إحترام المعلم وكرامة الطالب (معادلة)
د. عزت جرادات
=
بقلم /د. عزت جرادات
* في الخمسينيات من القرن الماضي، كانت العصا رفيق المعلم، ولم تمض سنوات حتى إقتصر إستخدامها لكل من المعلم المناوب ومدير المدرسة…إلى أن جاء ذلك التعميم إلى المدارس بتوقيع وزير التربية والتعليم (المرحوم الاستاذ بشير الصباغ) بمنع العقاب البدني للطلبة فاختفتْ العصا في مطلع الستينيات، وحلّ محلّها التوعية والنصح والتوجيه نحو السلوك الطلابي المدرسي، ومع إدخال الأرشاد التربوي والنفسي أواخر الستينيات، وبرامج التأهيل التربوي للمعلمين في مطلع السبعينيات، كان التفاؤل بانتقال العلاقة ما بين المعلم وطلبته إلى سلوك إرشادي تثقيفي يعزز الأحترام المتبادل: أحترام الطلبة لمعلميهم، وتقدير المعلمين لطلبتهم، بدافعية احترام الكرامة الأنسانية لجيل يعتز بشخصيته التي لا تتعرض لجرح كبريائها المستقبلي.
*لقد اختفت لعقود أواخر القرن الماضي مظاهر العقاب البدني للطلبة، مهما كانت المواقف السلوكية السلبية، وإنْ حدثت، فكانت إستثناءاً ولا تؤدي إلى عنف مرفوض، سلوكياً وتربوياً…
وكان من المؤلم قبل سنوات حدوث إعتداءات بعض الأهالي، وهي حالات معدودة، على المعلم.
وكان أشدّها إيلاماً تلك الحالة في أحد البلدان التي صدر بشأنها قرار محكمة لأعتداء على معلم واجبار تلميذه على وضع قدمه على رأس معلمه… وربما الأشد إيلاماً مشهد تلميذ تلقّى أذىَّ بدنياً وأذى نفسياً، فقد يشفى الأول ولكن الآخر يتعمق في النفس.
*لقد نادينا بميثاق مجتمعي ينبذ الأعتداء على المعلم، وفي الوقت نفسه تجنب إيقاع العقاب البدني على الطلبة، مهما كان الموقف الصفي أو اللصفي السلوكي.
أن المناداة بحَسْن الأستثمار في التعليم، والأستثمار في المعلم إنما هي تأكيد للآستثمار في المستقبل وأداته والأنباء الطلبة.
*إن البيئة المدرسية الآمنة لا تقتصر على توفير متطلباتها الصحية والأداية والمادية،فالمتطلبات النفسية والأجتماعية التي يكتنزها المعلم في وجدانه وسلوكه، فضلا عن تأهيله التربوي لا تقل أهمية عن تلك المتطلبات الحسية (اللوجستية).
*ومع بدء العام الدراسي، تُحسن وزارة التربية والتعليم صُنعا اذا ما خصصت حصة، لمربي الصف إسبوعياً، بهدف نشر الوعي السلوكي الأيجابي لدى الطلبة، كعلاج وقائي، فتكون السلوكيات التربوية الأيجابية لدى المعلم والطالب هي المأمول، ولا أقلّ من ذلك لأبنائنا الطلبة ولمعلميهم.