جرشيون يطالبون بمأسسة “المهرجان “واستمرار فعالياته طوال العام
دعا جرشيون الى مأسسة مهرجان جرش للثقافة والفنون، لتستمر فعالياته طوال العام، بخاصة وان محافظة جرش تقيم ستة مهرجانات سنويا، لافتين الى أن دمج جميع المهرجانات في مهرجان واحد، ومأسسته، سيشكل استثمارا كبيرا من نوعه، يسهم في تشغل اعداد كبيرة من ابناء المحافظة، ويقدم جرش للعالم كوجهة سياحية ثقافية متنوعة.
وينطلق اليوم مهرجان جرش برعاية ملكية سامية، وقد بدأ منذ 35 عاما في مدينة جرش الأثرية، ليرتبط اسمه بها، وليصبح منافسا لأكبر المهرجانات الثقافية والفنية والتاريخية والتراثية في العالم.
وتستمر عروض وفعاليات المهرجان على مسارح ومدرجات وساحات المدينة الاثرية، منذ لحظة انطلاقه اليوم، وحتى نهايته ولمدة 12 يوما متتالية،
ويأتي انطلاق المهرجان، في وقت بدأت تدخل فيه البلاد مرحلة التعافي من جائحة كورونا، وسط أجواء من الفرح، وسط تحول المدينة الى خلية نحل، تعمل بدأب في ظل قلة الإمكانيات وسوء الظروف الاقتصادية الراهنة، لاستقبال آلاف الزوار والمشاركين الذين يصلون الى 300 مشارك خلال هذا الموسم.
ويتوقع ارتفاع نسبة الحركة السياحية، بسبب مقدم آلاف الضيوف والزوار من الداخل والخارج لحضور فعاليات المهرجان الى 30 %، وفق الخبير السياحي الدكتور يوسف زريقات.
وطالب زريقات بمأسسة المهرجان، وتشكيل كادر وظيفي للعمل في مؤسسته على مدار العام، باعتباره من أبرز الأحداث الثقافية والفنية والاجتماعية التي تمس حياة الجرشيين مباشرة.
وأشار الى أن المشتغلين في المهرجان من ابناء المحافظة محدود جدا، لافتا الى اهمية أن يكون المهرجان، موسما حيويا لتشغيل جزء من العاطلين عن العمل في المدينة، أكان في تنظيم فعالياته، أو في الجوانب التي تتعلق بخدمة زواره.
ولفت الى عدم توافر فندق سياحي في المدينة، يمكنه استقبال ضيوف وزوار المهرجان، والفندق الوحيد فيها، سعته محدودة، وغير قادر على استضافة المشاركين في الفعاليات.
مدير عام المهرجان ايمن سماوي، قال إن المهرجان يقام هذا العام، في ظروف صحية واقتصادية واجتماعية خاصة، ومع دخولنا مرحلة التعافي، ما جعلة يتطلب تجهيزات فنية ولوجستية خاصة بتطبيق البروتوكول الصحي.
وأوضح أن المسارح الرئيسة والفرعية والساحات، مستعدة فنيا وإداريا ولوجستيا لاستقبال المشاركين والزوار، وأهمها المسارح: الجنوبي والشمالي وأرتيمس والصوت والضوء والساحة الرئيسة، وشارع الأعمدة ومعبد أرتيمس، ويجري الاعتماد على خبراء وفنيين من مختلف الجهات لاستكمال التجهيزات والحفاظ على الآثار والمواقع.
ولفت سماوي إلى ان المهرجان يوفر سنويا، أكثر من 250 فرصة عمل لأبناء المحافظة، من حرفيين وعمال وفنيين وفرق ومواهب مشاركة، ومعظمهم عاطلون عن العمل، موضحا أن فرص العمل فيه محدودة خلال الفعاليات، مؤكدا الحرص على تشغيل أبناء المحافظة من حدادين ومهندسي صوت وإضاءة وفنيين وتجهيزات فنية للمسارح والموقع، بكلفة لا تقل عن نصف مليون دينار من مجموع المخصصات التي لا تقدر بـ950 ألف دينار.
