فصائل فلسطينية تتوعد بالرد على اقتحامات المتطرفين اليهود لـ”الأقصى”
قاطر فلسطينيون أمس لصد عدوان المستوطنين، الذين اقتحموا بالمئات باحات المسجد الأقصى، من جهة “باب المغاربة”، على شكل مجموعات كبيرة، ورفعوا خلالها علم الاحتلال، ما أدى لمصادمات واشتباكات أصيب خلالها عدد من الفلسطينيين، فيما تعرض بعضهم للاعتقالات.
وأثار هذا الانتهاك الخطير غضباً فلسطينياً عارماً، وتحركاً شبابياً للحفاظ على الأقصى والدفاع عنه، خاصة عقب ارتقاء ثلاثة فلسطينيين من أبناء القدس المحتلة للدفاع عن المسجد أول من أمس.
وعلى وقع توعد الفصائل الفلسطينية للاحتلال بالرد الحاسم على جريمته بانتهاك الاقصى ورفع علمه في باحاته وعلى جريمته التي ارتكبها في بلدة بدو، شمال غرب القدس، حذرت حركة “حماس” الاحتلال من مغبة الاستمرار في اقتحام ساحات المسجد الأقصى، ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً.
وقالت “حماس”، أمس، إن “العدو المجرم لن يجني من حماقاته إلا الخسران والندم، فالشعب الفلسطيني لن يترك القدس والمسجد الأقصى وحيدين”، مشيرة إلى أن “اشتباكات بلدة “بدو” وجنين ونابلس رسالة للاحتلال بأن البنادق جاهزة للدفاع عن الأقصى”.
كما دعت كل من “حماس” وحركة “الجهاد الإسلامي” إلى “تصعيد المقاومة” في الضفة الغربية، مؤكدين الاستعداد والجهوزية للدفاع عن الأقصى ورد عدوان الاحتلال، أسوة بما شهدته الضفة من حالة غليان وتوتر شديدين خلال ألأيام الأخيرة.
ونشرت قوات الاحتلال عناصرها الكثيفة في الساحات وعند بوابات المسجد الأقصى، لتأمين اقتحام المستوطنين، في آخر أيام ما يسمى عيد “العُرش” اليهودي، والتجول في باحاته، وتلقي الشروحات التوراتية حول “الهيكل”، المزعوم، فضلاً عن أداء الطقوس التلمودية المزعومة عند “باب السلسلة” بالمسجد.
ووفرت قوات الاحتلال الحراسة الأمنية المشددة خلال قيام المستوطنين برفع العلم الإسرائيلي ثلاث مرات، عند باب الملك فيصل، أحد أبواب المسجد الأقصى، وأداء الطقوس التلمودية بمناسبة زفاف مستوطنين، وذلك في “تطور خطير وانتهاك صارخ لحرمة المسجد”، بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة.
ومنعت قوات الاحتلال بالقوة حراس المسجد الأقصى من التدخل، واعتقلت بعضاً منهم كلما حاولوا منع المستوطنين من رفع العلم أو ممارسة طقوس تلمودية في ساحات المسجد، وقد أبعدت بعضهم عن المسجد الأقصى ووظيفتهم لفترات طالت أكثر من 6 أشهر.
وتزامناً مع الاقتحامات؛ شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة بين صفوف المواطنين الفلسطينيين بحجة أدائهم الصلاة في مسار اقتحامات المستوطنين للأقصى، كما فرضت اجراءات مشددة على دخول المصلين، ودققت في هوياتهم واحتجزت بعضها عند البوابات الخارجية للمسجد.
وحذرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة من انتهاكات المستوطنين بحق المسجد الأقصى، ومحاولات تغيير الواقع التاريخي والقانوني للمسجد، في ظل مخطط إسرائيلي رسمي لتقسيمه زمانياً ومكانياً تمهيداً للسيطرة عليه.
وقال مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية، عزام الخطيب، إن “شرطة الاحتلال حولت المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية كاملة”، في ظل تزايد عدد المستوطنين المقتحمين لباحاته.
