تصنيف شنغهاي..وجامعاتنا.!
د. مفضي المومني
تصنيف شنغهاي أو (التصنيف الأكاديمي للجامعات العالمية:
Academic Ranking of World Universities (ARWU)،
والذي يعد الأول عالمياً والأكثر موثوقية وشفافية بين بقية التصنيفات لانه لا يعتمد البيانات المقدمة فقط بل يعتمد آليات تحقق رصينه هو و QS وغيرها من التصنيفات التي عصيت على جامعاتنا..والتي هي ليس مثل التايمز الذي يعتمد البيانات المقدمة مفترضا الصدق والحقيقة، في حين تقدم بعض الجامعات بيانات كاذبة ملفقة ليست من الحقيقة بشيء مع دفع تحت الطاولة كما يشاع، أي قضية تجارية بحته، وقد راسل التايمز العديد من أساتذة كبريات جامعاتنا وزودوهم بالحقائق لأن جامعتهم متقدمة بكل شيء عن غيرها ممن تقدمها بالترتيب، وأجابوا بخجل ولهذا تراجعت بعض الجامعات، وكما عرفنا فالتصنيف يديره ثلاثة أشخاص..! ووراء الأكمة ما ورائها، لأن الوضع المتردي لبعض الجامعات التي تتغنى بالتصنيف يشي بعدم المصداقية، في حين الآف الجامعات المرموقة عالميا لا تتقدم للتايمز، والكلام أن الجامعات تتأهل عار عن الصحة، فالجامعات تتقدم وتدفع، والجامعات المتقدمة للتايمز هذا العام 1600 ويطرح منها أول بضع مئات الجامعات تدرجها التايمز دون أن تتقدم وهي الجامعات الأولى في العالم، وتصنف الجامعات الباقية المتقدمة للتصنيف والتي دفعت..!، وعليه فالترتيب لا يعدو ترتيب بين جامعات من دول العالم الثالث يتسابق رؤسائها للحصول علي تصنيف وهمي لا يمثل الواقع، وهم يعرفون أنه غير حقيقي، إذا عرفنا أن الجميع يتنافس مع ما يقارب 800 جامعة متقدمة من جامعات العالم، مع أن جامعات العالم يصل عددها 37000 جامعة، وكنا نتمني أن تعمل إدارات الجامعة على جامعاتها كما يجب، إذ يجب أن يتوافق التصنيف مع الواقع… والواقع مترديكما نرى، وبعدها التصنيف سيأتي لوحده عندما تتميز، كما تفعل الجامعات المتقدمة في العالم، ويجب أن لا يكون التقنيف هدف مع إهمال عناصر التميز الحقيقية، ومثال ذلك ماذا قدمت أبحاثنا للمجتمع؟ وللعالم؟ أين الإختراعات؟ أين التقدم التكنولوجي؟ أين الخريج النوعي؟ أين البيئة الجامعية المتقدمة؟ هل انعكست مخرجات جامعاتنا في تقدمنا بعيد المنال؟ فلا ينفع أن تكون الأول أو الثاني في صف (الطشيه)، وحميى اللهاث خلف التصنيفات أفسدت بعض الجامعات والباحثين، فما فائدة الأبحاث سكوبس وغيرها إذا كانت تباع وتشترى؟ ولا ننكر تميز بعض زملائنا في الجامعات، مع إن البعض إقتباساته ذاتيه أو وهمية لأنه موجود بالصدفه ضمن فرق بحثية عالمية ومساهمته لا تذكر أو معدومه..!
وتصنيف شنغهاي يليه بالأهمية تصنيف QS، ومن خلال مراجعة تصنيف شنغهاي لعام 2020، لم تظهر للأسف أي من جامعاتنا الأردنية لا في أول أفضل 500 جامعة، ولا في أول أفضل ألف جامعة، وظهرت فقط جامعتان أردنيتان في الألف الثاني من تصنيف شنغهاي وهما جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية وترتيبها 1329والجامعة الاردنية وترتيبها 1432؛ ومعروف أن مدى التصنيف الرئيسي هو أول 500 جامعة، وظهرت 63 دولة في الألف الأول من التصنيف، وكان الحضور للجامعات العربية في أفضل ألف جامعة كما يلي:
– مصر خمس جامعات في أول أفضل ألف، و18 من أول الفين، أولها جامعة القاهرة وهي الجامعة المصرية الوحيدة التي تتواجد في هذا التصنيف ضمن أفضل 500 جامعة عالمية. وجامعة الإسكندرية في الفئة من 701 إلى 800، ثم جامعتي عين شمس والمنصورة في الفئة من 801 إلى 900، وجامعة الزقازيق في الفئة من 900 إلى 1000.
