10 آلاف وحدة استيطانية جديدة بالقدس

عاودت سلطات الاحتلال الإسرائيلي البناء الاستيطاني في القدس المحتلة بعد توقف لم يدم طويلاً تحت ضغوط المستوطنين المتطرفين، وذلك بإقامة زهاء 10 آلاف وحدة استيطانية جديدة في إطار مساعي تهويد المدينة ومنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وشرعت ما يسمى “بلدية القدس” التابعة للسلطات الإسرائيلية، أمس، في الترويج للمخطط الاستيطاني في منطقة قلنديا بالقدس المحتلة، أو ما يسميه الاحتلال “مطار عطروت” المهجور، بما سيكون بمثابة بدء إعلان البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتسعى سلطات الاحتلال إلى إقامة مستوطنة ضخمّة، ضمن مساحة تزيد على 900 دونم، وهدم عشرات المنشآت السكنية الفلسطينية التي تم بناؤها في المنطقة على مدار السنوات، ومصادرة أرض “مطار القدس الدولي” في منطقة قلنديا بالقدس المحتلة، والذي وضعت يدها عليه في العام 1967 قبل أن تغلقه نهائياً العام 2000.
وبذلك؛ فإن قرار الحكومة الإسرائيلية بإقامة مستوطنة ضخمة تضم عشرات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين، يقضي على أي فرصة لقيام عاصمة للدولة الفلسطينية في القدس المحتلة، لأن المستوطنة ستفصل بين القدس ورام الله، أسوّة بما فعله جدار الفصل العنصري.
وفي هذا السياق؛ قالت ما يسمى منظمة “السلام ألآن” الإسرائيلية إن “المخطط الاستيطاني يقع في قلب سلسلة متواصلة فلسطينية حضرية تمتد من رام الله، عبر أحياء القدس المحتلة، التي ضمها الاحتلال في كفر عقب وقلنديا، إلى بيت حنينا وشعفاط، التي يقطنها مئات الآلاف من السكان الفلسطينيين”.
وأفادت “السلام الآن”، عبر موقعها الالكتروني، بأن المستوطنة “تهدف لأن تصبح جيباً إسرائيلياً من شأنه أن يمنع التطور الفلسطيني في المنطقة المركزية الأكثر أهمية في الدولة الفلسطينية المستقبلية، وهي منطقة القدس ورام الله وبيت لحم”.
وأوضحت أن “إنشاء مستوطنة تضم آلاف الوحدات الاستيطانية يعني وجود عشرات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين، بما سيجعل من الصعب على أي ترتيب قائم على “حل الدولتين” أن يرى النور في المستقبل، بسبب عدم الاستمرارية (الجغرافية) الفلسطينية، والضرر الذي يلحق بإمكانيات العاصمة الفلسطينية في القدس المحتلة”.
وتقع إلى جانب المنطقة المنوي إقامة المستوطنة عليها، منطقة صناعية إسرائيلية كبيرة تدعى “عطروت” أقيمت أيضاً على أراض فلسطينية بعدما تم مصادرتها من أصحابها الفلسطينيين.
يأتي ذلك على وقع انتهاكات المستوطنين المتواصلة في الأراضي المحتلة، حيث اقتحم المئات منهم، أمس، مقام “شمعون الصديق” في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وسط تشديد قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في الحي، ونصب 6 حواجز عسكرية في محيط المكان.
كما أضرم المستوطنون، النار في عشرات أشجار الزيتون بأراضي بلدة جوريش، جنوب نابلس، وسط انتشار واسع لجنود الاحتلال في المنطقة.
وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت عدداً من الفلسطينيين، بينهم أسرى محررون وصحفي، عقب دهم منازلهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها، في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.
واندلعت المواجهات العنيفة في أعقاب اقتحام قوات الاحتلال لبلدة “يعبد”، جنوبي جنين، وإطلاق القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان الفلسطينيين، مما أدى إلى وقوع الإصابات وحالات الاختناق الشديد.
كما اقتحمت قوات الاحتلال كل من قرية “عوريف” جنوبي نابلس، وطولكرم والقدس، وداهمت بلدتي سعير والشيوخ، شمال شرق الخليل، بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها وتخريب محتوياتها.
من جانبها، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بموقف دولي حازم في وجه جرائم المستوطنين المتواصلة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والتي تتم بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.
واعتبرت الوزارة، في تصريح أصدرته أمس، أن جرائم المستوطنين تتم برعاية واحتضان المستوى السياسي الإسرائيلي، بما يدلل على صحة المطالبات الفلسطينية المستمرة بوضع عناصر الإرهاب اليهودي على قوائم الإرهاب.
وقالت إن الفلسطيني الأعزل يتعرض يومياً لاعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين، وبحماية جيش الاحتلال، في محافظات الضفة الغربية كافة، تشمل جميع مناحي حياته ومقومات وجوده في أرضه ووطنه.
ونوهت إلى أن تلك الاعتداءات تتم بغطاء واضح من المستوى السياسي والعسكري في دولة الاحتلال، في محاولة لفرض السيطرة الإسرائيلية على المزيد من الأرض الفلسطينية، وكسر إرادة الصمود والمواجهة لدى أبناء الشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى أن المشهد الإجرامي يتكرر على مدار العام، وبشكل خاص قبيل وأثناء موسم الزيتون، في محاولة لإفشاله، وتكبيد المزارع الفلسطيني خسائر اقتصادية كبيرة، في وهم إسرائيلي لدفع الفلسطينيين للاقتناع بعدم جدوى الاستثمار بأرضهم، وزراعة أشجار الزيتون.

نادية سعد الدين/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة