فيديو الدكتور الشوبكي
الدكتور رشيد عبّاس
=
بقلم/الدكتور: رشيد عبّاس
كغيري من الأردنيين تفاجأت بالفيديو الذي بثّهُ الدكتور محمد الشوبكي.., والدكتور محمد ليس شخص عابر سبيل أو شخصية طارئة على المجتمع الأردني, إنما هو قامة طبيّة كبيرة ومعروفة لدى الجميع, كيف لا وقد شغل مواقع طبيّة مهمة في وطننا العزيز, شغل موقع مدير مستشفى المدينة الطبيّة سابقاً, ومدير مستشفى الملكة علياء لأمراض القلب سابقاً, وعضو في المجلس الطبي الأردني على اعتبار أن هذا المجلس ركيزة من ركائز الأمن الصحي من اجل الحفاظ على مجتمع أردني صحي آمن وسعيد, إضافة إلى انه طبيب قلب استشاري من الدرجة الأولى.
حيثيات (الرواية) عجيبة غريبة, وأن كانت في الماضي القريب فإنها تدعو إلى القلق والتخوف والعمل على رفع أعلى درجات الاستنفار الإداري في ضوء ذلك, التوقف عند من هو الطبيب المعني في هذه القضية.. والتوقف عند جميع الاطراف المعنية بهذه القضية عند حدوثها مهم ومهم للغاية, لكن الأهم من كل ذلك هو كيف تضع الدولة اليوم حيثيات وتفاصيل هذه الرواية وغيرها من الروايات التي حدثت وتحدث في وطننا العزيز في إطار برنامج الإصلاح الاداري الذي بدأت به الدولة الأردنية مشكورة مؤخراً.
مثل هذه الاختراقات الإدارية موجودة وتحدث يومياً في جميع دول العالم ولا غرابة من ذلك, وأن مسلسل حدوثها لن ينتهي من مفاصل مؤسسات ودوائر الدولة, لكن المهم هنا هو كيف نأخذ هذه الرواية ونشرّحها بجميع تفاصيلها الدقيقة بشفافية عالية ونضع بعد ذلك نقاط إغلاق إداري أمام النفوس الضعيفة تلك التي لم تأبه ولم تكترث بتعليمات وأنظمة وقوانين الدولة, مع أن الدولة احترمتهم ووضعتهم في مواقع وظيفية متقدمة, لقد قدّم هؤلاء مصالحهم الضيّقة على مصالح الدولة والوطن غير مكترثين وغير أبهين وغير مقدّرين للنتائج المترتبة على مثل هذه التصرفات الدونية, معتبرين أن أرواح الناس رخيصة, وأن أرزاق البشر مباحة.
الدولة معنية اليوم بترجمة هذه الحادثة أن كانت صحيحة وأجزم أنها صحيحة, وغيرها من الحوادث التي تجري في الوطن ترجمة من نوع جديد يتمثل بتطبيق مبدأ المسائلة القانونية لكل من أساء العمل وأستغل الوظيفة العامة لمصالحه الشخصية, فالجميع تحت القانون وتحت المسائلة, واحترام القانون وسيادته هو احترام للدولة وسيادتها, ولا يشرف العباءات مثل هذه العينات الذين يختبئوا تحتها أو يتذرعوا بها وهي بريئة منهم, فالعباءات نقية طاهرة, وهؤلاء لم يحترموا الأمانات التي كانت بين أيديهم, كيف لا وأرواح المواطنين وأرزاقهم وأمنهم أهم بكثير من مصالح وأرزاق وأمن هؤلاء الضيقة والمكشوفة.
(برنامج المسائلة) الذي كلّف الدولة الأموال الطائلة يحتاج اليوم قبل الغد إلى مزيد من التفعيل, فكثير من ملفات الاختراقات الإدارية التي تحدث اليوم تحتاج إلى اجراءات قانونية عليها, معتقداً أن كل جزئية من جزئيات رواية الدكتور محمد الشوبكي.. تحتاج إلى جبهة إصلاح بحد ذاتها, والامر يزداد تخوفاً اذا ما كان لدى الدكتور محمد المزيد من الروايات الصحية المرعبة الاخرى, أو أن يخرج علينا أخرون من دوائر ومؤسسات أخرى غير صحّية ويفاجئوننا بروايات أكثر رعبا ومأساوية لا قدر الله.
ينبغي تعزيز ثقافة مسائلة ما يسمى بالموظف السابق أو الأسبق في الدولة إذا ما لزم الأمر, وأن (تقادم) الأحداث والقضايا يجب أن تختفي من قاموس الدولة, فكثير من نتائج الأحداث والقضايا يبقى تأثيرها السلبي حتى بعد انتهاء عمل الموظف وأستلام موظف جديد من بعده, فالمسؤولية ينبغي أن تلازم وتلاحق موظف الدولة حتى بعد انتهاء عملة من الدائرة أو المؤسسة التي كان يعمل بها, وذلك من اجل أن يحرص الجميع على إدارة دوائر الدولة ومؤسساتها على اتم وجه.
ولذا.. أدعو لجنة الإصلاح المحترمين الاطلاع على آخر فقرة من هذه المقالة بالذات والتمعن بها جيداً, فالأمر يستدعي منهم كل ذلك.