فوضى.
معتصم مفلح القضاة
=
يُعرض على نتفلكس المسلسل الإسرائلي ( فوضى) والذي يحاول فيه الكاتب و المنتج والمخرج إظهار الموساد الإسرائلي كقوة كبيرة لا يفوتها تحقيق هدف.
لستُ ناقداً سينمائياً ولا محللاً عسكرياً ولكن بعض هذه المشاهدات مربوطة بالواقع الذي نشاهده وخاصة بعد عملية هروب الأسرى وما تبعها:
١.تعتمد أغلب عمليات الجيش على ( اليهود من أصول عربية) إذ يظهر اليهودي يتحدث العربية بطلاقة يصعب تمييزه عن المتحدث بغيرها.
٢.يظهر بشكل بارز أن أغلب عوامل نجاح العمليات الاستخباراتية كان بمساعدة العملاء. سواءً كانوا نشطاء أو غير مفعّلين ( تحت الطلب) ، إذ بدون هؤلاء وخدماتهم لم يستطع الجيش تنفيذ أهدافه.
٣.كانت أغلب إغراءات الموساد للعملاء إخراجهم إلى أوروبا أو دول عربية مختلفة لينعموا بالعيش الهنيء والمستقبل المشرق، والمعلوم أن هذه الإغراءات السطحية يمكن ( للعميل ) تحصيلها بدون عمالة. علماً أن أغلب العملاء في المسلسل لقوا حتفهم بشكل أو بآخر.
٤.كان دور المراهقين واضحاً في المسلسل ( من الجانب الفلسطيني) وتم إظهاره بصورة غير منطقية ، فمناضل يكشف تفاصيل اختفائه وهروبه من أجل أن يسأل صديقته : بتحبيني يا صفاء؟ ليتم تعقب المحادثة … الخ. وآخر يقع في حب قريبته التي تكبره بالعمر ويتزوجها رغماً عنها لتكون هي بعد دلك أداة قتله وتصفيته.
٤.تبرز حلقات المسلسل الخلافات بين قيادات حماس على أنها خلافات مصيرية تصل إلى حد التصفية الجسدية.
٥.قضايا الفساد الأخلاقي والمالي محور يحاول المسلسل إظهاره على أنه أساس في جميع تعاملات الجانب المقاوم.
٦.تُظهِر حلقات المسلسل بمواسمه الثلاثة طبيعة التنسيق الأمني وارتباطه في الغالب بمصالح شخصية بين مسؤولي الأمن الوقائي الفلسطيني والموساد.
٧.مع كل الخسائر الجانبية للموساد إلا أن المسلسل فشل في إضفاء طابع المصداقية فيما يجري على الواقع إلا حقيقة واحدة أكدها المسلسل مفادها ” من غير العملاء والمراهقين فالموساد لا شئ”
أخيراً: كتقليد لأفلام هوليوود يعرض المسلسل بعض المقاطع الفاضحة يمكن تخطيها بكبسة زر ، كما يحوي المسلسل على كم كبير من المصطلحات والألفاظ النابية، ويحاول إظهار جانب الحكمة منقطع النظير عند كابتن أيوب ( من الموساد) وفي المقابل يهوّل في إظار جانب السذاجة لذى الطرف الآخر.