعتمد على التوازن البيئي، لافتا الى أن هذه الظاهرة تحقق للسائح البحث والدراسة والتأمل في الطبيعة والنباتات والحيوانات، لكن ذلك يتطلب ما تتيحه السياحة البيئية بالاستثمار والمشاريع الإنتاجية للمجتمع المحلي، مع حماية البيئة والتنوع الحيوي والثقافي لها، وفق معادلة تنموية واحدة، عبر إعداد برامج سياحية، تعتمد على توجيه السياحة نحو المواقع المميزة بيئيًا.
وبين أن العمل السياحي، يدعونا لأن نبتكر طرقا لجذب السياح إلى اللواء، وتسويق الأماكن السياحية وتشجيع السياحة الداخلية والخارجية، سواء على الصعيد العلاجي أو الترفيهي أو التاريخي أو الديني او الثقافي والحضاري.
ولفت محمد النوافعة، وهو من هواة صيد الأسماك، الى أنه يلجأ إلى سد الموجب لممارسة هوايته، والاستمتاع بأجواء الصيد، مضيفًا أن هذا السد الذي يؤمه زوار وسياح، يمتاز بطبيعة جاذبة، وتحتوي بحيرته على عدة أنواع من الأسماك، منبها الى أن ظاهرة صيد الأسماك فيه تزداد يوميا.
يقول عمر الرواشدة من أهالي اللواء، إن المناطق الواقعة في نطاق محمية الموجب “لا تجد اهتماما رسميا، وتواجه التهميش برغم أهميتها البيئية، حتى أضحت تدور في فلك النسيان والإهمال، فالطريق الواصل إليها وعر كثير الحفر والتشققات، غير مهيأ لسير المركبات عليه، فضلا عن أنها غير مدرجة على الخريطة السياحية”.
ولفت الى أن هذه التغييب لمنطقة ذات أهمية بيئية، يمكنها أن ترفد السياحة البيئية في المنطقة، يتطلب تعاونا واسعا من مختلف القطاعات الرسمية، لنقل المنطقة من الاهمال الى الاهتمام.
فيما يقول ليث القيسي “إن مناطق لواء ذيبان، تمتلك عناصر تاريخية وجمالية تؤهلها لتكون نقطة جذب استثماري وسياحي وزراعي، يعود بالنفع على أبناء المنطقة، ويسهم بصناعة مستقبل أبنائها بالحد من البطالة وبالتالي الحد من الفقر”.
وأشار الى أن اللواء نقطة جذب سياحي مهمة، بخاصة لمستكشفي الطبيعة وجمالها، وهواة “التخييم” ورياضة المغامرة وتسلق الجبال، وهي على المستوى الجمالي مؤهلة لجذب الاستثمارات اليها، لكن ذلك يحتاج الى مقومات تساعد في هذه المهمة”.
ودعا عدي سالم الرواحنة من ذيبان، وزارة السياحة والآثار إلى التوجه الى وضع خطط واضحة لترويج المناطق السياحية في اللواء، وتسويقها محليا واقليميا وعالميا، لأنها ذات خصوصية مميزة من عدة نواح، أبرزها من الجانبين التاريخي والبيئي.
ولفت الى أن التفاعل مع اللواء يجب ان يتغير، وان يأخذ شكلا يؤهل المنطقة ويضعها على خارطة اهتمامات وزارة السياحة والجهات المعنية، لتسهم بتحسين الواقع الاقتصادي لأبنائها. وأكد ضرورة المحافظة على بيئة وادي الموجب، بإحداث نشاطات مولدة للموارد التي تضمن التمويل الذاتي، بخاصة في السياحة البيئية، لانها تُعد من أنجح الوسائل للانتعاش الاقتصادي وتسهيل الاتصال بالطبيعة.
وبين أحد زوار المنطقة، أنه يستمتع بزيارة معالم اللواء الطبيعية والأثرية، لكن المنطقة تفتقر للتأهيل والتطوير والرعاية من الجهات المختصة، لتكون نقطة جذب استثماري.
مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني، اكد أن وزارة السياحة والآثار، لا تدخر جهدا لترويج المواقع السياحية والأثرية، ومنها المحميات، مضيفا أنه برغم أن الوزارة تعمل على ترويج محمية الموجب سياحيا، بالتعاون مع إدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة وهيئة تنشيط السياحة.
