وزير الثقافة يرعى فعاليات ندوة السلط مدينة التسامح والضيافة الحضرية
رعى وزير الثقافة السيد علي العايد انطلاقة فعاليات ندوة “السلط مدينة التسامح والضيافة الحضرية”، والتي عقدتها نقابة المهندسين الأردنيين بتنظيم من مجلس هيئة المكاتب والشركات الهندسية بالتعاون مع فرع النقابة في محافظة البلقاء، وبمشاركة شعبة الهندسة المعمارية في النقابة اليوم السبت.
وأكد الوزير العايد أن الندوة تمثل الترجمة الحقيقية وحرص المنظمين والمؤسسات المشاركة على حماية المكان والارتقاء به والتطوير والتعريف بمرافق وجماليته وتاريخه الذي يؤسس لتقديم رواية متكاملة وتقديم سردية على المكان في الاردن وتاريخه وتحولاته.
وقال إن اليوم هو يوم وطني اردني بامتياز جاء لنرسم مستقبل المدينة بالكيفية التي تحافظ على اصالتها وروحها وتشرع الابواب والنوافذ لانفتاحها على الابواب المعاصرة وتحافظ على روح المكان الذي بناه الاباء والاجداد وزرعوا فيه قيم المحبة والطيب، مبينا أن في المدينة رجالات الوطن الذين قدموا التضحيات تلو التضحيات في سبيل الوطن، فهم تربوا على الاصالة والطيب والانتماء والوطنية الكبيرة.
وأشار الوزير العايد الى أن ادراج مدينة السلط على قائمة التراث العالمي تزامن مع احتفالات المملكة بتأسيس الدولة الاردنية ليشكل اعتراف دوليا بالقيم التي تأسس عليها المجتمع الاردني؛ القيم التي كرسها الهاشميون عبر عقود من البناء والمحطات المشرقة التي جعلت من الاردن نموذجا في الاستقرار والاستمرار، مضيفا ان وزارة الثقافة معنية بالمكان بما هو تراث مادي وانساني وبما هو نص ابداعي جمالي يعكس ثقافة الانسان وقيمه الحضارية وانماط عيشه وخصوصيته التي تجسدت في هويتها الاردنية الوطنية.
بدوره، قال نقيب المهندسين الاردنيين المهندس أحمد سمارة الزعبي، إن ندوة اليوم جاءت للاحتفال بالسلط على ضفاف المئوية، فالمئوية استذكار واستنهاض ومحطة امانة ومسؤولية نقرأ فيها التجربة والرحلة بعين عدل، تقودها بصيرة وطنية صادقة لا تصمت عن خلل ولا تتجاوز عن منجز.
ولفت إلى أننا في حضرة التاريخ وفي محراب علم انطلق منه كواكب واسماء كبيرة صنعت المجد ووضعت اللبنات الاولى للأردن الذي نريد، فأناس عاشوا في السلط نسجوا تشكيلاتهم العمرانية الاجتماعية واجابوا بكل حرفية وامانة على احتياجات الناس المادية والروحية، كما وقدموا فراغات معمارية تتيح للإنسان ان يعيش انسانيته مع الاخرين.
وتابع، “مهمتنا اليوم كمعماريين وصناع قرار ومخططين احترام انسانية الانسان مع تعاطينا في التصميم الحضري والتخطيط العمراني، حيث تعددت النظريات التي تناولت علاقة الانسان بالمكان، وكيف ان التجارب البصرية التي يتعرض لها الانسان تنسج خبراته ومشاعره.
وبين أن اعيننا هي مصدرنا الاولي لتلقي المعرفة، كما ان التراث العمراني وثيقة تاريخية شديدة الدقة، فهم مرآة لحالة مجتمعية سياسية اخلاقية وعاطفية، وايضا كفلسفة حياة وتصورات عن السلطة والدين والاساطير والمعتقدات.
وقالت ممثلة وحدة ادارة وسط مدينة السلط المهندسة لينا ابو سليم، إن وسط المدينة التاريخي يمثل مثالً استثنائيا للتراث الحي والمشهد الحضري التاريخي مع وجود صلة قوية بين سماته الملموسة (من العمارة الرائعة، التشكيل الحضري المميز) والسمات غير الملموسة (من التسامح والعيش المشترك والضيافة الحضرية) خلال فترة تطور المدينة والممزوجة بالعهد الذهبي للمدينة.
وأشارت الى أنه وفي حالة مدينة السلط وحيث أن أصالة الشكل والتصميم عالية جداً، فقد حافظت المدينة على شخصيتها في مبانيها وأماكنها العامة وكانت التغيرات على مر السنين ضئيلة وتظهر روح المكان عند التجول في ساحاتها وأسواقها ومع سكان يقدرون قيمة تراثهم وتقاليدهم إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي تهدد أو تؤثر على عملية الإدراج.
وقال نائب رئيس فرع نقابة المهندسين في البلقاء المهندس كمال الدباس، إن السلط نهار ممتد عبر السنين ودليل ساكن في ذرى رم، فهي تراب عطر، فالسلط في علو شجر الرماح بل في علو الرايات وقلعة الربض وصلوات المصلين الصاعد الى السماء.
واشار الى أن ادراج مدينة السلط على لائحة التراث العالمي يشكل نقلة نوعية لها، فهذا بداية البداية التي تستوجب من الجميع، رسميين واهل مدينة، العمل على احداث نقلة نوعية للمدينة مع الحفاظ على طابعها الأثري.
وفي نهاية الحفل، قام راعي الحفل الوزير العايد ونقيب المهندسين ورئيس اللجنة التحضيرية المهندس عماد الدباس، بتسليم الدروع للعاملين على الندوة والمنظمين.
التعليقات مغلقة.