إلى ذلك، ترفض المنتجة نبيلة أبو غليون المشاركة في المهرجان، نظرا لعدم تخصيص مواقع كافية للمشاركين، وصعوبة الوصول إلى مواقع البيع والشراء والتسويق في الموقع.
وأوضحت أنها تتمنى منذ سنوات المشاركة في المهرجان، لكن المواقع المخصصة للمنتجين من ابناء جرش، محدودة، وغير مسوقة جيدا، لافتة الى أن الأهالي لهم حصة في هذا المهرجان الذي يقام في منطقتهم، ويجب إيجاد عمل لهم فيه على مدار العام، عبر تجهيز منتجات من جرش وتسويقها، وفتح معارض دائمة للعمل فيه والترويج لها.
وقال الحرفي راكان العقيلي، إنه يشارك في الفعاليات منذ عقود في بيع التحف والسوفينر، وسنويا تخصص للحرفيين الجرشيين ومن المحافظات، مواقع ومساحات لعرض منتجاتهم.
ويتطلع الى استمرار عمل الحرفيين حتى بعد المهرجان وعلى مدار العام، داعيا لتدريب وتأهيل المتعطلين، وتأسيس مشاريع صغيرة لهم ليكونوا ضمن سوق مستمرة تابعة للمهرجان.
وقال نبيل الحوامدة، ويشارك لأول مرة في اللجنة التنظيمية، إن المهرجانات في جرش متعددة وتستمر طوال العام، وتديرها عدة جهات، لكنه آن لها أن تنضوي تحت مؤسسة واحدة هي مؤسسة مهرجان جرش، لتوفير فرص للشباب العاطلين عن العمل.
ويعتقد الحوامدة بأن مأسسة المهرجان، توفر الوقت والجهد، وتفتح آفاق الفعاليات وترفع أعداد ونسب الزوار السنوية، وتروج لجرش عالميا.
رئيس لجنة بلدية جرش الكبرى حمد كرازنة، بين أن البلدية توقع سنويا اتفاقية مع إدارة المهرجان، لتقديم دعم فني ولوجستي لموقع المهرجان، لكنها في الوقت نفسه تطالب بمأسسته لارتباطه الوثيق بالمحافظة، ولإمكانية ذلك بخلق فرص عمل، لافتا الى أن جرش تقيم 6 مهرجانات سنويا، فلم لا تدمج جميعها في مؤسسة واحدة ليستمر المهرجان طوال العام.
ويرى كرازنة أن المحافظة، تفتقر للمشاريع الاستثمارية الكبرى، بخاصة في القطاع السياحي الذي ما يزال متواضعا، مقارنة بحجم المواقع الاثرية فيها.
وأضاف أن البلدية تدعم المهرجان، وتقدم كل ما تستطيعه، لضمان نجاحه، وقد جندت له 170 عامل وطن، وعشرات الآليات لتنفيذ حملات رش وتعقيم وجمع نفايات، الى جانب مشاركة 273 حرفيا ومهنيا وجمعية خيرية، و42 شاعرا منها وعشرات الفنانين التشكيليين والحرفيين والمنظمين، واللجان الاعلامية.
مدير سياحة جرش فراس الخطاطبة، قال إنه وبعد انطلاق المهرجان، فمن المتوقع أن يزوره آلاف المواطنين والسياح، لافتا الى استعداد مديرية السياحة والجهات المعنية لاستقبالهم، في نطاق الحفاظ على صحتهم وتطبيق البروتوكول الصحي اثناء حضور الفعاليات.
بدوره قال رئيس جميعة الحرفيين في جرش صلاح العياصرة، إن المهرجان فرصة تسويقية وترويجية فعالة للحرفيين، وهم بأمس الحاجة حاليا للمهرجان ولغيره من الفعاليات السنوية في جرش، بخاصة مع دخولنا مرحلة التعافي.
وأضاف أن المهرجان يوفر فرص عمل لأبناء المحافظة وينشط حركة البيع والشراء في المطاعم السياحية والسوق الحرفي ومختلف المنشآت.
صابرين الطعيمات/ الغد
التعليقات مغلقة.