وحول إقامة المشاريع الاستثمارية واستقطاب المستثمرين من القطاع الخاص، أكد الجعنيني أن قانون المحميات الطبيعية لا يسمح بتغيير المعالم الطبيعية في المناطق، التي تقع ضمن حدود المحميات حتى لا تفقد ميزتها الطبيعية.
وأشار إلى أهمية إنشاء مركز زوار في منطقة تل ذيبان، بزيادة عدد السياح القادمين إلى محافظة مادبا، موضحا انه سيضم غرف استقبال ومحلات لعرض المنتجات المحلية من حرف يدوية وغيرها من المنتجات السياحية التي تنفرد بها مادبا.
واضاف أن المركز سيشكل مركزا للزوار، ونافذة تسويقية للمنتج الحرفي لجمعيات اللواء وأبناء المجتمع المحلي، لتعزيز مكانته السياحية وربطها بالمواقع السياحية والأثرية في محافظة مادبا.
وقال إن المركز سيكون، المشروع الأول الذي تقيمه الوزارة في اللواء، ليغدو محطة سياحية للانطلاق في مسار ذيبان السياحي، الذي يبدأ من تل ذيبان ويمتد نحو عشرة كم، مروراً بإطلالات بانورامية على محمية الموجب وحمامات قصيب، لينتهي عند مقام الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري في منطقة الشقيق.
وتحاول وزارة السياحة عبر المركز، إحداث تنمية مستدامة في اللواء، والتركيز على أنماط سياحة المغامرات والبيئة والطبيعة، فهي أنماط تشهد إقبالا متزايدا من الزوار، ويمكن ممارستها في مسار ذيبان السياحي، لما توفر تجربته من فرادة، الى جانب إشراك المجتمع المحلي بتقديم الخدمات السياحية على طول المسار، كالإيواء والطعام والشراب، بما يسهم في توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للشبان، وتحسين مستوى المعيشة في اللواء، وفقه.
وتسعى الوزارة الى الوصول لتكامل الخدمات السياحية في المنطقة، بتوفير خدمات إيواء ومطاعم واستراحات ومواقف للحافلات.
كما أكد مدير آثار مادبا خالد الهواري، أن مديرية الآثار العامة، وضعت خطة شمولية لتطوير موقع قلعة مكاور الأثري، الذي يعد من المواقع الأثرية الدينية المهمة بدعم من وزارة السياحة.
وأشار الهواري إلى أن المشروع يهدف الى تأهيل قرية مكاور الأثرية، واستمرار عمليات التنقيب والترميم والصيانة للمعالم والكنائس الأثرية فيها، وترميم المعالم الأثرية في القلعة، وتزويد الموقع باللوحات الإرشادية والتوضيحية، ووضع خطة إدارة الموقع لضبط وتنظيم إدارة العمل الأثري والسياحي في حدود الموقع.
وأوضح أن موقع مكاور من أكثر المواقع إثارة للجدل من الناحية التاريخية والروحية، كونه ارتبط بقصص دينية وشعبية لها دلالات في الديانات السماوية الثلاث الإسلامية والمسيحية واليهودية.
وأضاف أن هذا المكان ارتبط بالذاكرة الزمنية منذ أتباع الديانة المسيحية، وذلك للحادثة الشهيرة التي جرت بين ثناياه، ألا وهي قطع رأس النبي يحيى عليه السلام، ما منح المكان هالة دينية وقدسية، ميزته عن باقي المواقع والأماكن.
وأكد الهواري، أن إشراك المجتمع المحلي في هذا المشروع، عن طريق تشغيل الأيدي العاملة المحلية وتدريب الشبان على أعمال التنقيب والترميم، يتطلع لمنحهم دورا في تأهيل الموقع، ما يتطلب دعم الأهالي، وجعلهم يسهمون بتطويره سياحيا، ليعود بالفائدة عليهم.
وبحسب مصدر من وزارة الزراعة، طلب عدم نشر اسمه، فإن تربية الأسماك في السدود، تعد نوعًا من أنواع الأمن الغذائي، قائلًا إن محمية وادي الموجب “ذات طبيعة فريدة يؤمها الزائرون والسياح والصيادون من جميع مناطق المملكة، لما تمتاز به من مناظر خلابة، وأيضا لما يتوافر في سدها من أسماك”.
وأضاف أن الوزارة شجرت المناطق المحاذية للسد لإضفاء جمالية على المكان، وزرعت 1500 دونم، بينما تشجير 200 ألف دونم أخرى في منطقة الموجب.
أحمد الشوابكة/ الغد
التعليقات مغلقة.