وأكد الخطيب، في تصريح أمس، أن الأقصى مسجد خالص للمسلمين لا يقبل القسمة، ولا الشراكة، والاقتحامات مرفوضة جملة وتفصيلا.
وأحصت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة قيام أكثر من ألف مستوطن يومياً باقتحام المسجد الأقصى، بحجة الاحتفاء بالأعياد اليهودية، فيما أطلقت جماعات “الهيكل”، المزعوم، دعوات للمستوطنين لاقتحامه.
بدورها، قالت وزارة شؤون القدس في السلطة الفلسطينية من أن “الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى أخذت منحى خطيراً بكثافة أعداد المقتحمين وترافقها مع محاولات محمومة لأداء طقوس دينية خاصة خلال فترات الأعياد اليهودية”.
وحذرت من محاولات سلطات الاحتلال تغيير الوضع التاريخي القائم بالمسجد الأقصى، في ظل استمرار اقتحامات المستوطنين، وبأعداد كبيرة، بذريعة الاحتفال بالأعياد اليهودية.
وأكدت، في تصريح لها أمس، أن “ما يجري في المسجد هو انتهاك فظ وخطير للوضع التاريخي القائم في المسجد، خاصة أنها تتم بحراسة وحماية الشرطة الإسرائيلية”.
كما أشارت إلى أن “ما جرى ويجري في المسجد الأقصى هو محاولة لفرض أمر واقع جديد في المسجد يهدف لتغيير الوضع الديني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى ما قبل الاحتلال الإسرائيلي العام 1967”.
وأضافت أن “الجماعات المتطرفة تتعمد توظيف الأعياد اليهودية لاستباحة المسجد من خلال اقتحامات كثيفة، بما في ذلك باللباس الديني ومحاولة أداء صلوات تلمودية والانبطاح على الأرض واستفزاز مشاعر المسلمين في المسجد والقدس وحول العالم”.
ودعت إلى “تحرك فوري عربي وإسلامي ودولي لوضع حد لهذه الانتهاكات الإسرائيلية ومحاولات المس بالوضع القائم التاريخي في المسجد، ودعوات تقسيمه زمانياً ومكانياً، بما ينذر بمخاطر شديدة غير محمودة”.
وفي الأثناء؛ شنت قوات الاحتلال، فجر أمس، حملة اعتقالات في قرى وبلدات شمال غرب مدينة القدس المحتلة.
وتأتي الاعتقالات، غداة استشهاد خمسة فلسطينيين فجر أول أمس، برصاص قوات الاحتلال، خلال حملة عسكرية واسعة نفذتها قوات “اليمام” ووحدة “دفدوفان” في الجيش الإسرائيلي، وسط الضفة الغربية وشمالي القدس المحتلتين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الاحتلال الإسرائيلي قتل خلال عدوانه على الضفة الغربية فجر أول أمس، فلسطينيين اثنين في جنين وثلاثة شمالي القدس.
وبحسب مصادر مقدسية، فإن قوات إسرائيلية كبيرة اقتحمت بلدة “بدو” شمالي القدس، التي يقطن فيها الشهداء الثلاثة، وسط مواجهات عنيفة مع الشبان الذين أشعلوا الإطارات وألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة تجاه قوات الاحتلال التي اقتحمت عدة منازل وفتشتها بعد تدمير محتوياتها.
واشتعلت النيران في منزل أحد سكان منطقة السهل في “بدو” إثر إلقاء قوات الاحتلال القنابل بكثافة في المنطقة، فيما انفجرت قنبلة أخرى في ساحة منزل أحد المواطنين في البلدة، دون أن يبلغ عن إصابات.
وكانت “كتائب القسام”، الجناح العسكرية لحركة “حماس”، أعلنت أن شهداء القدس الثلاثة من عناصرها؛ بينهم قائد ميداني، فيما أعلنت كتائب سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن الشهيد الرابع، أحد عناصرها.
نادية سعد الدين/ الغد
التعليقات مغلقة.