– السعودية أربع جامعات، ثلاث منها في أول أفضل 500 جامعة وهي؛ جامعة الملك عبد العزيز وترتيبها 305، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا وترتيبها 326، وجامعة الملك سعود وترتيبها 382.
– وكل من تونس، ولبنان، وقطر بجامعة واحدة
وبمطالعة الأرقام والحقائق عن عدد الجامعات في أول ألف جامعة لبعض الدول نجد:
-امريكا وتصدرت الترتيب بمجموع 206 جامعات من أفضل ألف مع أن عدد الجامعات الأمريكية يزيد عن 1500، وتصدرت الترتيب بثلاث جامعات هي؛ هارفرد، ومعهد ماسشوتس للتكنولوجيا وجامعة ستانفورد، الصين 126 جامعة، بريطانبا 63، المانيا 53جامعة ، ايطاليا 46جامعة ، اليابان 45 جامعة،اسبانيا 40جامعة، استراليا 34 جامعة، كوريا الجنوبية 32، فرنسا 30 جامعة، كندا 28 جامعة، البرازيل 22 جامعة، الهند 15جامعة، روسيا 14جامعة و43 جامعة من اول الفين، ايران 12جامعة، جنوب افريقيا 9 جامعات، تركيا 11جامعة، بولندا 8 جامعات، تايلند 4 جامعات، رومانيا 1 جامعة، واوغندا 1جامعة. اثيوبيا 1 جامعة واحدة، ونلاحظ أن هنالك تواجد لدول شرق اوسطية وعربية وبشكل جيد، ويستوقفنا حال جامعاتنا، وتعليمنا العالي، إذ تبدو المسافة طويلة بيننا وبين التصنيفات المحترمة والشفافة والموثوقة عالميا، وهذا يستدعي أن ننزل عن عنجهيتنا وكبريائنا الأخرق في موضوع التعليم بشكل عام والتعليم العالي بشكل خاص، دول حولنا تتقدم عالميا وتضع أقدامها في مجموعة ال 500 والألف الأفضل عالمياً مثل تركيا وايران، ونحن ما زلنا نبحث عن أسس القبول وكيفية تعيين رؤساء الجامعات بالتنفيعات والواسطات والتوصيات..!، وأبجديات تجاوزها العالم منذ زمن… !، وأخفقنا في كل هذا، رغم تبجح البعض ببطولات ونجاحات كرتونية وهمية، فالجامعات يا سادة تراجعت كثيراً بشهادة ابنائها، وبشهادة التصنيفات العالمية الرصينة، كم صرفنا على الجامعات وعلى البحث العلمي عبر السنين..؟، قارنوا هذا ببعض الدول الفقيرة في القائمة والدول التي وضعت إسم جامعاتها في المقدمة، لماذا يتقدمون ونحن نتأخر؟ أجزم أن مواردنا أكثر من كثير من الدول في القائمة، وأجزم أن مشكلتنا هي مشكلة سياسات وإدارات عقيمة، الجامعات مؤسسات أكاديمية حرة، يجب أن لا تقاد بعقليات رجعية تبحث عن الشهرة والسلطة والتسلط، ما يدور في بعض جامعاتنا مخجل، ولن يصنع نجاحاً، لأنه يتوهم النجاح الكاذب، نتائج التصنيف كشفت المستور، فأفضل جامعتين لدينا تقبعان في الألف الثاني، فهل نتوجه لمؤتمر وطني لإنقاذ التعليم العالي في بلدنا؟ مجلس التعليم العالي ووزارته منذ سنوات تدور في حلقة مفرغة، أقصى إنجازاتها تعيين رؤساء إما فاشلين أو تُفشلهم بعد حين لأن أساس التعيين خاطئ، ذكرت سابقا مجموعة من الملفات بحاجة لعمل… وأن الوضع بحاجة لثورة بيضاء وليس لمعالجات جدباء..! وغير ذلك سنبقى (ننفخ في قربه مخزوقه)، لدينا طاقات بشرية هائلة، لدينا موارد جيدة، لدينا قاعدة نستطيع البناء عليها، ولكن ليس لدينا إدارات تقود النجاح، لدينا إدارات تقود الصراعات وتصنع الفشل وتحبط المتميزين، ولهذا سادت ظاهرة الإنسحاب للمتميزين، وقاد ركب الخيبة (الصف العاشر..ج) وهكذا نجتر الفشل جيلاً بعد جيل، مطلوب من صانع القرار أن يفعل ما يجب فعله، دون إنتظار، فبلدنا يستحق الأفضل… وجلد الذات ومحاسبتها أهون بكثير من بطولات وإنجازات وهمية ليس لها من الواقع والحقيقة شيء… حمى الله الأردن.
معلومات عن تصنيف شنغهاي أو التصنيف الأكاديمي للجامعات العالمية (ARWU) والذي نشر لأول مره في عام 2003 من قبل (CWCU) ، كلية الدراسات العليا للتعليم (سابقا معهد التعليم العالي) من جامعة شانغهاي جياو تونغ، الصين، ويتم تحديثه علي أساس سنوي. ومنذ العام 2009 بدأ يصدر عن شنغهاي للإستشارات وهي منظمة مستقله تماما مكرسة للبحث في مجال التعليم العالي، وهي الناشر الرسمي للتصنيف الأكاديمي للجامعات العالمية.
أما منهجية تصنيف شنغهاي فتستند إلى عدة مؤشرات، بحيث تعطى العلامة الكاملة لأول جامعة وتحسب علامة بقية الجامعات نسبة لها والمؤشرات والأوزان كما يلي:
1- جودة التعليم والبرامج والمقررات الجامعية المطروحة، حيث ينظر لعدد خريجي الجامعة وعدد طلابها الذين حازوا على جائزة نوبل أو ميداليات أو أوسمة في الحقول العلمية المختلفة وتعطى ما نسبته (10%).
2- جودة الكليّات وطاقمها التعليمي وحصول أساتذتها أو باحثيها على جائزة نوبل أو ميداليات أو أوسمة في الحقول العلمية وما إذا كانت أبحاثهم تُعتبر مراجع أساسية وقوية لغيرهم ومنشورة في قواعد بيانات عالمية محددة وتعطى نسبة (20%).
3- عدد الأستاذة والباحثين اصحاب الإستشهادات العالية ويعطى نسبة (20%).
4 – مجموع الأبحاث العلمية المعترف بها والمنشورة في أفضل المجلات المحكمة خلال الخمس السنوات الماضية، مثل
( Nature and Science,
Papers indexed in Science Citation Index-Expanded and Social Science Citation Index)
والتي تمت في مختبرات هذه الجامعات ومن خلال باحثيها وأساتذتها ويعطى نسبة (40%).
5 – نصيب الفرد من الأداء والإنجاز الأكاديمي الكلي / Per Capita Performance، والذي يعتبر وسيلةً لتحديد التطوّر المعرفي والأكاديمي للجامعة ككلّ حسب كلّ طالب، وكم حجم انفاق الجامعة على البحث العلمي ويعطى نسبة (10%).
ومما يعزز مصداقية تصنيف شنغهاي استناده إلى بيانات يمكن الوصول إليها بكل يسر على شبكة الانترنت وهذا يعزز شفافية التصنيف. كما أن التصنيف مستقل وليس له أي أغراض تجارية مثل بعض التصنيفات الأخرى.
ولأغراض المسح الشامل للجامعات بناء على هذه المؤشرات، تستعين شنغهاي للاستشارات بحوالي 3500 من اساتذة أفضل 100 جامعة في العالم من مختلف التخصصات وكثير منهم رؤساء أقسام أو عمداء كليات أو في مناصب إدارية عليا في الجامعة. عكس بعض التصنيفات التي تعتمد على تزويدها بالمعلومات من الجهة التي تدفع رسوم التصنيف والتي قد تكون غير دقيقة وهدفها الحصول على تصنيفات متقدمة ليس لها أساس حقيقي… !.
# تصنيفات الجامعات
# تصنيف شنغهاي للجامعات
# د. مفضي المومني
المرجع:
معلومات وارقام تصنيف شنغهاي في المقال وغيرها من المعلومات عن التصنيف مترجمة من رابط التصنيف الرسمي:
http://www.shanghairanking.com/ARWU2020.html